Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
إلى كل المبدعين

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: إلى كل المبدعين

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية نادية فريد لطفي
    تاريخ التسجيل
    15/01/2007
    المشاركات
    37
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي إلى كل المبدعين

    سؤال طرحه عمالة الأدب و الإبداع. لوركا و غارسيا و ألنيدي و و و و ... سأله بودلير و جورجيه.. ما الكتابة؟ كانت وقتها الكتابة تؤدي أشياء كثيرة
    كان وقتها الكلام غير الكلام
    مع ذلك كانوا يسألون أنفسهم ما الكتابة و لماذا و لمن يكتبون؟
    سؤال أحب أن أطرحه اليوم على المبدعين و المبدعات الذين بعضهم يعتقد أنه وصل و بعضهم يعتقد أنه يبدأ أو سيبدأ
    نتمنى أن نؤسس أرضية للتعريف ماهية الكتابة في واقع كهذا الواقع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مودتي

  2. #2
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    المشاركات
    524
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأخت الأديبة الفاضلة نادية فريد لطفي

    كثيرا ما نرى في المنتديات وفي الصحف والمجلات مقالات ومواضيع

    متنوعه مكتوبه من قبل أشخاص لا يشرط أن يكونوا كتابا ، أو صحفيين


    أكثر الكتاب هم أشخاص عاديون ،،

    من مختلف الأعمار والجنسيات ،،

    يكتبون مواضيع تهمهم ، وتهم غيرهم !!!


    ومن هنا يحق لنا أن نقف عند تساؤلاتك :



    لماذا نكتب ؟؟ ولمن نكتب ؟؟

    مع ذلك كانوا يسألون أنفسهم ما الكتابة ، ولماذا ، ولمن يكتبون !!!؟


    البعض يكتب ليحرر عما بداخله من مشاعر وأحاسيس لا يستطيع الإفصاح والتعبير عنها

    فهو يكتب لنفسه

    والبعض الآخر يكتب آلام غيره ؛ ليساعده في مشكله معينه


    والكثير منا يكتب ليعبر عن رأيه ،،

    ليقول للناس أنا لدي رأيي الشخصي ،،

    فأنا موجود ،،

    إذا أنا عنصر فعال في هذه المنتديات


    ومن وجهة نظري لا يهم لمن نكتب ,,

    فالمهم بأي قلم نكتب ، وبأي تفكير نعيش ,,

    هنا فقط تنعكس تربية العضو ,,

    وإلى أي مستوى وصل تفكيره,,


    قد يملك أحدنا قلما رائعا ،، ولكن فكره منحط

    وقد يملك قلما بسيطا ، لكن فكره راقي ومهذب,,


    وطالما نسأل ؛ أو نتساءل :

    لمن كتبت ، ولمن تكتب ؟؟ من تقصد ، ومن يقصد؟؟؟

    تساؤلات يطرحها ذوي النفوس الضعيفه والعقول الفارغه,,

    وبالأخير أحب أن أقول :

    إن كل إنسان يرى الآخرين بعين طبعه,,,


    سؤال يحير الجميع :

    ما الكتابة؟ ولماذا الكتابة؟ ولمن نكتب !!؟

    وما دور الأدب اليوم !!؟ إلخ ،،

    على الأرضية الوجودية السارترية : أنا موجود ، فأنا حر ،،

    فالكتابة تمنح المبدع الشعور بأنه أساسي غير زائد *

    ولماذا الكتابة :

    لأنها تتيح تحقيق الحرية ،،

    أما لمن نكتب: فذلك دفاعاً عن قيم نؤمن بها ،،

    وفي حقل ما الأدب؟ يرى بعضهم بأن الأدب هو حجر الزاوية في مسألة الالتزام..

    البعض يكتب للشهرة، وهم صنفان:

    أحدهما لا خلفية له عن الكتابة ولا ثقافة ولا مقومات الكاتب،

    ولكنه يأبى إلا أن يكتب أي كلام مهما كانت تفاهته العلمية وأخطاؤه اللغوية والنحوية،

    ويرمى غيره بما لا يليق وينعتهم بما يخجل له المرء،


    يريد أن يبنى مجده على أشلاء الآخرين ومهاجمتهم عن حق أو بغير حق،

    وكم تعجبت من حملة شهادات عليا يلفتون نظرى، فأبدأ قارئا لهم،

    ولكنى أتعجب من فج كتابتهم وضحالتها وبعدهم عن العمق المفترض فى أشخاص

    يحملون مثل مؤهلاتهم، لا أجد فيما أقرأ إلا كتابة ذات خوار وصياح : (دُك... تور).


    والصنف الآخر يكتب عن قدرة واقتدار، ويقدم الكثير المثير الرائع،

    ولكن جهوده تذهب سدى وهباء، فلا صنعاء وصل ولا بلغ الشام،

    مؤذن فى صحراء، يحيا فقيرا ويموت فقيرا، ولحم الضأن تأكله الكلاب،

    وأي فرصة له مع من يصورون فيديو كليب يقوم على (سلام عليكو)،


    وأي فرصة له مع حسناء تظهر على فضائية لا تجيد حتى التعبير باللغة العربية

    ولا غيرها، ولكنها فاتنة تخفف دمها وتجذب الكثيرين،

    بل أي فرصة له مع من يظهرون على الشاشات وكأنهم ملاكمون بملابس

    غريبة وسلاسل وأساور وختم يغنون من الشعر الهابط ما يزكم أنوف المثقفين


    ولكنهم على كل حال أفضل حظا وأوسع شهرة، فلماذا نكتب إذن !!؟ مجرد سؤال برئ !!!.

