نزلت بساحات منتدانا اليوم الشاعرة التي سبقتها إلينا كلماتها فاستقرت في قلوبنا..
هي من قرأناها في تلك الملحمة الشعرية التوثيقية لتاريخ معاناة فلسطين..
تلك الملحمة التي أدمعت عيون جميع من قرأوها ..
والتي شيد معها فواصلها الشاعر الراقي خميس وختمها هلال واتا..
http://wata.cc/forums/showthread.php?t=45422
إنها الشاعرة القديرة:
مريم العموري
من هي مريم العموري؟ وكيف بدأت رحلتها الشعرية؟ (منقول عن القُدس أونلاين)**********************
* اسمي مريم عطا العموري، من مواليد بورتوريكو سنة 1972، عشت فيالأردن وتخرجت من كلية الصيدلة بالجامعة الأردنية سنة 1995، وأقيم منذ ثماني سنوات مع عائلتي في أمريكا حيث أعمل صيدلانية استشارية.
أما بدايتي الشعرية فلا أستطيع أن أقول أنها بداية واضحة المعالم.. لكني في صغري كنت مأخوذة بجمال الشعر وموسيقاه، فقد كانت لدي هواية تلحين الأناشيد المقررة في كتاب القراءة.. وربما لثغت لغة تشبه الشعر في تلك الفترة المبكرة من عمري.
أما في المرحلة الثانوية فقد بدأت أتعرف إلى أدوات الشعر وحاولت استخدامها، فكانت لي بضع قصائد لا تعدو عن كونها محاولات في مدارج العروض، لكن لمدرّسة اللغة العربية - جزاها الله كل خير- الفضل الكبير في تشجيعي، فحملت هذه العدة البسيطة معي إلى الجامعة حيث بدأت أتلمس طريقي في الشعر، أحاول استيعاب الموروث منه والحديث والاهتمام بتركيز أكبر على قضايا النقد الأدبي ومدارسه ومناهجه. أمور خلتها ستعينني على صقل موهبتي والبحث عن صوتي الخاص. فكان أن وجدت لنفسي صداها بعد محاولات عديدة ودؤوبة لم أتجاوز فيها حد التجربة بعد، لأن كل عمل إبداعي- في رأيي- ما هو إلا نتاج تجربة استنزفها القلق والتعب وهاجس تقديم المُغاير..
أمور تبقى تشعرني بحاجتي إلى بذل المزيد من الجهد في الاستزادة من ينابيع المعرفة لاستخلاص ما هو كامن في أعماقي الشاعرة.. هي محاولات حثيثة للوصول إلى حالة من الرضى.. والله وحده يعلم إن كنت سأصل إليها أم لا.
- كيف تقيّمين مستوى الإبداع النسوي؟ وهل استطاعت المرأة المبدعة إيصال رسالتها للمجتمع؟
أرى أن المرأة الأديبة لها نصيب في العملية الإبداعية مثلها مثل الرجل، ودورها لا يقل أهمية، بل إن عليها مسؤولية كبرى للمشاركة الفاعلة في قضايا دينها وأمتها والاجتهاد للوصول إلى ذروة الإتقان بكل ما أوتيت من قدرات ومواهب. وهذا ما ألمسه حقيقة في كثير من نماذج الأدب النسائي المعاصر، والذي ينمّ عن نضج في الفكر والمعرفة والثقافة. فكل أديبة في رأيي لها رسالتها التي تسعى لتقديمها، ولا أستطيع أن أجزم لك بنجاح وصول هذه الرسالة أو تلك. فالأدب الملتزم بالخير للإنسانية هو بعموميته رسالة سامية، لكن الأديبة المسلمة إنْ كتبت فإنما تكتب ودَيْدَن خافقِها تعاليمُ دين حنيف كثر أعداؤه، وهاجسها الذي لا ينفك، وطن ينزف في كل يوم الشهداء والأسرى والجرحى.. وفضاء رؤاها أمل لا يزال يدغدغ وجدانها بشعاع جميل رغم شرور هذا العالم الظالم.. شعاع ينفذ إلى قلمها من خصاص المحنة..
