بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين
لوحة رقم (02): تعليل الاختلاف
لا أختلف أخي الكريم الدكتور محمد حسين الأحمد العيسى فيما ذهبت إليه،
وأعتقد لا أحد يختلف معك في روعة خطاب خادم الحرمين الشريفين في الكويت.
حتى من اختلف مع أخي الكريم الأستاذ هلال الفارع ..
فمصدر الاختلاف ليس خطاب خادم الحرمين الشريفين .. لكن أسئلة تتداعى تلقائياً في ذهن عموم الناس وليس في ذهن النخبة فقط. وأعتقد أننا علينا أن نعطي الفرصة لهذه الأسئلة حتى ترتاح الناس، فالسؤال دون إجابة يسبب توتر لدى الشخص، وهو توتر إيجابي لأن منه انطلق البحث العلمية، أليس هذا ما قاله جون ديوي John Dewey في كتابه المنطق .. نظرية البحث Logic Theory of Inquiry؟! من هذه الأسئلة التي تتفرع عن النقاط الأربع التي طرحها أخي الكريم الأستاذ هلال الفارع ويطرحها الجمهور وبحاجة إلى إجابة:
1. المبادرة العربية للسلام... لن تبقى موضوعة على الطاولة لأمد مفتوح.
فالأسئلة التي تحتاج إلى إجابة:
1.1. هل المبادرة ما زالت مفتوحة أم أنها أغلقت؟
يعني هل هذا يعني فتح ملف أغلقته قمة قطر أم شيء آخر؟
2.1. هل أعطينا إسرائيل مهلة لقبولها؟
أنت تعرف أخي الكريم عندما يتم تقديم عروض بين الشركات، يوجد مهلة لقبول العرض. إذا حدث بعد وأن تم قبول العرض بعد المهلة، فيتم تقديم العرض من جديد، فالقديم لم يعد ملزم للشركة التي قدمت العرض. وقد يكون هناك شروط جديدة. قدمنا لإسرائيل المبادرة أي ما يقابل عرض الشركات من 7 سنوات، وعشرات المذابح قامت بها إسرائيل في هذه الفترة، ألا يقتضي هذا تعديل ولو طفيف في المبادرة لتستوعب المتغيرات الحقلية أي المجازر الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل؟!
2. المصالحة العربية هي الهدف الأول، والوفاق العربي هو هاجس المملكة الأهم.
وهل هناك أحد ضد المصالحة العربية العربية؟! لكن تبقى أسئلة لدى عموم الناس، وهي اسئلة بحاجة إلى إجابة:
1.2. هل المصالحة أهم من فتح معبر رفح؟
2.2. لماذا يصر مبارك ومن ورائه العرب أن يربطوا الفلسطينيين بإسرائيل؟!
نحن كفلسطينيين لا نريد أن نستورد شيئاً من إسرائيل،
ألا يعني إغلاق معبر رفح محاربة إمكانية مقاطعة بضائع العدو الصهيوني في فلسطين؟!
2.2. لماذا لم يتم فتح معبر رفح قبل المصالحة؟!
مصر مبارك مازالت تقول لن أفتح معبر رفح إلا للحالات الإنسانية ..
لماذا لم تصر الدول العربية على فتح المعبر قبل المصالحة؟!
أليس من الحكمة أن أغير الحفاظة ابني التي اتسخت قبل أن أقدم طفلي لأحد لتقبيله؟!
3. وحدة العمل العربي المشترك أساس في النظرة السعودية إلى الأحداث.
1.3. ما هو برنامج العمل المشترك؟
المثقف العربي لا يتطلع إلى مجرد العمل العربي المشترك كفضيلة؟
في عام 1948 تم عمل عربي مشترك تحت إسم لإنقاذ فلسطين
وكان رئيس الجيش الذي يريد أن ينقذ فلسطين جلوب باشا!!!
هذا النوع من العمل العربي المشترك لا يريده المثقف العربي!
إذا صب العمل العربي المشترك في الدفاع عن الأمة، فمرحباً به
أما إذا صب ضد مصلحة الأمة، فهو سيء!
لذا هذه النقطة لا نستطيع الحكم على إيجابيتها أو سلبيتها دون معرفة البرنامج!
4. ما حدث في غزة مجازر جماعية إجرامية لن تمر بسهولة.