    وهو يقودنا ؛ لنصرخ مع الأخت السائلة :

    متى تقرأ ؟ ومتى تكتب ؟ومتى تقف دون رأيك !!؟

    ثمة فرق بين أن ترى الرأي ، وأن تعتقده


    إذا رأيت الرأي

    فقد أدخلته في دائرة ما تعلم

    وإذا اعتقدته

    فقد جرى في دمك وتغلغل في أعماق قلبك

    حتى سقراط القائل: ((إن الفضيلة هي المعرفة))
    قد علم مقدار ما يرى مقابل ما يعتقد


    بعد أن رأى كثيراً

    أن أعرف الناس بمضار القمار هو لاعبه

    وأن أعرف الناس بمضار الخمر هو شاربه

    إذاً المعرفة ليست هي الفضيلة


    بل الفضيلة

    هي الاعتقاد والإيمان هذا من ناحية


    من الناحية الأخرى

    إن مجرد وجود أي أمر مهما بلغ قدمه ومؤيدوه

    فهذا لا يعطيه شرعية

    إلا إذا حقق شروط الشرعية

    إذاً هناك فرق بين الشرعية والتمكن !!؟


    والآن نبدأ ونسأل أنفسنا :

    ماذا نكتب ولماذا نكتب ولمن نكتب !!!؟

    هل نكتب لما نرى ، أو لما نعتقد ، ونؤمن به !!!؟

    وهل نكتب لبيان شرعية ، أو لبيان تمكن !!؟

    وأخيراً لمن نكتب وعلى ذلك :

    فالقارئ لماذا يقرأ .. وماذا يقرأ .. ولمن يقرأ !!!؟

    هل يا ترى جفت الأقلام والصحف !!!؟


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية محمد المهدي السقال
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    71
    المشاركات
    385
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية فريد لطفي مشاهدة المشاركة
    سؤال طرحه عمالة الأدب و الإبداع. لوركا و غارسيا و ألنيدي و و و و ... سأله بودلير و جورجيه.. ما الكتابة؟ كانت وقتها الكتابة تؤدي أشياء كثيرة
    كان وقتها الكلام غير الكلام
    مع ذلك كانوا يسألون أنفسهم ما الكتابة و لماذا و لمن يكتبون؟
    سؤال أحب أن أطرحه اليوم على المبدعين و المبدعات الذين بعضهم يعتقد أنه وصل و بعضهم يعتقد أنه يبدأ أو سيبدأ
    نتمنى أن نؤسس أرضية للتعريف ماهية الكتابة في واقع كهذا الواقع
    :)
    لماذا نكتب ؟

    سـؤال مـحـدد لـجـواب غـير ممكـن التـحديد ,

    إن كان مجال الكتابة هو الإبداع باللغة تعـبـيـرا عن كـيـنونة الوجود ,

    في انـتـظار الـمساهمة بمـقـاربة لن تـكون إلا ذاتـية ,

    متى ؟ أين ؟ كيف ؟ تكتب قبل لماذا ؟

    أقول : أنا أكتب إذن أنا موجود .

    محمد المهدي السقال

    عــاشــق الـغـجـريـة

  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد أسليم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    العمر
    63
    المشاركات
    772
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    صِفة كاتب قد لا يستحقها إلا الذين يجلسون يوميا للإنصات إلى أنفسهم لنقل ما يعتمل بدواخلهم إلى الآخرين عبر ما يدعى بـ «نصوص الكتابة» - وهو ما لا أفعله - فضلا عن أن إنتاجهم يكون من الغزارة وسعة التداول بحيث يمكنهم احتراف الكتابة، ومن ثمة فإنني لا أظن أن هذه الصفة تنطبق علي. وإذا كان الشرط الثاني ينتفي في جل من يكتب في المغرب حاليا، لأسباب متشعبة تتعلق بقطاع النشر، وغياب قاعدة عريضة من القراء لانتشار الأمية وغياب تقليد القراءة (لا ننس بهذا الصدد أن المغرب لازال في طور التحول من المشافهة إلى الكتابة)، فإن الشرط الأول ينتفي فيَّ شخصيا لأسباب أجهلها. قد يعود ذلك لكوني أحمل تصورا لا شعوريا عن الكتابة كما قد يرجع إلى تبعثر الانشغالات. بهذا المعنى، أكون لم أحقق التطلع السحيق في أن أكون كاتبا في يوم من الأيام، ذلك التطلع الذي يمكن اعتباره في نهاية المطاف رغبة لا شعورية في التماهي مع الوضع الاعتباري للكاتب كما رسَّخته في ذهني الكتب المدرسية والصورة المتخيلة المحمولة في الأوساط الطلابية عن الكتاب المعروفين... وعلى أي، لو اخترتُ الجلوس يوميا لكتابة نصوص إبداعية لتحوَّلَت الكتابة - في اعتقادي - إلى عمل روتيني، ولفقدت تميزها عن الرتابة التي تطبع مسار الحياة اليومية. فالكتابة إما تكون دخولا في حالة ثانية لا علاقة لها باليومي والعادي، انعتاقا وملاذا ينطق من داخل قلق وجوديٍّ بقدر ما يقاوم هذا القلق نفسه، أو لا تكون. لأجل ذلك، ربما يتعين على الكتابة أن تكون عملية دورية، متقطعة، تشبه جلسة لليوغا أو حصة للاسترخاء أو التنفس العميق، تعطل الجسد والفكر مدة زمنية قصيرة في اليوم لتمنحه بعد ذلك مباشرة طاقة وحيوية جديدين لمواجهة ليس ساعات اليوم فحسب، بل وكذلك سشاعة ما ستأتي به الأيام والأعوام من أوقات.

