الأخت الأديبة الفاضلة نادية فريد لطفي
كثيرا ما نرى في المنتديات وفي الصحف والمجلات مقالات ومواضيع
متنوعه مكتوبه من قبل أشخاص لا يشرط أن يكونوا كتابا ، أو صحفيين
أكثر الكتاب هم أشخاص عاديون ،،
من مختلف الأعمار والجنسيات ،،
يكتبون مواضيع تهمهم ، وتهم غيرهم !!!
ومن هنا يحق لنا أن نقف عند تساؤلاتك :
لماذا نكتب ؟؟ ولمن نكتب ؟؟
مع ذلك كانوا يسألون أنفسهم ما الكتابة ، ولماذا ، ولمن يكتبون !!!؟
البعض يكتب ليحرر عما بداخله من مشاعر وأحاسيس لا يستطيع الإفصاح والتعبير عنها
فهو يكتب لنفسه
والبعض الآخر يكتب آلام غيره ؛ ليساعده في مشكله معينه
والكثير منا يكتب ليعبر عن رأيه ،،
ليقول للناس أنا لدي رأيي الشخصي ،،
فأنا موجود ،،
إذا أنا عنصر فعال في هذه المنتديات
ومن وجهة نظري لا يهم لمن نكتب ,,
فالمهم بأي قلم نكتب ، وبأي تفكير نعيش ,,
هنا فقط تنعكس تربية العضو ,,
وإلى أي مستوى وصل تفكيره,,
قد يملك أحدنا قلما رائعا ،، ولكن فكره منحط
وقد يملك قلما بسيطا ، لكن فكره راقي ومهذب,,
وطالما نسأل ؛ أو نتساءل :
لمن كتبت ، ولمن تكتب ؟؟ من تقصد ، ومن يقصد؟؟؟
تساؤلات يطرحها ذوي النفوس الضعيفه والعقول الفارغه,,
وبالأخير أحب أن أقول :
إن كل إنسان يرى الآخرين بعين طبعه,,,
سؤال يحير الجميع :
ما الكتابة؟ ولماذا الكتابة؟ ولمن نكتب !!؟
وما دور الأدب اليوم !!؟ إلخ ،،
على الأرضية الوجودية السارترية : أنا موجود ، فأنا حر ،،
فالكتابة تمنح المبدع الشعور بأنه أساسي غير زائد *
ولماذا الكتابة :
لأنها تتيح تحقيق الحرية ،،
أما لمن نكتب: فذلك دفاعاً عن قيم نؤمن بها ،،
وفي حقل ما الأدب؟ يرى بعضهم بأن الأدب هو حجر الزاوية في مسألة الالتزام..
البعض يكتب للشهرة، وهم صنفان:
أحدهما لا خلفية له عن الكتابة ولا ثقافة ولا مقومات الكاتب،
ولكنه يأبى إلا أن يكتب أي كلام مهما كانت تفاهته العلمية وأخطاؤه اللغوية والنحوية،
ويرمى غيره بما لا يليق وينعتهم بما يخجل له المرء،
يريد أن يبنى مجده على أشلاء الآخرين ومهاجمتهم عن حق أو بغير حق،
وكم تعجبت من حملة شهادات عليا يلفتون نظرى، فأبدأ قارئا لهم،
ولكنى أتعجب من فج كتابتهم وضحالتها وبعدهم عن العمق المفترض فى أشخاص
يحملون مثل مؤهلاتهم، لا أجد فيما أقرأ إلا كتابة ذات خوار وصياح : (دُك... تور).
والصنف الآخر يكتب عن قدرة واقتدار، ويقدم الكثير المثير الرائع،
ولكن جهوده تذهب سدى وهباء، فلا صنعاء وصل ولا بلغ الشام،
مؤذن فى صحراء، يحيا فقيرا ويموت فقيرا، ولحم الضأن تأكله الكلاب،
وأي فرصة له مع من يصورون فيديو كليب يقوم على (سلام عليكو)،
وأي فرصة له مع حسناء تظهر على فضائية لا تجيد حتى التعبير باللغة العربية
ولا غيرها، ولكنها فاتنة تخفف دمها وتجذب الكثيرين،
بل أي فرصة له مع من يظهرون على الشاشات وكأنهم ملاكمون بملابس
غريبة وسلاسل وأساور وختم يغنون من الشعر الهابط ما يزكم أنوف المثقفين
ولكنهم على كل حال أفضل حظا وأوسع شهرة، فلماذا نكتب إذن !!؟ مجرد سؤال برئ !!!.
وهو يقودنا ؛ لنصرخ مع الأخت السائلة :
متى تقرأ ؟ ومتى تكتب ؟ومتى تقف دون رأيك !!؟
ثمة فرق بين أن ترى الرأي ، وأن تعتقده
إذا رأيت الرأي
فقد أدخلته في دائرة ما تعلم
وإذا اعتقدته
فقد جرى في دمك وتغلغل في أعماق قلبك
حتى سقراط القائل: ((إن الفضيلة هي المعرفة))
قد علم مقدار ما يرى مقابل ما يعتقد
بعد أن رأى كثيراً
أن أعرف الناس بمضار القمار هو لاعبه
وأن أعرف الناس بمضار الخمر هو شاربه
إذاً المعرفة ليست هي الفضيلة
بل الفضيلة
هي الاعتقاد والإيمان هذا من ناحية
من الناحية الأخرى
إن مجرد وجود أي أمر مهما بلغ قدمه ومؤيدوه
فهذا لا يعطيه شرعية
إلا إذا حقق شروط الشرعية
إذاً هناك فرق بين الشرعية والتمكن !!؟
والآن نبدأ ونسأل أنفسنا :
ماذا نكتب ولماذا نكتب ولمن نكتب !!!؟
هل نكتب لما نرى ، أو لما نعتقد ، ونؤمن به !!!؟
وهل نكتب لبيان شرعية ، أو لبيان تمكن !!؟
وأخيراً لمن نكتب وعلى ذلك :
فالقارئ لماذا يقرأ .. وماذا يقرأ .. ولمن يقرأ !!!؟
هل يا ترى جفت الأقلام والصحف !!!؟
المفضلات