[color="navy"][/color]
بسم الله الرحمن الرحيم
الخميس 6 جمادى الأولى 1430
إن للإعلام أثره المباشـــر والقوي على فئة غالية وعزيزة على قلوبنا تلك الفئة هي فئة الأطفال ولقد أكد على ذلك العلامة { دورز } حيث
قال :
إن وسائل الإعلام فعالة جداً ، ولها تأثيرها على الأطفال ، حتى وإن لم يكن لهم معرفة سابقة بالقضايا التي تثيرها هذه الوسائل .
وهذا يجسِّـــــــــد القدرة الفائقة لوسائل الإعلام على بناء شخصيات الأطفال وصياغة توجهاتهم ، وخاصة بعد ثورة المعلومات والاتصال
التي فتت العلاقات الإجتماعية والتي قسَــــمت العالم إلى مجموعات صـــغيرة جـــداً .
ففي الأسرة الواحدة بدلاً مِنْ أن تجتمع وتسمع وتشاهد برنامجاً واحداً جعلت كل واحد يسمع ويرى مايشاء دون المساس بحرية الآخرين .
ونظراً لأن ما يُقــدم من خلال أجهزة الإعلام الغربية لا يتلائم وعقائدنا وقيمنا وعاداتنا ، لذا فقد تنبه بعض مثقفينا إلى خطورة ذلك ونبهوا
لذلك التحدي الخطير بل وحذروا من نتائجه ، حيث أن في فضائنا العربي اليوم عدد لا يستهان به من القنوات التي تبث ليل نهار ودخلت
هذه القنوات بيوتنا رغم الأنوف وغدت جليساً للملاين من أطفالنا ذكوراً وإناثاً .
ومن هنا جاء الاهتمام والتنبيه لبحث العلاقة بين القنوات الفضائية وأطفال مجتمعنا ، والعجيب في الأمر أن هناك من يقلل من الآثار السلبية
لتلك القنوات الفضائية الغريبة على سلوك وتنشئة فلذات أكبادنا ، بل ويتهمون مَنْ يتحدث عن هذه الآثار بالمبالغة والتخويف اللذين لا
مســــوغ لهما .
وهؤلاء في نظري مخطئون وغير مصيبين فالآثار المحسوسة للبث التلفزيوني بعامة على الأطفال لم يعد فيه مجالٌ للشك .
ولا يتوقف التحدي الإعلامي الذي يواجهه أطفالنا في العالم العربي عند حد البث التلفزيوني المباشر ، بل تعدى ذلك إلى كافة المجالات
الإعلامية الأخرى فالكلمة المقروءة التي توجه للطفل العربي تحمل من المضامين ما لا يتلائم مع ما نصبو إليه ، ويحقق أهداف الغزو
الثقافي والفكري ، فتقدم لأطفالنا على شكل مطبوعات جذابة وحكايات مسلية وهذا ما ينطبق على الكتب والبرامج ، وهذا مما يمهد
للسيطرة على أفكارهم وطريقة سلوكهم مستقبلا فيصبح الطفل رافضاً لنوعٍ معينٍ من الطعام أو اللباس بل وطريقة التفكير في موقفٍ معين .
وبنظرة فاحصة عن الملبوسات التي برتديها الأطفال الآن وخصوصاً البنات تشكل نوعاً من التحدي الصارخ لثقافة هذه الأمة فبالله عليكم هل
كان أطفالنا في الماضي يلبسون ما نراه الآن ؟
بالطبع لا فكان الأب والأم بل الطفل نفسه يخجل من هذا .
ياسادة :
إن التخطيط لهذا تم ويتم بدقة لتنشئة أطفالنا على ما هـم يرغبون ، لذا وجب التنبيه لهذا الخطر ، وبعد عرض المشكلة وواقعها ومستقبلها
على حضراتكم أقول :
وجب على مَنْ له علاقة بالطفل أن يدقق النظر فيما يقدم له من كتب ورسوم متحركة وبرامج تلفزيونية .
الله أسال أن يحفظ فلذات أكبادنا من الردة والتمرد على ثراثنا وتقاليدنا العربية الأصيلة .
دعوة مخلصة أقدمها لحضراتكم بأن ننتبه . والله الموفق والهادي للطريق المستقيم
محبكم
حســن عبدالحميد الدراوي
المفضلات