الحركات الاجتماعية عندنا .........أية آفاق ؟

[بونيف محمد]

تحية للجميع وخاصة الطاقم الإداري لواتا

المتتبع لنشاط الحركات الاجتماعية في أوروبا، وللنضالات التي تخوضها الحركات الاحتجاجية في أمريكا اللاتنية إما منفردة أو مع رؤساء دولها من ذوي الشعبية العالية كالرئيس الفنزويلي ، يجد من بين انشغالاتهم الرئيسية مجموعة من القضايا الهامة المطروحة بإلحاح وضمنها قضايا تهمنا إيضا كشعوب عربية وأفريقية ولها انعكاسات مباشرة على حياتنا ، ومن المفروض أن تأخد حيزا هاما من اهتمامنا واهتمام حركاتنا الاحتجاجية ، كمشكل المديونية ،والاتفاقيات الاقتصادية الغير متكافئة ، والمشاكل البيئية ، والأغدية المعدلة وراثيا ، والدعم الزراعي للدول الأكثر غنى ، والتعاون الدولي الذي تشوبه مجموعة من الخروقات
...... كل هذه المواضيع حركت المجتمع المدني وأثارت حركات احتجاجية في أوروبا وأمريكا اللاتنية حققت فيها العديد من المكتسبات .
اما عندنا كعرب مجموعة من القضايا الهامة والمصيرية ،إذا استثنينا قضايانا المعروفة ، لا تدخل ضمن اهتماماتنا أو لا تصبح كذلك إلا في وقت متأخر قد لا يجدي التحرك فيه نفعا ، أذكر على سبيل المثال لا الحصر المنتوجات الغذائية المعدلة وراثيا والتي لها انعكاسات جد سلبية على التنوع وعلى البئة وعلى الصحة ، وقد تفاعلت مع هذا الموضوع الحركات الاحتجاجية في أوروبا بشكل مبكر وفي أمريكا ، بحيث رفعت قضايا إلى المحاكم وسجن العديد بسببها وتحققت مكاسب هامة نتيجة التصدي لها .أما عندنا فيكاد الجهل بهذا الموضوع يعشش حتى في نخبنا المثقفة كما ذكر أحد الباحثين المغاربة المتخصص في كتيب له في الموضوع ، رغم أن هذه النتوجات دخلت بلداننا وروجت فيها.

والموضوع الذي أطرحه للبحث والنقاش هو .

1 ـ ما سر المفارقة الكبيرة بين التضحيات الجسام التي تقدمها الحركات الاحتجاجية عندنا على علتها( المذكورة سابقا ) والمكاسب الهزيلة التي تحققها ؟

2 ـ ما هو سبب عدم وجود رأي عام عندنا يقظ ومتبصر ومواكب بالشكل المطلوب، رغم وجود نخب رفيعة المستوى ومند القدم ومطلعة على المستجدات ؟

3ـ ما سبب عدم إلحاحنا وإصرارنا على تحقيق مطالبنا سواء منها القومية أو الوطنية والفتور الذي يرافق مطالبنا مع مرور الوقت (التضامن مع غزة نمودجا ، والمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة ) ؟


مع تحياتي الخالصة محمد بونيف