    *
    * *


    كانت الصورة المتخيلة للوضع الاعتباري للكاتب من القوة بحيث جرت المحاولات الأولى للكتابة منذ 1975، لكن أيا مما كتب في هذا التاريخ أو بعده لم ينشر لأنه بكل بساطة لا يستحق النشر. لكن أول نص حظي بنوع من الرضى الشخصي كان هو نص إشراق التبعثـر ، كتب في صيف 1985 بمدينة الرباط، ونشر في أواخر السنة نفسها. أول المطلعين عليه كانت ابنة الكاتب الأمريكي الزنجي رتشارد رايت التي أقامت معي بالمدينة نفسها لردح من الوقت، قبل أن نفترق نهائيا منذ ذلك التاريخ لتباين في الاعتقاد يتعذر اختزاله: كانت هي ماركسية إلى حد الثمالة السَّاذجة بحيث كانت ماركسيتها تتيح لها أن تضع في سلة واحدة الخميني والقذافي وماركس ولينين، وتشيد بالجميع إلى حد الهذيان، وكان يخيل إليها أن المغرب بمثابة فردوس لتحقيق حلم مجتمع المساواة المطلقة...، بنيما كنتُ شخصا فوضويا إلى درجة الجنون، يدمن قراءة كتب السِّحر وأعمال الماركيز دو سَاد ونيتشه وباطاي وباكونين وفرويد وطب الأمراض العقلية المضاد، وسماع أغاني ليو فيري وجاك بريل وإديث بياف وجورج موستاكي، وآخرين: كانت راشل تحلم بالثورة فيما كنتُ أزعم أني «أحلم بتأسيس طائفة دينية»... في هذه الأجواء كتب النص المذكور، ونال إعجابها بحيث ألحت علي بضرورة نشره، مع أنها كانت تتلقى أفكاره مترجمة إلى الفرنسية لا غير....بعد رحيل راشل صار النص بمثابة تحفة، كلما زارني صديقٌ أريته إياها، قرأت عليه مقاطع، إلى أن انتهى إلى الصديق محمد ناصر الذي وافى به الصديق محمد الأشعري، ومن ثم رأى النور ضمن أحد الملاحق الثقافية لجريدة الاتحاد الاشتراكي...

    *
    * *


    في تصوري، ليست لحظة الكتابة مثل سائر اللحظات. إنها انتقال إلى حالة ثانية تقع فيها الذات على تخوم المجتمع، تنتقل إلى موقع يشبه شرفة تتيح تأمل الناس وأنشطتهم وضوابطهم من بعيد. موقع بقدر ما يتيح للذات أن تضع مسافة بينها وبين نفسها يسمح بولوج مكان يقع في قطيعة مؤقتة مع المجتمع، تتحول معه الكتابة إلى شبه مِصفاة، تصفِّي الناس والسلوكات والضوابط التي تم إقصاؤها مؤقتا، وتدخل ذلك كله في عالمها، أو عوالمها بالأحرى. وبحسب خليط من الأحاسيس والأفكار يتكون داخل النص فضاءٌ -موقفٌ يكون ساخرا عنيفا متهكما أو منكسرا حزينا سوداويا. هذا الفضاء هو الذي يحدد ما يمكن تسميته بـ «موضوع الكتابة»...

    لولوج هذه الحالة الثانية - عندي - يتم الاستسعاف بفضاء هو غرفة العمل، وزمن هو الليل، ومنشطات هي القهوة السوداء والسجائر، وأصدقاء سمر هم الموسيقى والخواطر والأحاسيس مواضيع الكتابة: الغرفة المعزولة حصنٌ منيعٌ ضد ضغوط المؤسسة العائلية باعتبارها المجتمع نفسه وقد لا حقه بهيآت متنكرة: زوجة، أبناء، آباء، إلخ...باب الغرفة حدٌّ فاصلٌ بين المجتمع والغاب. هنا، داخل غرفة العمل، تبعثر، فوضى، موسيقى يتحكم في قوة ذبذباتها المزاج وألوان الخواطر، انشغالٌ بالأسئلة الكبرى أو اقتتالٌ مع أشخاص، وهناك، في الأمكنة المجاورة نظامٌ، صمتٌ، وقع خطو، حركات منخرطة في احترام الضوابط حتى الترنح. والليل بما يخيم فيه من سكون، يسهل الاختلاء بالنفس بعيدا عن الضوضاء والضجيج. وبمقدار التوغل داخل مساحة الليل الشاسعة تستحوذ عليَّ مشاعر متعارضة إزاء الآخرين: الإشفاق عليهم، لكن أيضا الإحساس بنوع من التفوق وإحراز سبق عليهم: هم الآن غارقون في النوم، يضيعون وقتهم في الشخير، بينما أنا يقظان حتى الثمالة، كأني سارق أختلس منهم خفية الزمن الذي كانوا سيصرفونه عملا لو لم يحل عجز النوم بينهم وبين ذلك.. ثم إنَّ السَّهَر يتيح استغلال الجسد، هذه الكتلة المنذورة للموت، إلى الحدود القصوى. هذا التصور وإن كان ميكانيكيا صرفا، وبالتالي فهو خاطئ تماما من وجهة نظر صحية تؤكد أنَّ الإنسان بمقدار إدمانه السَّهَر يقلص المسافة بينه وبين الموت، فإنه صحيح تماما من وجهة النظر الأخرى التي تقع على تخوم العلم والمرض، التي تهتدي إلى حقائقها ببوصلة من الإحساس المنخرط في الانتشاء الآني. بهذا المعنى يمكن اعتبار الكتابة تقتات من الجسد... أما القهوة والسجائر، فتمنحان القوة على التركيز. ترياق عظيم ضد القلق، ومناعة ضد الانفعال الذي يمكن أن يعبث بالخواطر. عملٌ متظافر بين الإثنتين لا ينقطع. رشفة من الفنجان لا تطيب ما لم تعقبها سيجارة، وسيجارة من العلبة لا تمنح نكهتها ما لم تعقبها رشفة. حلقة مفرغة. لكنها منتشية بفراغها. وفي الأفق سديم المرض والموت ينتشر. أما الموسيقى فتحول المرء إلى شبه ذرة في مهب الأحاسيس. قد تعمق الإحساس بالوداعة، وتزيح حجب الدواخل بين الموت والحياة، وتولج في مساحة الانتشاء الذهولي. كما قد تعصف ببراكين الأفكار الثاوية في الرأس، فينقلب كل شيء إلى سواد وظلام. وفي الحالتين معا، تظل وسيلة استعادة ما لا يستعاد. إليك بالوصفة: إن شئتَ استرجاع أجواء أي ذكرى، بأفكارها وأحاسيسها ومشاهدها وأشخاصها، فاسمع شريطا موسيقيا، لأول مرة، طوال ما سيصير ذكرى، واترك الزمن يمر، عاما أو عامين أو عشر سنوات. لا يهم. ثم انصت للشريط نفسه من جديد. ستجد نفسك في المشهد نفسه، بين الأشخاص أنفسهم، وبالأحاسيس نفسها..لذلك يستحوذ علي الفزع عندما أتخيل أن واحدا من الأشرطة التي أحفظ بعضها منذ 22 عاما قد يتلـف أو يضيع مني. كأن قطعة من جسدي وفكري ستضيع مني...

