العراق...... بيت العنكبوت
يظن الكثيرون ان بيت العنكبوت اوهن البيوت واضعفها،ولكن الاحداث العلمية والتاريخية تضعنا في طرف ترجيحي آخر.فكلنا نعلم عما تواتر يقينا عن الرسول( ص) وصاحبه ابي بكر(رض) في جوف الغار،بعد ان حفهم الله برحمته وحمايته في نسيج لو اعترهاه الوهن لكانت الرسالة المحمدية في خبر آخر.
اما علميا فقد اثبتت البحوث قوة النسيج العنكبوتي وامكانية استخدامه-فعليا-في صناعة اقوى وامرن الحبال.
من هذا وذاك ارتايت ان انعت العراق ببيت العنكبوت،فهو بلد هش نتيجة لتعدد مكوناته الاجتماعية والعرقية والمذهبية او الدينية وبنسب متقاربة مابين الاضداد وهذا العامل يسير العراق نحو الدمار اذا ماانفرطت السيطرة عليه.
في الوقت ذاته لعب العراق ومازال دورا تاريخيا وعلميا في حماية امتداده العربي.حيث اخبرتنا صفحات الكتب وروايات الاجداد والاباء ماكان لبغداد من منارات علمية تغري الغت والسمين في سكناها.وقد علمنا ان سقوط بغداد يعني سقوط دمشق.ان سقوط بغداد يعني تهديدا لمصر وان سقوط بغداد اليوم يعني سقوطا قادما للخليج.
ان هذا الامر ليس مبالغة او كلام تتوجه به الاسطر او تلهج به الاقلام،وماهو الا مدادا ابعد من انوفنا بقليل ليس الا.لان دور العراق بحلته العربية القومية شوكة في العيون الاخرى سواء الفارسية او التركية،وعلى خلافه بحلته الصفوية الايرانية سيفا على الرقاب العربية.والعراق بلباسه العلماني المرتبط بمصالح الولايات المتحدة في المنطقة سوف يرشحه الى استعادة دوره القيادي الاساسي في كل النواحي وهذامايرفضه حكام الخليج لانهم يعتبرون ان العراق عليهم وليس لهم وينظرون اليه كاسد مقيد لايشبع ولايجوع ، وهذا الامر يتوضح في المحاولات الذكية ذات العمق الاستراتيجي التي تقوم بها ايران وامريكا في محاولة الاستبداد بالعراق دون منح الاخر ولو جزء يسير منه لان العراق غير قابل للشراكة ولابد من ان يحسم امره لطرف ما.اما لايران اولامريكا او للعرب الخاسر الاكبر والذين لااتوقع ان يكون لهم نصيب منه عاجلا ام اجلا.
ويجب ان لاننسى هنا دور المكون الكردي الذي ان حقق استقلالا شبه كامل وتفرد في السلطة سوف يشكل كيانه خطرا على كل الدول المحيطة ابتداءا بسوريا المحور الاضعف وانتهاءا بايران .لان مشكلة الاكراد في تحقيق حلمهم القومي ستنتهي جراء المردودات الاقتصادية الهائلة التي يرفدهم بها ساستهم في العراق،وبهذا سيستطيع الكرد من تحقيق حلمهم في قيام الدولة القومية الكردية المستقلة.
ان السنوات القليلة الماضية تنبئ بحدوث تغيرات ديموغرافية وسياسية ومذهبية او قومية اقل مايقال عنها انها خطيرة،لان الطرف الذي سيحسم العراق لصالحه سيكون خيل السباق في عدة مضامر ولسنوات طويلة.واخاف مااخاف ان يكون هذا الطرف ايران بماتمتلكه من امتداد متشعب ومتسلط داخل العراق ومحيطه.
ان المسؤولية التاريخية التي تحدد مستقبل العراق وشكله الجغرافي والسياسي تقع على عاتق العرب وخصوصا دول الخليج باعتبارها تمتلك ثقلا اقتصاديا ذات تاثير ولكنها تفتقد للثقل الفكري على عكس ايران المنتعشة اقتصاديا وذات تاثير فكري فتي يلاقي استحسانا في الشارع العربي المتهتك المتململ مما حوله من فقر وانحلال وفساد.
نهاية اقول ..ان من يسيطر على بيت العنكبوت سيدجن افراخ الحمام.