- هل من اللائق مثلا أن أجمع بين ابني / أخي الصغير/ طالبي السني و آخر شيعي و أعلمهما بأن الاختلاف لا يفسد للود قضية .........و أن الاسلام كافي لتعميق الأخوة بيننا ..أم أنهم صغار على هذا التدريب ?.
قبل الإجابة عن السؤال , علينا ان نعرف بأن المسلم يظل مسلما سنيا كان أو شيعيا .
نعم توجد فروقات بين المذهبين و ربما حتى تناقض , سواء بين المعتقدات أو تفسير القرآن أو فهم الإسلام بصفة عامة .
نعم يوجد اختلاف من حيث المفاهيم و الاعتقادات و القيم و المعاملات .........و في تطبيق الشريعة .
لكن هل يوجد اختلاف بين المذهبين بأن الله واحد أحد و هو خالق الأكوان ?
هل يوجد فرق بين المذهبين في رؤيتنا للحبيب - صلى الله عليه و سلم - بأنه رسول الله , و والد الزهراء ,و ابن عم علي - كرم الله و جهه - و جد الحسنين ?
هل ينكر أحد مهما كان انتماؤه لأحد المذهبين بأنه يوجد يوم للحساب و جنة و نار ?
و غيرها من الأسئلة الموجهة أصلا للحكماء, و العقلاء و ليست للشواذ من المتعصبين .
الإجابة تؤكد لنا بأنه توجد نقاط التقاء يجب دعمها و تعزيزها , و نقاط اختلاف يجب معالجتها و تذويبها تدريجيا و بشكل إنساني و أخوي , و إبعاد كل ما من شانه أن يضخم من التفرقة بين الأخوة في الدين الواحد .
طبعا لا أريد إجابة عن الأسئلة و لا حتى تفسيرا....
و إنما أردت من خلالها أن أبين بعض الأفكار التي قد تراود الأطفال فقط , فأهم ما يسأل عنه الطفل في الغالب هو :
من الله ?
من محمد ?
من أولاد و بنات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ?
من أقاربه ?
مادا يحدث بعد الموت ?
و ما هي الجنة و النار ?
و الإجابة حسب معلوماتي المتواضعة, ستكون واحدة لكلا السائلين مختلفي المذاهب ( مذاهب الأولياء طبعا لان الأطفال يشكلون حسب القوالب الموضوعة من الوالدين ).
و من هنا /
لا أعتقد بأنه توجد إشكالية من جمع طفلين بريئين ; و إعلامهما بأن /
-الإسلام دينهما و بداية حياتهما و مصيرهما معا.
-الإسلام دين أقره الله و اختاره ليكون منقذا لنا من الجاهلية و العصبية القبلية .
-حبيبنا معا هو المختار لتبليغ رسالة الإسلام .
-صحابة الحبيب هم ثلة خيرة من البشر و قد اصطفاهم الله ليكونوا قدوة لبقية المسلمين و أهمهم أبا بكر و عمر و عثمان و علي .........و غيرهم كثير .
-زوجات الحبيب هن خير نساء العالمين , و الله لا يختار لحبيبه الا الخير و العفة و الطهارة مجسدة في زوجاته أمهاتنا جميعا .....من اعز نسائه و أخلصهن خديجة ام الزهراء و جدة الحسنين, و هي أول من آمن به من النساء, و من أحبهن إليه هي العفيفة التي انزل الله براءتها من السماء ;إنها عائشة بنت أول من آمن به و صدقه من الرجال ...و بقية نسائه درر ثمينة على قلوب كل المسلمين .
- اثبت لهم بان الدين يحتاج لاختلاف وجهات النظر لأنه صالح لكل زمان و مكان , لكن الفرقة بين أبنائه لا تساهم إلا في إضعافهم و تشتيتهم , و تخلفهم و رجوعهم للجاهلية .
- قدم نماذج حضارية لمختلفين تعايشوا و اتفقوا و تعاونوا على إيجاد الحقيقة الكامنة و النسبية , و اضرب لهم مثلا بأصحاب المذاهب الأربعة و رقي تعاملهم مع بعضهم ( أنصحكم بمشاهدة حلقات برنامج دعوة للتعايش للاستاد عمرو خالد ).
- اروي لهم قصة قابيل و هابيل , و كيف وسوس الشيطان لأحدهما فقتل أخاه ثم ندم .
- اروي لهم حكايات العراق الجريح ........دون أن تقول بان الشيعي قل السني أو السني قتل الشيعي , بل بان السني و الشيعي لم يتحدا لإخراج العدو المشترك فحدث لهما كما حدث لقابيل و هابيل .
- نبههم بوجود ارض إسلامية مقدسة سلبت ,تأخرنا في استرجاعها بسبب خلافاتنا عن أمور بثها حاقدين علينا ( دون ذكر الحاقدين لنترك للأطفال فرصة البحث و التنقيب عن الحقيقة , و إثارة حب الفضول لديهم لمعرفة الحق من الباطل و الأفضل أن نحول أنظارهم إلى المستقبل , بحيث نقرن عملية معرفة من هم الحاقدين بنموهم العقلي و الجسدي ...أي عندما يصبحون رجالا سيعرفون الحقيقة ...و الهدف من وراء هذا كله هو / عدم جعل عقل الطفل مفخخ بأي فكرة مخربة أو حاقدة من أي متعصب من الطرفين .).
- ذكرهم بان المسلم اخو المسلم و لا فرق بينهما إلا بالتقوى .
- أشعرهم بأهمية غربلة ما يتلقونه من معلومات , لأنها قد تكون خاطئة و ربما مدمرة و مفخخة من أعداء الإسلام .
و غيرها من الأفكار التي قد تساهم في تعزيز روح الحوار و التعايش بين الأطفال مختلفي المذاهب و الذين يعيشون في مدينة واحدة .
****قد تساهم هذه الأفكار في إذابة بعض الحواجز بين الزوجين مختلفي المذاهب أثناء التعامل مع أولادهما و طريقة تربيتهما تربية سليمة و واضحة المعالم ....
ارجوا من الإخوة المساهمة في هذه النقطة بالذات , على أن تكون أفكار أخوية من أحبابنا السنة و الشيعة معا .
تحية إسلامية محمدية للجميع .
المفضلات