    ضمن هذين الأفقين المتعارضين كُتِبَتْ نصوصٌ، أو انكتبت بالأحرى. قسم منها حاول استنطاق الموت والجنون، وقسم آخر نازل مؤسسات وأشخاص - كانوا مصدر قلق أو إساءة - في المتخيل والاستيهام، فسخر منهم. انكتبت لأن إيقاع كتابة كل واحد منها وزمنه لا يخضع للمشيئة. بذلك تستغرق أحيانا كتابة النص الواحد وقتا طويلا، يصل السنة أحيانا، مجزءا على شكل جلسات مبعثرة على مدار السنة. تكتب مقاطع منه ذات ليلة، ثم تنحى جانبا، وفي ليلة أخرى تبعد عن سابقتها بأسابيع أو أشهر تخرج المقاطع المكتوبة، فتنضاف إليها أخرى، أو تدخل عليها تعديلات، كي تنحى ثانية، وهكذا... فلا يُحسَمُ في أمر النشر إلا بعد أن يحصل نوع من التراضي بين كافة الحالات المزاجية والخواطر المتضاربة والرغبات والاستيهامات المتنازعة على مدار عدة جلسات. غير أن هذا التراضي ليس نهائيا. ربما هو مجرد ذريعة تبرر النشر، بدليل أن جميع نصوص حديث الجثة وكتاب الفقدان وسفر المأثورات سبق نشرها في الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي، لكنها خضعت لتعديلات - كانت كبيرة أحيانا بحيث خلقت تباعدا حقيقيا بين «الأصل» و«المآل» - لما أعيد نشرها على شكل كتب. وبذلك يمكن القول إن النص النهائي لا وجود له. من هذه الزاوية تكون كتابة النص ضربٌ من محاولة القبض على السراب. خيبة مريرة. لكنها تعوض بشبه مكافأة تنطوي على جانين متعارضين: جانب مبهج وخطير في الآن نفسه، والآخر ممتع ومفرح. تكمن البهجة في ما يهبه النص من ملامسات لقضايا تكون جوهرية أحيانا، كالموت والجنون، تفضي إلى نوع من الارتياح والقبول للمصير. لكن هذه البهجة تنطوي أحيانا على خطر الوقوف على عبثية الحياة والقيم بما يمنح للموت جاذبية لا تقاوم... أما الجانب الممتع فيتمثل في كون لحظة الكتابة قد تأتي بما يتعذر الحصول عليه في مكان آخر: الضحك إلى أن ترشح العينان بسيل من الدموع. وتلك كانت حالة كتابة سفر المأثورات. فأثناء المقارنة بين الأشخاص الحقيقيين والأحداث الحقيقية، كما هما في الواقع، والأشخاص والأحداث نفسيهما كما صارا في النص بعد المرور من عمليات الحجب والتضخيم والتحريف والسخرية، كنتُ أنفجر ضحكا إلى أن أوقظ بضحكي النائمين من أهلي في الغرفة المجاورة. وآنذاك أقول: ها هو إذن نصٌّ جميل...

    *
    * *


    يمكن اعتبار الكتابة الإبداعية بمثابة حوض يسع كافة أنواع المعارف. لكن المعرفة فيه تأخذ شكلا آخر - لينا إن شئنا - ليونة يمكن أن تزدريها الحقول-الأم لتلك المعارف، بحيث تغدو الكتابة من هذه الزاوية بمثابة قمامة تلقى فيها نفايات الفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع والتحليل النفسي، إلخ. لكن من هذه الليونة بالضبط تستمد الكتابة الإبداعية قوتها بحيث تتقاطع مع التخصصات العلمية وتتجاوزها في آن. تتقاطع معها لأن الحدس والخيال والاستيهام، مثلا، أشرق على الشعراء بمعارف لم يصل إليها العلم إلا في وقت لاحق. كأن كل ما قام به لا يعدو مجرد البرهنة عليها وإثباتها بلغة الرياضيات أو المختبر. وتتخطاها لأن قيود أدوات البحث والمناهج والأطر المرجعية التي يُلزَم بها العالم تجعل معرفته دائما نسبية ولاغية حالما تظهر أدوات بحث أخرى ومناهج مغايرة ونظريات جديدة. بخلاف ذلك، من العسير جدا الحديث عن «التجاوز» أو «التقادم» أو «الإلغاء» في مجال المعرفة الأدبية، لأن الكتابة بما تتيحه من إنصات للذات، وتمنحه - في قسمها الواعي على الأقل - من حرية في نقل التقمصات والاستبطانات والحدوس، بمعزل عن كل استدلال أو برهنة، تتيح ولوج المناطق شبه القارة في الإنسان. غير أن هذا الولوج يكون شديد الخصوبة إذا تغذى من المعارف الخارجة عن حقل الكتابة وربما سعى إلى تغذيتها في الآن نفسه. ضمن هذا المنظور اشتغل مقروء الجنون والموت والإثنوغرافيا في نصوص حديث الجثــة وكتاب الفقــدان وسفر المأثــورات.