- ما هو دور الشعر الشعبي في الحفاظ على التراث؟
علاقتي مع الشعر الشعبي علاقة جد وطيدة.. ولذلك أراني أردد فيه مقولتي..
عندما يُعتـّق الحرف ويصبح ختياراً.. تتآلف في وجهه المغضّن دعَةٌ وحميميّة يرفُّ لهما ويأنسُ بهما القلب.. فلا يملك حيالهما إلا الآه..
فكيفَ إذا شككنا حبّات الحرف في خيط النغم الأصيل.. أليست تبلغ بنا غاية الجمال!.. وهل أبلغ من أن نوشّي هويتنا بالجمال؟
إذا كنا الأوفياء للأرض.. فلنعلّق قلادتها في جيدنا ونورثها الجيل بعد الجيل..
أعتقد أن هذا واجبنا تجاه شعرنا الشعبي الفلسطيني.. الذي كان ولا يزال امتداداً لوجودنا، فدوره في تراثنا لا يقلّ أهمية عن دور الشعر الفصيح، ولست هنا أقابل بينهما؛ فالفصحى لغة القرآن الكريم ومكانتها محفوظة في عين الشمس.. لكن ميراثنا وما نقدمه من أدب عامي هو جزء أصيل من هويتنا، وهو تعميق لوجودنا على أرضنا برغم الاحتلال الذي لا يفتأ يبذل ما وسعه لطمس كل مَعلَم لنا.. بل وسرقته في كثير من الأحيان.. ليصنع لنفسه تراثاً حتى لو كان في بساطة طبق شعبي فلسطيني.. إنهم يسرقون أثواب نسوتنا المطرزة وأصالة عيشنا وينسبونها إليهم، بل ويفاخرون بها العالم.
الأمر خطير جداً، وإن لم نتنبه له ونتصدى له بكل ما نستطيع فإننا سوف نكون مسؤولين أمام التاريخ والأجيال القادمة عن استهانتنا وتقصيرنا بالأمر.
- لك تجربة ناجحة في إعداد مجموعة أشرطة إنشادية، حدّثينا عنها؟ وكيف تقيمين هذه التجربة؟
كانت بدايتي في النشيد بفضل الله سنة 1995. في شريط لوحات مقدسية، حيث كتبت أناشيد: سلام عليك، ودعتنا، جلاء الغريب، إلى أين تمضي، وموشح قدسي. وهذه البداية أعتز بها كثيراً لأنها أطلقتني في رياض النشيد التي أحببتها كثيراً، والتي وظفتُ فيها إحساسي الغامر بالنغم والإيقاع، فلم تكن غريبة عني ولم أكن غريبة عنها. فكتبت لفلسطين ولشعبها ولشهدائها أناشيد كثيرة، منها ما كان على شكل عمل متكامل كشريط ((عياش والوطن)) الذي كتبته كله: شعراً وسيناريو، وشريط ((خنساء فلسطين)) الذي شاركني في كتابة بعض أشعاره الشاعر خليل عابد، وقريباً إن شاء الله سيصدر شريط عن الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله كنت قد أعددت فيه السيناريو وشاركني كتابة الأشعار فيه الشاعران خليل عابد وياسر علي.
الشريط من إنتاج شركة غولدن فيجن، وستنفذه وتشرف عليه شركة الصوت الجديد في عمان بكادرها المتميز.
وهنالك شريط آخر كتبت كل أناشيده وهو بعنوان ((أرائك الورود))، والذي يتناول معاناة الطفولة تحت الاحتلال.
أما أغلب القصائد التي كتبتها للنشيد، فقد كانت متفرقة في أعمال مختلفة يزيد عددها عن المائة لا أستطيع حصرها لك في هذه العجالة.. لكن يرد في ذاكرتي نشيد ((شمس تقبّل روحه)) في شريط ((صقر الكتائب يحيى عياش))، وأناشيد ((راجع، البارحة مريت، الله يا راعي السما، ما يهون عليّ)) في شريط ((لحن الغربة)) لفرقة روابي القدس، وأناشيد ((يا مد الغضب الجبار، الشيخ في سكناته، آتون)) في شريط ((تحية وطن)) الثاني، أنشودة ((يا حبيبة)) في شريط ((هذي أيادينا)) لفرقة السراج الفنية، أغنية ((نامي يا حلوة يا صغيرة)) التي نُفذت على شكل فيديو كليب، ومجموعة أناشيد لبرنامج تلفزيوني بعنوان ((طفولتي والحجر))، وأغنية ((أبحث عنكم)) التي فازت بالجائزة الذهبية عن أغنية الطفل في مهرجان القاهرة التاسع.. وغيرها.
