بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,
أنا لا أنكر أبدا وجوب أن يكون القائد سريع البديهة لانها شرط أساسي في القيادة بل ما أعيبه هو السرعة في اتخاذ القرار والتي هي مطلوبة في بعض الحالات والتي أرى أنه يندر حدوثها كمواقف الحرب مثلا.
ولقد أهملنا في معرض حديثنا عن صفات القائد ومميزاته والتي يحفل بها المهتمون بالتنمية البشرية كثيرا
وهي أن القائد لا يصنع نفسه بنفسه فإننا عندما نسمع عن قائد معروف في الساحة العالمية
ننسى أن من ورائه رجالا آخرين لا يقلون في مهامهم عن مهمة القيادة وأنا من جهتي أرى أن عمل التنفيد أصعب من عمل التخطيط
ويثبت ما أقول الكثير من الشواهد التاريخية وخير دليل الفتوحات الاسلامية في الشمال الافريقي مثلا التي لولا رجال صدقوا الله ما عاهدوه ما كنا لنسمع بقائد جيوش المسلمين عقبة بن نافع.
فالطاعة والاخلاص والايمان لدى المنقادين شرط اساسي في صناعة القائد, ويحضرني هنا قصة للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما سئله أحدهم وهو خليفة للمسلمين لماذا خلافته ليست قوية مثلما كانت عليه في عهد أبي بكر الصديق فأجابه علي: " يوم كان أبىبكر خليفة كان يحكم رجالا أمثال عمر ويوم كان عمر خليفة كان يحكم رجالا أمثال عثمان ويوم كان عثمان خليفة كان يحكم رجالا أمثالي ويوم صرت خليفة للمسلمين صرت أحكم الخنافس أمثالك "
بالنسبة لسؤاليك الأخيرين أقول :
ج1- يمكن تثبيط طفل بتلك المميزات خاصة في بلاد كالبلاد العربية لأنه أولا سيصطدم بالواقع القاسي الذي نعيشه فلن يجد من يصقل لديه تلك الموهبة وبالتالي ستموت قبل ان ترى النور أو سيحاول بطريق غير إرادية توجيهها بنفسه ما قد يودي به الى طريق غير سوي .
ج2- أرجوا اعادة صياغة السؤال (الزعامة والقيادة)
يمكن للطفل أن يحافظ على تلك الصفات إذا وجد الجو المناسب لذلك حينها تراعى لديه وتوجه.
والسلام عليكم
المفضلات