    -----------

    هذه الورقة نص إجابة عن الأسئلة التي وجهها الشاعر المغربي أحمد لمسيح لمجموعة من الكتاب المغاربة، بعنوان الموضوع نفسه، ونشر أجوبتها تباعا في جريدة الاتحاد الاشتراكي، سنة 1997، النص الحالي صدر يوم 10 مارس 1997.

    [align=center]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/align]

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية نادية فريد لطفي
    تاريخ التسجيل
    15/01/2007
    المشاركات
    37
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    دعوني أشكركم جميعا و صدقوني من دون مجاملة كل رأي منكم أعتبره جميلا، و أنا بدوري سأعترف أن الكتابة نفسها عطاء إنساني، و مع ذلك وقعت أحيانا في بعض الحالات الموبوءة التي صنعها الكاتب أحيانا. ربما تستوقفني الروائية الفرنسية ساغان في عبارة " أكتب لأجلي فقط" و التي تعني اختصارا سهلا ربما أمام ما يدعيه البعض أنه يكتب ليؤسس أشياء لم تتأسس منذ انهارت القلعة العربية و الاسلامية أمام التتار القدامى و الجدد
    الكتابة حالة إنسانية و لكنها تفتقر اليوم للأداء الإنساني، لأن الكاتب في أغلب الأحيان صار عدو نفسه و عدو زميله الكاتب. نظرة عامة لما يجري اليوم يكتشف كم الأوضاع موبوءة، و النهاية أن تهميش الجميلين صارت ميزة العصر
    سأعود لمزيد من التعليق
    لأن الكتابة في النهاية تعني أن أقول و أسمع و أحترم ما اسمعه
    حياكم الله جميعا

    مودتي

  6. #6
    أديبة / قاصة
    سفيرة واتا في المغرب
    الصورة الرمزية صبيحة شبر
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    العمر
    79
    المشاركات
    1,496
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الاخت العزيزة
    تختلف دوافع الكتابة حسب اختلاف الاجناس
    المقالة قد تكون سياسة او اجتماعية او دينية او ادبية
    ولكل من هذه الانواع خصائص معينة وصفات
    الادب نوعان شعر ونثر ، الشعر غالبا يعبر عن العواطف
    بالاضافة الى الافكار
    النثر الادبي يعبر عن الافكار اولا ثم العواطف
    قد يكتب الانسان ليعبر عن الحقيقة كما يراها
    او ينقل للاخرين حادثة معينة ويطلب منهم بطريقة مباشرة
    كي يتفقوا معه في وجهة نظره حول العالم والاشياء المختلفة
    قد احقق بالكتابة ما اعجز عن تحقيقه في الواقع
    وقد يكتب المرء طالبا ان يجد قراء يتعاطفون معه بمعنى ان يجد
    اصدقاء
    وقد يكتب الانسان ليضفي جمالا وهميا على الواقع يتمنى لو كان فيه

    ( ان مت يا وطني فقبر في مقابرك الكئيبة
    أقصى مناي
    ياريح ،، يا ابرا تخيط لي الشراع : متى أعود
    الى العراق ؟ متى أعود ؟ )

    للسياب

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية نادية فريد لطفي
    تاريخ التسجيل
    15/01/2007
    المشاركات
    37
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبيحة شبر مشاهدة المشاركة
    الاخت العزيزة
    تختلف دوافع الكتابة حسب اختلاف الاجناس
    المقالة قد تكون سياسة او اجتماعية او دينية او ادبية
    ولكل من هذه الانواع خصائص معينة وصفات
    الادب نوعان شعر ونثر ، الشعر غالبا يعبر عن العواطف
    بالاضافة الى الافكار
    النثر الادبي يعبر عن الافكار اولا ثم العواطف
    قد يكتب الانسان ليعبر عن الحقيقة كما يراها
    او ينقل للاخرين حادثة معينة ويطلب منهم بطريقة مباشرة
    كي يتفقوا معه في وجهة نظره حول العالم والاشياء المختلفة
    قد احقق بالكتابة ما اعجز عن تحقيقه في الواقع
    وقد يكتب المرء طالبا ان يجد قراء يتعاطفون معه بمعنى ان يجد
    اصدقاء
    وقد يكتب الانسان ليضفي جمالا وهميا على الواقع يتمنى لو كان فيه

    هلا و الله بالأستاذة العزيزة
    و صدقيني طرحت الموضوع لأجل النقاش و لأجل أن يكون ثمة هذا الحضور الجميل فيه، نعي جيدا أن للكتابة خاصيتها و ان كل أديب يكتب لأجل ما يعتبره قناعة. لعلي أقارن اليوم بين الكتابة و الواقع
    قيل من قبل أن الكلمة مثل الرصاصة التي إن لم تصب فهي تدوش
    و لكن.... اليوم الكتابة لم تعد تحمي المدن من الانهيار و لا الشعوب من القهر
    نشعر أن الكاتب إنسان مسكين بموجب كل التراكمات الراهنة و الاسقاطات
    لك محبتي على مرورك الذي أعتبره راقيا
    وردة لروحك الجميلة