وكذلك كتبت مجموعة كبيرة من أناشيد الأطفال، كان آخرها شريط أسميته ((رنيم)) على اسم ابنتي، ويحوي إحدى عشرة أنشودة لأطفال الروضة.
أما سؤالك عن تقييمي لهذه التجربة، فمن الناحية المعنوية أعترف أنها تجربة غنية أعطتني أضعاف ما أعطيتها، من خلالها كان تواصلي مع قضيتي وشعبي رغم البعد والشتات. فكم أشعر بقيمة ما أكتب حينما أعلم أن مجاهداً أو شهيداً سمع أو حفظ نشيداً من كلماتي.. أو عندما يصلني دعاء صادق من قلب أم مؤمنة رائعة كأم نضال فرحات.
أما التجربة في ذاتها ومستواها فلا تزال غضة، تشرئب للقلوب المؤمنة، عساها تكتمل بنبضها. وأحمد الله تعالى أن أسبغ علي نعمة الشعر.
- هل يؤثر كونك امراة عاملة متزوجة وأمّ على إنتاجك، وكيف توفقين بينه وبين تخصصك العلمي وبين واجباتك الكثيرة؟
بالنسبة لي، كتابة النشيد تعتريها مشقة وعناء، إذ أنها بحاجة مني إلى استنفار كل حواسي للبحث عن نغم يحتمل أفكار الموضوع الذي أنا بصدده، واضعة بعين الاعتبار حاجات الملحن والمنشد. إضافة إلى أن بعض الأعمال التي تتناول سيرة الرموز والشهداء بحاجة مني إلى بحث ودراسة للإحاطة بتفاصيل تعينني على خلق أجواء للشعر. وهنالك أمر آخر وهو الالتزام بمواعيد محددة لتسليم العمل يجعلني في حالة توتر دائم، فالشعر لا يأتي حين أطلبه.. بل يتمنع في أحيان كثيرة. الأمر ليس سهلاً كما تلاحظين، لكني أحاول أن أستغل أوقات الفراغ القليلة التي تتاح لي كي أنشغل بالكتابة مع تفهم وتشجيع كاملين من زوجي جزاه الله خيراً.
- رسالة توجهينها للمراة المسلمة؟
أن تثق بأن الله سبحانه وتعالى قد منحها قدرات خاصة لو أوّلتها بعض اهتمامها ورعايتها لكان بوسعها أن تفعل الكثير لأمتها. أن لا ترضى بأقل من الإتقان والتميز في عملها، وأن تؤمن بأنها قادرة على التغيير للأفضل سواء في نفسها أو فيمن حولها، وأن لا تركن إلى السهل والرضى بالحال، فهذا الضعف بعينه.
إن الأمة بحاجة إلينا كما لم تكن من قبل، ولنتذكر جميعاً أننا على ثغرة من ثغور الإسلام فلا تؤتين من قبلنا. هي أمانة سنسأل عنها فلنبقَ دائمات التذكير بها ولْنسعَ لتأديتها بكل ما أوتينا من طاقة في الجهد والمعرفة..
ورسالة خاصة إلى فتياتنا الحبيبات للاهتمام باللغة العربية وآدابها وقواعدها مهما كان توجهها أو تخصصها الأكاديمي، ففي لغتنا جمال لا يعدله جمال. ومن يدري! فقد تكتشف في ثنايا نفسها أديبة مبدعة يكون لها شأن عظيم في الأدب.
_______________
* صحفية فلسطينية
الأستاذة الشاعرة مريم العموري..حياك الله
نورت واتا ونسأل الله أن يطيب بك المقام بيننا..
رحبوا معي يا أهل و شعراء واتا..
المفضلات