قبل الاجابة على الأسئلة المطروحة والتي تمثل تحدياً للكثير منا ، وأنا منهم الذين لا يملكون الخبرة الكافية في فن التعامل مع العالم الافتراضي ، بكل مكوناته ، أشير إلى أن مداخلات االأستاذ الدكتور شاكر شوبير والأستاذ عبد القادر بوميدونة ، والاستاذ جمال الاحمر ،و الدكتور كاظم عبد الحسين عباس وغيرهم ، من الزملاء في واتا أعطتني أن العالم الافتراضي يمتلك مسحة جنون علينا أن نحسن التعامل معها ، ومحاولة الشفاء منها والابتعاد قدر الامكان حتى لا تصيبنا بشرر منها .
الأسئلة التي طرحها الأستاذ عامر العظم :
كيف تستطيع من خلال طرح ومفردات الآخر أن تعرف أنه شخص لطيف أو مثقف أو غبي أو كذاب، الخ؟
كيف تعرف نواياه وأهدافه عبر كلمات فقدت قيمتها لكثرتها؟
كيف تستطيع معرفة عمره ومستوى ثقافته ووعيه؟
كيف ستقود حوارا متوازنا في العصر الرقمي؟
كيف ستقود حوارا واعيا في العصر الرقمي؟
ما الذي يجبرك على محاورة الآخر الذي لا تحب ولا تلتقي ولست مستعدا حتى للتحاور معه على الأرض؟
تقودني إلى سؤال أعتقد أنه في صلب هذه الندوة التي نتحدث من خلالها ( كيف نتحاور ، كيف نسأل ؟) .
ومن خلال محاولة الاجابة على هذا التساؤل نستطيع أن نتعرف عن قرب عن ماهية الشخص الذي يمكث في الضفة الأخرى من الحوار .
- تعريف الحوار.
- اهمية الحوار للفرد .
- قواعد الحوار.
- دور الوعي والثقافة في ولوج الحوار .
- المواضيع التي يمكن التحاور فيها .
- اهمية الحوار في تعزيز المعرفة بين طرفي الحوار .
- لماذا نحاور ... لماذا نسأل ؟؟؟
- شروط الحوار الجيد .
الحوار هو لغة التواصل الانساني للوصول إلى المعرفة ، لاكتشاف الرأي والرأي الآخر بغية استكشاف الرأي الآخر تجاه موضوع معين .
وتكمن أهمية الحوار بأنه ينمي شخصية الفرد ، ويستكشف امكاناته وطاقاته ويعلمه اسلوب وفن الحوار بغية الوصول إلى الفكرة أو الغاية التي يرجوها من الحوار .
يعزز الحوار التواصل الاجتماعي ويوحد الأفكار والقيم والاتجاهات لدى المجتمع .
فعندما طرح الأستاذ عبد القادر بوميدونة في أول مداخلة له تقسيما لطبيعة الانسان ، حيث حدد أربعة اصناف ( يهوى المدح – وإنسان بعكس الصنف ألول ما أن تمدحه حتى تخسره لأنه يعتبرك منافقاً - ولا صديق له الا عبر المنفعة – و الأخير هو التقي والوفي والنقي . ) ، هذا التقسيم يضع المتحاور في حيرة تجعله متخوفاً من الحوار مع أي كان في الضفة الأخرى .
هذا التخوف اعتبره البعض في مداخلاتهم مبرراً ، واعتبر أن إساءة الظن هي الأصل في العلاقات بالناس في العالم الافتراضي ، وأن العلاقات الافتراضية تتميز بالخفة وعدم الثقة ، وامتحان كل طرف للطرف الآخر هو استهلاك للوقت .
إن محاولة استفزاز البعض في الحوار لمعرفة رايه في عدة قضايا ، هو أمر في غاية الخطورة ، مما ينقل الحوار حول موضوع معين إلى اتجاه آخر قد يكون سلبيا أكثر من النتائج التي قد يتوصل لها الحوار .
فللحوار قواعد معينة علينا أن نتبعها وبعض هذه القواعد :
- تحديد الموضوع المراد الحوار به ، فإذا خرج أحد طرفي الحوار عن الفكرة الأساسية المطروحة للنقاش أو الحوار فإن ذلك ينم عن شخصية غير قادرة على المتابعة ، أو مشتتة لا تمتلك قدرة الاقناع أو التحاور للوصول إلى النتيجة المرجوة من الحوار ، ومن خلال الحوار أبحث عن الأسس التي يؤسس عليها محاوري كتابته ونقاشه معي والأحكام التي يبني عليها ،
- تحديد أسلوب وشكل الحوار وآلياته : إن الأسلوب المتبع في الحوار يدل على القيمة الحقيقية للفكرة المتحاور حولها ، كما يدل ايضاً على المستوى الذي يتمتع به كلا المتحاورين من ثقافة وقدرة على النقاش ، وهذه الثقافة تبقى نسبية ، مما يجعل المعرف أيضاً في حالا ت كثيرة نسبية ايضاً ، وهو ما يصعب اكتشاف شخصية المحاور بشكل تام .
- تحديد مرجعية الحوار .
الحوار يخلق جو من الحيوية والنشاط ، ويطرح الأفكار ويحل الكثير من المشاكل ويعزز الايجابيات ويقلل السلبيات ، هذا إذا كان الحوار جدياً مبنياً على أسس متينة وقوية يبغي كلا المتحاورين الافادة من حوارهما ، أما إذا فقد الحوار حيويته ونشاطه لدى أحد المتحاورين فإن دلالة ذلك ضعف واضح في القدرة على المتابعة .
(إنّ الحوار الرقمي خاضع كغيره من الحوارات إلى التلوّن و درجة الإثارة والشحنات التي تعتري المتحاورين.
لا يخلو أيّ حوار من مدّ و جزر, وإقدام وتردّد,وإندفاع وتروّي.
فالحوار الرقمي حسب رأيي الشخصي المتواضع غير قابل للتقييم السليم.خاصّة إذا كان المتحاوران من مستويين و منهلين مختلفين ( .
فالحوار الرقمي باعتباره ( حواراً عن بعد ) يكشف عن شخصية المحاور من خلال ما يكتب أو يطرح من أفكار وتظهر اهدافه واضحة حينما يسال ويجيب ، فإن كان سؤاله لكي يكتسب معلومات ، و يلفت الانتباه على قضية تجاهلها الآخرون ، يسأل لكي يكرس سلوك حضاري واجتماعي لدى الآخرين ، فهذا هو الحوار المتمدن والمفيد ، وعندها يكون المحاور في هذه الحالة ذو كفاءة كبيرة .
أقول في الختام :
أن شروط الحوار الجيد إن توافرت حتى في الحوار الافتراضي ، فإنها تجعل طرفي الحوار في ذات المكان حتى ولو كانا في مكانين متباعدين ، وذلك لن الحوار الذي يدور بينهما حواراً متمدناً وحضارياً ، وهذه الشروط هي :
- الدقـــــــــــــــة .
- الموضوعيــــــــــــــة ، الشفافية .
- الاختصار .
المفضلات