وقفنا معاً في ردهة الصمتِ والمدى = فأرجعَ صوتَ الشعرِ رسماًإزارُهُ
وعشنا نماري الخلقَ في القلبِ فطنةً = فأوردَ سيلَ الماءِ ظلاً دثارُهُ
فجاءتْ من الدحنونِ قامةُ مُسْكِرٍ = تناهى إليهِ الطينُ وهو إطارُهُ
فقلنا معاً نسقى الجفونَ مدامعاً = ونسقي عذارى البيدِ إن عزَّ غارُهُ
هنا وقفَ المذياعُ يصدحُ قائلاً = حريرُ كلامِ الناسِ يُنشى بخارُهُ
فجئتُ إلى نفْسي أديرُ سوارها = وأرمقُ ما لا يستقيمُ حوارُهُ
فقال: إليكَ النار يا سيف مدنفٍ = ويا من يُصلّي في القصيدِ قرارُهُ
فقلتُ: إليكَ الآنَ من ثوب مهرةٍ = رياشاً، تطير الشمسُ ليلا،ً ودارُهُ
عكاظُ اقتفاء الشعرِ في نصِّ رحلةٍ =تمورُ إذا ما القلبُ عنَّ مُوارُهُ
فيتبعها العشّاقُ سكرةَ عارفٍ = ويرقى مقامَ العارفينَ مدارُهُ
ذهبتُ بعيداً في النشيدِ وما أنا = من المبعدينَ، المسكرات، جرارُهُ
ينيرُ الصّفا لو عفَّ عنهُ ضلالةً = ويُهدى إليكَ الحبُّ لو كنتَ جارُهُ
ألا ليتَ حرفي، كم رأيتُ من الندى =على رقةِ الميزانِ، تُحمى ديارُهُ
لأنَّ الحريريّ الذي صاهر الندى = رسولُ بلاغٍ قلتُ: هذا نهارُهُ
المفضلات