وهذا رد آخر سبق وأن كتبته , وهو يتضمن رأي الأديب والشاعر الكبير أدونيس أحد رواد ما يسمى بقصيدة النثر , والذي تخلى عنها لاحقا بعد قناعته والأسباب التي أوردها هنا :
.................................................. .....................
تحية طيبة لكل إخواني الشعراء والأدباء
لقد ابتدأ نقاش ربما سيطول بين البعض كما طال في منتديات أخرى دون التوصل إلى نتيجة
وقرأت لأحد الأخوة دفاعا مبطنا عما يسمى قصيدة النثر حيث استشهد بمن بدأ الخطوة الأولى
وهو الأديب أدونيس أو ( علي أحمد سعيد )
وأنا هنا لا لأحلل أو لأنقد أو لأقيم أديبا كبيرا مثل أدونيس حتى وإن لم أقتنع بما يطرح
وهو كثير .....
لكنني هنا سأنقل نص ما كتبه الأديب الشاعر في مقدمة ديوانه ( الأعمال الشعرية الكاملة )
تحت عنوان ( إشارات حول هذه الطبعة ) والمنشورة في بيروت في أيلول عام 1983 وقد اخترت الفقرات التي لها علاقة بما نحن بصدده.
وسأكتبها دون تعليق مني .......
3- كانت " أرواد يا أميرة الوهم " بداية تجربتي الكتابية شعرا بالنثر , بدأتها سنة 1958 ونشرت جزءها الأول في مجلة " شعر " العدد 10 السنة الثالثة 1959 . كتبت هذه القصيدة في مناخ الجدل الذي أثرناه في مجلة " شعر " حول أشكال التعبير الشعري ومشروعية البحث عن أشكال جديدة , وكتبتها تجريبيا بمعنى إنني حاولت أن أجرب شكلا مغايرا لما نعرفه من أشكال التعبير الشعري.
4- كشف لي التجريب إن كتابة الشعر نثرا مغايرة كليا لكتابته وزنا وإن الكتابة بالنثر لا تقوم أبداعيا وفنيا لمجرد الرغبة والممارسة ربما يكمن هنا السر في وقوع المحاولات الكتابية العربية شعرا بالنثر تحت الهيمنة المعيارية لتجارب سابقة ولا سيما تجارب قصيدة النثر الفرنسية ومثل هذه التجارب لا يمكن أن تقدم للنص العربي معياريته فهو لا يقدر أن يستمدها إلا من خصوصيته اللغوية ذاتها, وهذا ما أكد لي إن الكتابة العربية شعرا بالنثر تفترض موهبة إبداعية شعرية عالية هي الضمان الجوهري الأول وتقتضي إلى ذلك معرفة عالية بالموروث الشعري العربي وثقافة فنية عالية وذلك ليقدر أن يبتكر المقتفيات الفنية للشكل الكتابي الجديد.أي لكي يقدر أن ينشئ كتابة شعرية بالنثر يمكن أن تستضئ بتجارب الآخرين لكن دون أن تنتهج على منواله ودون أن تتبنى معاييره, دون هذه المقتضيات تظل الكتابة الشعرية بالنثر إنشاءا تعسفيا بمعنى إنه ( غفل ) , لا ترى فيه خصيصة يتفرد بها. فما نراه فيه من خصائص شعرية يمكن أن نراه في رواية أو قصة أو كتابة نثرية أدبية. وهذا مما يجعل هذا الإنشاء هشا ويجعل من كتابته مساحة مشاعا قد تعجبك في هذه المساحة زهرة هنا أو نبتة هناك لكنها تبقى تناثرا نوعا من التعبير ويبقى هذا الإنشاء في أحسن حالاته نوعا من ( الخواطر )
5- ربما كان ذلك في أساس ما دفعني إلى أن أطور نظرتي لكتابة الشعر نثرا فقد توقفت عن هذه الكتابة ( باستثناء المزامير في أغاني "منهيار الدمشقي " ولا أعدها " قصائد " حتى سنة 1965 ورأيت إن علينا أن نعيد النظر في ما قلناه ومارسناه مما يتصل بما " سميناه قصيدة النثر "
6- في مجموعتي الشعرية " كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل " بدأت محاولتي تجاوز " قصيدة النثر " إلى كتابة " نثر آخر "
وهذا النثر الآخر مزيج _ شكل من الأفق الكلامي المتحرك - يتسع لاحتضان عناصر كثيرة من النصوص الأخرى التي تكتبها الأشياء في العالم أو تكتبها الكلمات في التاريخ إنه بتعبير آخر خروج من " قصيدة النثر " إلى ملحمية الكتابة وقد تمثل هذا الخروج بنحو أخص في " مفرد بصيغة الجمع " وأرى إن لهذه الكتابة أصولا في التراث الشعري العربي بينها تمثيلا لا حصرا " الإشارات الإلهية لأبي حيان التوحيدي "
8- حين نشرت قصيدة " هذا هو اسمي " ظن بعضهم وبينهم نقاد وشعراء إنها نثر , ولعل ذلك عائد إلى إنهم لم يروا فيها الشكل المألوف المشطر لقصيدة ما يسمى " الشعر الحر " أو " شعر التفعيلة " .
تنبغي الإشارة هنا إلى إن القصيدة موزونة بكاملها لكنها مدورة لهذا يجب أن تقرأ محركة ودون وقف , إلا حيث الوقف الذي تفرضه القافية .
أما قصيدة " مقدمة لتاريخ ملوك الطوائف " فهي مزيج من الوزن والنثر مع غلبة الوزن , كذلك قصيدتا " أقاليم النهار والليل " و " تحولات العاشق " مع غلبة النثر.
.................................................. ........................................
وأنا هنا لن أعلق ولن أبدي رأيي ولكنني أدعو كافة الأخوة الذين لديهم اهتمام بهذا الموضوع من شعراء العمودي والحر ومن يكتب النثر أن يبدوا آراءهم .... وأن يتمعنوا في ما كتبه الأديب أدونيس في مقدمة ديوانه.
ولكن قبلها أرجو منهم أيضا أن يقرأوا في المجلد ذاته أو أينما كان يمكنهم الوصول إلى قصائد ( أدونيس )
أن يقرأوا القصائد التالية :
البربري والقديس
مات إله
حوار
لغة الخطيئة
رؤيا
وجهك يا مهيار
اعتراف
الصاعقة
الذئب الإلهي
الخيانة
الصدفة
إله يحب شتاءه
براءة
موت
آدم
نوح الجديد
.................................................. ...................
بالطبع أنا أؤمن بشئ واحد إن أية دعوة أو ممارسة تنبعث من مجمل العوامل المؤثرة
والتي أهمها ( الأيمان ) و ( الذات ) و ( ما يؤثر في بناء الأفكار من معتقدات ومبادئ )
و لي في ذلك تعليق طويل ولكن بعد مساهماتكم الفاعلة
كما أرى إن من يشارك عليه أيضا أن يقرأ ما نشرته الكاتبة عبير النحاس حول الأدب الإسلامي
فهناك ترابط وثيق وإن لم يظهر للعيان .
.................................................. ......................
وسأتابع معكم بإذن الله .
تحياتي وتقديري
المفضلات