    مودتي

  8. #8
    شاعر الصورة الرمزية أحمد الريماوي
    تاريخ التسجيل
    03/10/2006
    العمر
    79
    المشاركات
    468
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    في اللحظة التي قرأت أسئلة الزميلة/ناديه فريد لطفي عن الكتابة تذكرت قصيدتي:"أحنّ للكتابه" التي نشرتها قبل تسعة وعشرين سنة بديوان:"أنغام فوق سجن الكبت"، فخطر ببالي أن أرفقها، على أمل أن تسهم بالإجابة

    أحنّ للكِتابَهْ
    كما يحنُّ بُلبلٌ لعشّهِ
    وينتشي الإوزُّ للسّباحَهْ
    كما المهاجر الحزين شَدّهُ التّلاقي
    كما المُزارع الأبي يعشق الفِلاحَهْ
    كمبحرٍ على سفينة الهوى ... يتوق للمِلاحَهْ
    أحنُّ للكتابَهْ
    لأنثر الكآبَهْ
    قلائداً تزين شِعْرَ آهتي... تحفّها سحابَهْ
    لذكريات عشقنا المُذابَهْ...
    فللربيع نُدرة البَراعَهْ
    وللرضيع لهفة الرِّضاعَهْ
    وللسَّماء صَفوةٌ مُشاعَهْ
    وللمُحبِّ خلوةٌ للحظةٍ... لساعَهْ
    أقول: لا غرابَهْ...
    إذا التجأتُ في الدُّجى لسِرْوَةٍ بغابَهْ
    لأتقن المَناعَهْ
    بروعة الصّلابَهْ...
    بعالم الكَآبَهْ
    ***
    أحنّ للكتابَهْ
    كعاشقٍ يهدّهُ السّقام.... يشتهي قِداحَهْ
    ويستكين.. لا يعي براحَهْ
    كعابدٍ يغازل السّهى فيمتطي صباحَهْ
    على ذرى السّماحَهْ
    كنحلةٍ تحوم فوق زهرة المَلاحَهْ
    هو الشعور بالجمال منهل الإباحَهْ
    بظُلْمَةِ المَناحَهْ
    يحفّهُ قُمير سِحر ذاته بآهةٍ مُتاحَهْ
    فبث من مَعينهِ انْشِراحَهْ
    ***


    أحنّ للكتابَهْ
    لأقتل الرّتابَهْ
    فللعيون حرفة الرِّقابَهْ
    وللظنون آفَةٌ وآفَهْ
    أحنّ للكِتابَهْ
    كما يحنُّ بلبل لعشّهِ
    وينتشي الإوزُّ للسّباحَهْ
    كما المُزارع الأبي يعشق الفِلاحَهْ
    كمبحرٍ على سفينة الهوى ... يتوق للمِلاحَهْ
    أحنُّ للكتابَهْ
    لأنثر الكآبَهْ
    قلائداً تُضيءُ شِعْرَ آهتي... تحفّها سَحابَهْ
    ***

    15/9/1978


  9. #9
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    أختي العزيزة نادية
    لا أكتم عليكِ بأنني دائمًا كما يقول
    أستاذنا الكبير أحمد الريماوي
    أحنّ للكتابة والقلم والقرطاس
    أخوض في مشاعري
    وأترجم فيض أحاسيسي له
    قلمي هو صديقي ورفيقي , ومؤنس
    وحشتي , وصوت لسان فكري
    وأحاول أن ألبسه سمو المبادئ والقيم
    وأبعد عنه سوءة العبارات والكلم
    وأذكر حين ألمسه بأن الله أقسم به
    ويجب عليّ أن أكون ملتزمة ومتأدبة معه ..
    ليبقى السطر محافظًا على جماله وهيبته


