الشهادة أم الخبرة .. قصة قصيرة
لدي صديق يعمل في تطوير قواعد البيانات منذ حوالي 15 عام ويعتبر مرجعا في هذا المجال. وكان لا يهتم بالحصول على أي شهادة في تخصصه إلا بعد مرور سنة على الأقل من طرح هذه الشهادة. كان من رأيه أن أفضل طريقة للنجاح في أي امتحان هو أن يعمل ويعمل ثم يعمل وبعد ذلك “يتسلى” بالدراسة للإمتحان وبذلك يضمن النجاح. وأعتقد أنه لم يجانب الصواب أبداً. وأضيف أنا إلى رأيه أنك إذا عملت وعملت ثم عملت دون أن تواجهك مشاكل أو صعاب في ما عملته فهناك بالتأكيد مشكلة كبيرة لديك!! ويجب عليك إعادة النظر في طريقة عملك!!!
بإختصار إذا لم تواجهك مشاكل فقم أنت بصناعة هذه المشاكل… في عالم الكمبيوتر والشبكات من المستحيل على أي كان أن يوجِد بيئة عمل خالية نهائياً من المشاكل، حتى ولو في أهنأ أحلامه. (لو وجدت هذه البيئة أصلاً لما وجدنا عملاً لمدراء الشبكات وغيرهم).
في منهاج ميكروسوفت الرسمي MOC تجد مثلاً خطوات بالتفصيل الممل عن كيفية تنصيب نظام ويندوز، لكن في الإمتحان سوف تُسأل عن الألف وخمسمائة سبب التي جعلتك تفشل في تنصيبه. والأهم من ذلك أنك لا تريد أن تفشل منذ أول سؤال يوجه لك في المقابلة التي يتوجب عليك حضورها للحصول على عمل. قد ينبهر صاحب العمل عندما يقرأ سيرتك الذاتية ويشاهد كمّ الشهادات التي تحملها، ولكن يبقى عليك أن تبهره بعملك وقدرتك على حل المشاكل وهذه لن تتأتى إلا بالتدريب والخبرة المكتسبة. وليس بالقراءة النظرية وحفظ حلول الأسئلة على غرار أسئلة testking.
قد تسألني ما الحل إذن إذا كنت لا أعمل وأنا أصلاً أحتاج إلى الشهادة لتساعدني في إيجاد فرص عمل؟ هناك كم هائل من المصادر التعليمية الرائعة التي تفي بالغرض على الإنترنت أهمها أقراص الفيديو التعليمية CBT Nuggets, Learn Key,Test Out كذلك ليس صعباً ولا مكلفاً جداً هذه الأيام أن تقوم بإنشاء مختبر تدريب صغير لديك مع شبكة منزلية. وهو بأي حال من الأحوال لن يكلفك أكثر بكثير من رسوم دورة من الدورات في أحد المراكز.
إذن الشهادة أم الخبرة؟ الإثنتين معاً.. فالشهادة لا يجب أن تكون هي الغاية بحد ذاتها. وإلا ستجد نفسك في موقف لا تحسد عليه عندما توضع على المحك. وهذا المحك قد يكون أول سؤال يوجه إليك في مقابلة العمل. لأنك ستدخل إلى المقابلة وقد يطلب منك أداء مهمة عملية، وبالطبع دون أن يكون معك testking.
المفضلات