أعزائي الكرام
يقول المثل" العادة في البدن لايغيرها حتى الكفن" لذلك فأرى نقاشكم إن سمحتم لي بأنه هل الدجاجة أولا أم البيضة؟
وهنا أورد مثلا شائعا في العراق يقول" أرمها برأس عالم تخرج منها سالم" أي بمعنى أنك عندما يشتبه عليك أمرا بين الحلال والحرام فأسأل عالما دينيا لتخرج منها سالما ، وهذا مايفعله لنقل البعض ممن يعتبرون زواج المتعة حلالا ، وتلك والله مصيبة كبرى يستشري من خلالها الفساد والعهر بأسماء وعناوين أسلامية، حاشى أن يكون الأسلام قد شرع لها وأباحها، ولكن البعض أراد أن يمارس الرذيلة على هواه فأبتدع طرقا خاصة أعتمادا على حالات خاصة جدا لايمكن تعميمها لتطغى على سلوكيات مجتمع بأكمله وخاصة فيما يخص منظومة أوصانا الله بأتباع تعاليمه ألا وهي منظومة الزواج والذي من خلاله يمكن الحفاظ على المجتمع الأسلامي من التفسخ والأنحطاط كما نرى اليوم المجتمعات الغربية وحالها في تفشي العهر والفساد الذي سيؤدي بالنهاية الى نشوء مجتمعات خالية من كل المقومات الأنسانية والدينية لأفتقادها الى عنصر الزواج الحقيقي الباني لمجتمع متكامل خالي من الظواهر اللاأخلاقية والشاذة.
*لقد منحنا الله العقل لنعلم من خلاله عن الكثير من الظواهر من حولنا دون اللجوء للعلماء وأيضا منحنا الفسحة الكاملة لأستشارتهم في الأمور المشتبه بها ولكن هل نتبع الجهة الموثوق بها في حال حاجتنا للنصيحة؟
تلك هي مشكلتنا ، فهنالك الكثير ممن يعلمون أن المتعة حرام لكنه ولكونه يريدها بشدة فأنه يذهب الى عالم ما يعرف جيدا رأيه بهذه القضية ليعطيه الصلاحية الكاملة بممارسة الرذيلة بطرق شرعية .
لقد أفاض الأخوة بالكثير من الأحكام الشرعية حول الموضوع ولكن هل أتعض من بقلوبهم مرض ؟
بالطبع لا، فمن الذي يستطيع كبح جماح شهوته الجنسية ليتمسك بقوانين الأسلام حاله كحال من يزني دون نصيحة شرعية فالجميع في النار مع من منحوهم ذلك الحق الذي لم يمنحه الشرع والدين لأحد إلا لسبب قاهر ووفق أصول ثابتة تقترب كثيرا من الزواج الحقيقي الشرعي.
هذا فيما يخص زواج المتعة أما تلك الأفعال الفاسقة والتي لايمكن أن يحللها إلا الفاسق الفاجر فلانقاش حولها من أنها تهز عرش الرحمن وهو ظلم وبهتان كبيرين ،فما فرق تلك المواقع التي تنشر تلك الفتاوى عن مواقع الرذيلة والفساد؟
هذه المشكلة تحل فقط بالقانون ، وعلى الدول أن تشرع قانونا صارما لمعاقبة مرتكبي هذه الفواحش كما يعاقب الزاني ، ومن لم تكتشف جريمته فأن الله بالمرصاد وسيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون. *
المفضلات