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية خالد ساحلي
    تاريخ التسجيل
    14/12/2006
    المشاركات
    485
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم و رجمة الله تعالى وبركاته
    الفاضلة كتبت هذا المقال من زمن بحثت من خلاله على معنى الكتابة و جدواها.
    الكتابة و سؤال الراهن
    صرت أحيا بالكتابة كمدمن التدخين و لاعب الديمينو و الأوراق ، الفرق بيننا ، عادته سيئة و عادتي أسوأ ، يضر نفسه بالنيكوتين و ضياع ماله في القمار ، أما أنا فنفسي تحيا الأرق و تعب الرأس و إرتفاع الضغط و العظ على الأسنان ، ما كانت دودة العقل إلا لأنها تنخر الدماغ لا تتركه يرتاح ، ألم الرأس جروح العاطفة ووخز الإحساس و الشعور ،الكتابة ما كانت يوما في قاموس معرفتي المحدودة ترفيها ، إلا أنها كانت سعيرا أراه في مرآة المجتمع من ضغفاء و فقراء و معذبون في الأرض، لم تكن مضيعة للوقت أو بحثا عن كلمات في معجم الغرام و العشق و تأنق الكلم في المدح و النفاق ، البحث عن الكم الهائل من الأقنعة لمسايرة هذا أو ذاك ، و إرضاء لجهة دون الأخرى ، عهدي بالكتابة أن أبحث عن سلامة اللغة أطّوربها أسلوبي ليرقى لمستوى الفكرة ، حتى و لو أراد الآخرون إحباط معنوياتي لأن سيري عكس رياحهم ، أعتز بذلك لأني جعلتهم يقلقون ، كانت همي و عادتي القبيحة ، أدراج و رفوف خزانتي القديمة تعج بأوراق صارت صفراء من تقادمها ، أكتب و أضع جانبا ، أطرح على نفسي كم من سؤال كم من مرة : لما هذه الحماقة و هذه المشقة و هذا العذاب ، لما تكتب دون أن يقرأك الآخر ؟ هل أكتب لنفسي عن هموم الآخرين و مشاكلهم ، عن سؤال الراهن في الثقافة و السياسة ، لما اكتب في العزلة عن عزلة الاديب و المفكر و المثقف ، أصير غير عابث بما كتبت بمرور عملية الإخصاب بين الفكرة و القلم و الورق ، صرت أحفظ كلام حنا مينه ( عن مهنة لذيذة قذرة التي لا إنفكاك من اسرها إلا بالموت ) صرت أحيا بالكتابة أن أخترق كل ما هو مألوف في هذه الحياة ، أتسائل دائما بنهاية نص كتبته أو هوربما الذي كتبني : ما جدوى إختراق المألوف و لا يقرأه أصحاب الحال الخصب لأفكاري ، يقرأه غيرهم ، أشرد بذهني ، يمتلكني حزن يلفني برداء التكاسل و الإحباط ، يقول بلغة الواقع : ما جدوى جمعيات و إتحادات و ديار نشر و جرائد تحتكر الكتابة و تؤسس فلسفة الإحتكار بإسم الشلة و العرقية و المنفعية ، إن روح الكتابة ترفرف بحرية الكلمة الصادقة المؤثرة التي تخدم معنى واحد لا تقبل التأويل و لا الطلسم بمجرد سؤال الرقيب أو من بع الرداءة ، لم يكن غسان كنفاني رحمه الله إلا ممزقا لنصوص كتبها ليعييد كتابتها يرضى برأي القارىء كما يقول ، لم تكن الكتابة عند محمد أركون إلا رقابة ذاتية على ما يكتب ، على ما يدرس لأنه يحترم الوضع الذي يعانيه كمسلم كما يقول ، صرت أحيا بالكتابة حزينا إلا ببعض التفاؤل المتحصل عليه من إعادة قراءتي لما كتبت ، أجد في قول فيلسوف أو مفكر عزائي الوحيد ، الكتابة لا تعطي الخبز الأبيض و لا تقربك من وزير و لا سفير
    و لا أمير ، لا تذر عليك لؤلؤا ، لا تنثر من فوقك الدراهم إن كنت تعرّي المجتمع ، تفضحه ، لن يقرئك أحد كن متيقنا من ذلك ، أيقرأون عيوبهم ؟ ستدوس أقدام متسخة عملا فكرت يوما في نشره في صحيفة أو راودك حلم بطباعته بإعانة جهة من الجهات ، ،، صرت أحيا بالكتابة و أنا لا أنتمي لليمين و لا لليسار حتى الوسط أرفضه به لغة النفاق و الإرجاء ، الساحات و الجمعيات و المنابر الثقافية لا يهتم المجتمع بها لأنها لا تهتم به ، نطاقها محدود و روتيني على رأي عبد الغفار مكاوي ، أين موقع الكتابة الهادف في ضوء الإعلام المتدهور المنتج للتسلية و الإستهلاك ؟ لقد أثبت الفلاسفة الوجوديون من أمثال ياسبرز و كيركارد وجابريل مارسال أن الكشف عن الحركة التي تظل مقترنة بالفشل و الإخفاق الذين عن طريقهما ندرك الأمور ، أنا أدركت من خلال فشل الجمعيات و القائمين على الثقافة في إغاثة الكاتب ، إخفاق المنابر الأدبية في لم شمل كتابها و مبدعيها ، أدركت كيف تسير الأمور في هرم و كواليس بارونات الكتبة لا الكتاب على حد تعبير الروائي رشيد بوجدرة ، صرت أحيا بالكتابة بكتابة لا تحمل في طياتها غير كتاباتي ، لا تخرج عن هذا الحيّز الوجودي إلا بوجوده كما عند ديكارت ،، أأستطيع التوقف عن الكتابة ؟ أأترك هذا الهاجس و المرض المعنوي ؟أأستطيع لبس جبة النفاق الإبداعي ، أدّعي في العلن قداسة الأولياء و الصالحين ، أطرق باب ملوك الثقافة من محتكري الطبع و المنابر و الملتقيات ، جواز المرور لأي نص إبداعي هو الجودة خصوبة الأفكار و الروؤى المتوفرة داخل النص ، ضف لها بنيوية اللغة و سحر الشعرية ،أما تعني الكتابة الحقة هذا ؟ صار المدح و الإهداء موضة العصر و سمة الكتاب،، ماركة عندنا ، أنتجها المحدثون ، من علمات قروب الساعة -الله يغفر لي - إدناء الرداءة و إبعاد الجودة و الروائع ، لا أدري إن كنت أهذي فيما أكتب أم أقول خبث اللاشعور، ربما صرت بما أكتب في عزلة عن الأفراد و حقيقتهم في هذه العزلة التي هي من ضروريات الوجود على رأي مالرو ، أوصرت بالعزلة التي لا تعني إلا الغياب المؤقت للآخر عند يدجر ، أم أن دلالة سيطرة الدهماء على الحياة و على المعايير هو تعبير وجود الكتلة الذي يراه كارل يسبيرز خطر بدرجة شديدة في كتابه (الإنسان و العصر الحديث ) ، صرت أحيا بالكتابة على الهامش كما يحيا آخرون مثلي ، أصبحت أكثر الناس إيمانا بجدوى الكتابة في زمن يسير فيه المقلوب مرفوع الهامة شامخ الرأس ، هل تحولت الكتابة من شيء موجود حقيقة في الواقع إلى وجود زائف؟ صرت أحيا بالكتابة أعبّر عن محنة الآخر ، إنحلال في الأخلاق و تفشي منطق الهدايا و التشكرات ، رفع القبعة للقائد المنهزم بحربه في الجفاف الفكري و الأدبي ، كثر الكلام عن القديم و الحديث الأصالة و الحداثة ، هؤلاء الكتاب و المثقفون يتحملون قسطا من الإستبداد ، كرسوا الجدل الثقافي حصروه في قطيعة الأحفاد للأجداد ، المعارك التي يخوضونها لتنصيب هذا أو ذاك على هيئة معينة أو جمعية أضحت أشبه بمعارك الدونكشوت مع طواحين الهواء ، ما معنى أن تصير بعض الأقلام إعلانات إشهارية و لا فتات لهذا أو ذاك ؟ الوقت الآتي يجدنا كما نحن لا نتحرك إلا في خريطة مرسومة و خطة مدروسة بعناية فائقة أشبه ما تكون بإستراتيجية لعبة الشطرنج على طاولة تحركها أيدي بارونات المافيا المالية و السياسوية ، هل يصبح الكاتب إنسان كأي إنسان آخر في هذه الحالة ؟ هل كتاباته متجلية فيما يقدمه من أعمال و خدمات ؟ هل أعماله و خدماته تعكس نفسها في الكتابة ؟ صرت أحيا باكتابة و في ذهني جملة سارتر ، أتذكرها كلما طال كبتي و حان التعبير عنه (لكل كاتب موقف محددفي عصره ، ولكل كلمة من كلماته صدى) هل إعتقاد سارتر أن الموقف لا بد أن يتغير بالعمل و الكلمة و الكتابة ؟ إنه تأثر بالكاتب ريتشارد واريت (فهو لا يكتب لنفسه و لا للسود فقط ، بل يكتب لمجتمع ممزق) صرت أحيا بالكتابة منعزلا و معزولا ، متتبعا صراعات التفسيرات الإيديولجية
    و التوجيهات السياسوية و الأوامر الفوقية ، ، أحيانا يرّق قلبي لأصحاب المواقف المدافعين عن جدوى الكتابة ، أولئك المحاصرون بلافتات الكتبة ، صرت أحيا بالكتابة بمتناقضات عدة ، محاولة الفهم لها يبقيني قارئا لأشعار مصطفى محمد الغماري و روايات مرزاق علواش و الطاهر وطار و احميدة العياشي
    . و كتابات صديقي سفيان زدادقة علني أجد دفعا آخر لأحيا


