" من عهد بعيد والعرب لا يقومون بواجبهم تجاه لغة القرآن ولا عذر لهم في ذلك عند الله ولا بين الناس. ويجب أن نثني على العرب الأوائل لأنهم صانوا بدقة ، وبلَّغوا بأمانة ، وقدموا أرواحهم فدى لما يعتقدون. لكن العرب بعد ذلك تركوا اللغة وديعة لدى غيرهم، فلم ينهضوا بنشرها ولم يبذلوا جهدا يذكر في شرح قواعدها وآدابها للآخرين!! واضطر الأعاجم إلى النهوض بهذا العبء فكانوا علماء النحو والصرف والبلاغة بفنونها الثلاثة . وإذا كان غرب آسيا وشمال أفريقيا قد استعْرَبوا بالإسلام ، فإن تعميم ذلك على سكان الأرض الآن متعذر . وكان يجب على العرب أن يبذلوا جهوداً شاقةً في توسيع دائرة العربية ، حتى تجتذب الهنود والأتراك والفرس والإندونيسيين وغيرهم .. والعرب يشكلون نسبة يسيرة من المسلمين وواجبهم تعليم لغتهم لإخوان العقيدة، بل واجبهم نشرَ لغتهم في أقطار الأرض كلِّها لأن رسالتهم عالمية ، وفرض عليهم أن يُسهِّلوا الطريقَ إليها.
من كتاب " مشكلات في طريق الحياة الإسلامية " للشيخ محمد الغزالي رحمه الله (1420هـ) كتاب الأمة /1 مطابع الدوحة الحديثة – قطر .
______
تحية واعية
محمد بن أحمد باسيدي
المفضلات