وهنا يتساءل عموم الناس:
1.4. هل عدم تمريرها بسهولة يعني خطوات عقابية على إسرائيل؟
أم أن الأمر لن يتعدى شجب وإدانه، أشبعتهم شتماً وذهبوا بالإبل!
2.4. إذا كان هناك عقاب لإسرائيل، فماذا هم فاعلين؟!
أم سيذهب العرب إلى مجلس الأمن ليقول لهم: لا لإدانة إسرائيل!
ثم يقول لنا رئيس الوفد من هناك: ماذا نستطيع أن نعمل What can we do؟!
يعني بالعربي يريدوا تعريف مفهوم "تمر بسهولة"، وعليهم إيجاد النقيض أي لن تمر بسهولة.
5. تكاليف إعادة إعمار غزة مقدرة بمليار ونصف المليار دولار، والمملكة تتبرع بمليار دولار.
ولا شك أن المملكة مشكورة بتبرعها هذا، وهذا لا شك فيه! لكن يبقى السؤال وثد طرحته في مداخلة سابقة.
1.5. هل سيتم إعطاء التبرع إلى الرئيس المنتهية ولايته وحكومة فياض اللاشرعية؟ أم سيتم إعطاؤها للحكومة الشرعية برئاسة الأستاذ إسماعيل هنية؟!
وقد قلت في مداخلة سابقة أن ألـ إم بي سي جمعت تبرعات بمئات الملايين في حملة تضامن مع القضية الفلسطينية، وفي النهاية صرفتهم بمعرفتها لصالح القضية الفلسطينية! فهي تعرف مصلحة الشعب الفلسطيني أكثر من معرفة الشعب الفلسطيني مصلحته! ويمكن غداً أن تقوم العربية بالتبرع لصالح القضية الفلسطينية وتعطيهم لعبدالرحمن الراشد ليصرفهم في صالح القضية الفلسطينية بمعرفته!
لذا عند بداية حملة جمع التبرعات في المملكة العربية السعودية والتي رعاها خادم الحرمين الشريفين، وجهنا نداء لخادم الحرمين الشريفين عبر واتا، وتستطيع الإطلاع عليه.
وخارج هذا النقاط للمثقف العربي تساؤلات:
لماذا يتم تغييب حماس عن مؤتمر الكويت؟!
حماس لم تأت من الشارع!
بالأمس الرئيس التركي أردوغان تكلم عن حماس أمام الأوروبيين في بروكسل!
قال لهم تريدون ديمقراطية لا بد من القبول بنتائجها،
وحماس أتت بها صناديق الاقتراع،
إنها أتت نتيجة أنتخابات شفافة،
أليس الأولى أن تكون هي ممثلة لفلسطين بدلاً من التمسك برئيس منتهية صلاحيته؟!
هل يحق لمؤتمرات قمة عرب أن تفرض على الشعب الفلسطيني من تريد؟!
إذا كان العرب يريدوا دعم فلسطين،
فعليهم دعم تطبيق الدستور، لا تجميده!
الدستور الفلسطيني يقول إن عباس لم يعد رئيساً،
والرئيس للمرحلة الإنتقالية الحالية الذي يجب أن يكون هو البحر نائب رئيس المجلس التشريعي لأن الرئيس معتقل من إسرائيل،
وعليه أن يرتب لانتخابات رئاسية خلال شهرين من توليه الرئاسة المؤقتة،
أما الانتخابات التشريعية فموعدها يناير 2010م،
هذا ما يقوله دستور السلطة وعلينا التمسك به.
ثم أخي الكريم الدكتور محمد حسين الأحمد العيسى التباس الفهم في مداخلة أخي الكريم الأستاذ هلال الفارع هو الخلط بين خلفيته الأدبية وشاعريته من جهة وبين مهنيته التربوية الحالية. فلا شك أنه أخي الكريم الأستاذ هلال الفارع هو شاعر بل فحل من فحول الشعراء، لكنه أيضاً تربوي على الأقل بالخبرة. فهو يعمل في مكتب التربية العربي لدول الخليج. وكان منحاه في مداخلته تربوياً معتمدة على نظرية التعزيز Reinforcemment Theory لسكنر B.F.Skinner. والمختص التربوي يفهم ذلك.
وبالله التوفيق،،،
المفضلات