أتمنى ألا يفهم من إثارة الموضوع بالوقوف عند مصطلحاته الدقيقة – لو. لولا . لكن . وبصفة خاصة " الفمفمة " أنها دعوة إلى الصمت ويا ويلنا من مؤامرة الصمت
فمنتفض رافض يستعمل في تعبيره لو أو لولا أو لكن , ليشرح فكرته ويقرب وجهة نظره , خير ألف مرة من صامت غير مكترث , فالأوضاع في مختلف الشعوب العربية , تتطلب الانتفاضة لتغيير المنكر , ومستويات تغيير المنكر تعطي الدرجة الثانية لتغييره باللسان , وبالتدريب على استعمال اللسان في الخطابة والحرف في الكتابة , تتحول الفمفمة إلى عمق , وتتحول المصطلحات إياها إلى توظبف إيجابي , يجعلها تفعل فعل الرصاصة , وكم هي الفضائح التي أطاحت بأصحابها الكلمة – مكتوبة أو منطوقة –
نعم إذا كانت الكلمة ثرثرة أو جعجعة بلا طحين , أو كانت توظف لتنويم الشعوب بتعدد الوعود الكاذبة , تدل دلالة واضحة على قلة الذراع والتبعية والانبطاح والرضوخ , فإنها فمفمة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تنقد الشعوب من الهلع ومن الفقر ومن الجوع وتحكم عليها بالانزواء والعزلة , وتفرض عليها أن تظل في السفح وبين الحفر
ومن لم يرد صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
المطلوب إذن أن تصبح أمتنا , أمة تقرأ وتكتب وتعمل , أمة تفكر وتعمل , أمة تخترق الأعماق وتسبر الأغوار وتكف عن التسطيح , أمة تنتج ولا تقف عند الاستهلاك , أما كيف فليكن الأمر بكلمة التغيير أو انتفاضة التغيير أو أي أداة للتغيير
وأعتبر أن طرحكم لهذا الموضوع , بهذه الجرأة , وفي هذه الظرفية , جاء بالكلمة , إيمانا منكم بما للكلمة من فعل , لا يقل شأنها عن أثر العمل . فشكرا
محمد التهامي بنيس
المفضلات