بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع المقال : الانفتاح الثقافي
النص :
من المهم جداً أن نعرف كيف نننشئ أطفالنا ، وكيف نبني شخصياتهم ، وماذا نقدم لهم من ثقافات ؛ حتى تتشكل مواهبهم وشخصياتهم وتصبح سوية وذلك لأن لكل أمة من الأمم واقعها وحضارتها وقيمها ، فلا يصح في أي مقياس أن تؤخذ التجارب من بيئات مجردة من شروطها الاجتماعية والتاريخية والثقافية والحضارية لننشرها في بيئات مغايرة ؛ لأن ذلك يعتبر نوعاً من أنواع التقليد الممجوج ، وهذا إعتساف يقضي إلى الخسران والضياع ،
فمن المهم معرفة أن الانفتاح على ثقافة الغرب دون ضوابط في مجال الكتابة للأطفال هو وسيلة هدم لأبنائنا وطمس للهوية الثقافية للطفل .
بل تغريب للطفل في مجتمعه وبيئته فيصبح متنكراً لمجتمعه ، رافضاً له ولتقاليده ، لأنه يعيش بروحه في ثقافات أخرى يحاكيها وينتسب إليها فيدمر نفسه ومجتمعه .
ولا يعني ذلك أن نرفض كل الكتب أو الثقافات لمنظار افحص والنقد والتمحيص للتأكد من عدم إصطدامها بقيم المجتمع وآدابه ، أو تنمية قيم أجنبية لا تتفق وديننا أو عاداتنا وقيمنا .
ولهذا فإننا نؤمن بالاستفادة من خبرات الآخرين ومن معارفهم وعلومهم ولكن بضوابطنا نحن ،
فنحن نرفض أن نكون كـحطاب ٍ بليل لا يفرق بين أخضر ويابس ، بل نقر بالاستفادة من الآخرين بعد وضع تجاربهم وعلومهم وثقافاتهم تحت المجهر وذلك لتحليلها والإحاطة بأبعادها ؛ فإذا وجدناها تتلائم وقيمنا وواقعنا وأهدافنا أخذناها وأفدنا منها وجعلناها بعضاً من مكاسبنا .
ومما لا شك فيه أن لثقافة الكاتب وخبرته وإتجاهاته أثراً في إبداعه وتوجهاته ، لذا فلا غرابة إذرأينا بعض الكُتَّاب يتجهون إلى الأصول والثوابت الإسلامية لينهلوا منها ويقربوها إلى أذهان أطفالنا وهناك البعض الآخر ممن يتجه لإلى منجزات العلم فيوظفها في أدبه وإبداعه ، أو يستشرف ما يمكن أن يأتي به المستقبل من تكنولوجيا ، أو مَنْ يتخذ الكواكب وأعماق البحار وباطن الأرض بيئة لأحداث قصصه ورواياته أو مَنْ يسمح لخياله بالانطلاق حتى يصور لنا عوالم ليست واقعية ولكن يمكن تصويرها ، أو مَنْ ينمي لدى الطفل استحضار صور لم يسبق إدراكها من قبل .
إذ أن على الأدباء وممن يكتبون للأطفال أن ينهلوا من تراث هذه الأمة العريقة .
*********************
خالص التحية والتقدير
محبكم
حسن عبدالحميد الدراوي
المفضلات