  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية الشربيني المهندس
    تاريخ التسجيل
    05/10/2006
    المشاركات
    287
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    عندما قرأت سؤال الاستاذة نادية اتسعت ابتسامتي هي رفيقتي أمام الدهشة ووراء الإعجاب لسؤال يتسع بتدد المشارب والثقافات وتقدني البسمة الي الطرفة احيانا واحيانا الي الخيال وسرحت مع افكاري وأغنية للفنانة ليلي مراد
    سؤال غريب ما جاوبش عليه ..
    لكن شدتني كتابات الاساتذة ثرية التنوع ورائعة التناول
    مع استاذنا احمد الريماوي وعنوان قصيدة يستحق التوقف طويلا
    أنغام فوق سجن الكبت"
    اغمضت عيني مع الانغام وتجاوزت سوق عكاظ وطرحت السؤال الحائر
    ماذا لو كان العالم بلا كتابة .....................؟؟؟!!!


  12. #12
    شاعر الصورة الرمزية أحمد الريماوي
    تاريخ التسجيل
    03/10/2006
    العمر
    79
    المشاركات
    468
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأستاذ/ الشربيني المهندس
    بعد التحية
    كيف يمكن أن يكون العالم بلا كتابة،والكلمة هي أول ما خلق الله؟ الكلمة يا عزيزي هي الوجود، وهي الحياة، أليس كذلك؟


  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية نادية فريد لطفي
    تاريخ التسجيل
    15/01/2007
    المشاركات
    37
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    السلام عليكم
    صدقوني كل المداخلات التي قراتها أسعدتني .. نعم ثمة خير في أقلام كتبت و تكتب و ستكتب
    قرأت القصيدة الرائعة للشاعر الجميل أحمد الريماوي و قرأت تدخل الراقية بنت الشهباء، ز ما كتبه الأخ خالد الساحلي، و الأستاذ الشربيني المهندس، و طبعا ما كتبه أساتذة اعزاء و مخضرمين من قبلهم و أكتشف أن هموم الكتابة هي نفسها لدي العديد من الأدباء، ربما تختلف من حيث الطريقة أو الصيغة و لكن تبقى الكتابة هما مشتركا و طريقة وحيدة و مصيرية لتقرير المصير
    مصير الأنا و الهم و الأنتم
    حياكم الله جميعا
    بانتظار مداخلات أخرى

    مودتي

  14. #14
    عـضــو الصورة الرمزية الشربيني المهندس
    تاريخ التسجيل
    05/10/2006
    المشاركات
    287
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    من الردود التي اعجبتني يوما علي هذا السؤال
    أكتب لكي تتسع رؤيتي للعالم


  15. #15
    شاعرة الصورة الرمزية صابرين الصباغ
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    394
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الأخت الفاضلة نادية
    أولا : أكتب عشقا للغتي
    فأنا أشم عبق زهرتي التي أزرعها واهديها للقراء ليشموا عبقها
    وأنظر لنفسي بمرآتي بثوب حرفي واخرج به ليراه غيري
    فالكتابة متعتي ..!!
    ثانيا : أنا املك روحا فسيحة ، فأتجول داخلي ساعات طويلة حتى تكل قدم تأملي وأقلب بمعول قلمي أعماقي لتخرج حروفي ممزوجة بمعاناتي ومعاناة بني جنسي
    ثالثا : أحاول بكلمتي أن اصلح من شأني وشأن من يقرأ لي قدر المستطاع
    ثالثا : نعمة أهداها الله لي فمن الأنانية ان احتفظ بها لنفسي
    رابعا : كل رد عليها يمنحني شعورا برضى الله ومن ثم أشكره على فضله علىّ
    خامسا : ساتجول داخلي لعلي اخرج من أعماقي بشيء جديد أضيفه
    دمتم بكل الخير
    وكل عام وحضراتكم بالف خير


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •