المفكر العربي الكبير عزمي بشارة يزور سوريا/محافظة السويداء/
سورية هي الوحيدة التي راهنت على المقاومة ..استهداف فلسطين هو استهداف للأمة ولبلاد الشام
قام بزيارة سورية /محافظة السويداء/ المفكر العربي د.عزمي بشارة،مقدماً ندوة حوارية تحت عنوان "حوار مفتوح" تحدث فيها عن الواقع العربي الراهن ومشكلة فلسطين والعراق،تحدث فيها حديثاً فكرياً سياسياً مشبعاً بالمشاعر مثقلاً بمرارة الواقع العربي وكان المشروع القومي العربي ماضياً وحاضراً ومستقبلاً هو محور الحديث وقد حرص على أن يؤكّد أنه لا بد من طرح أمور أساسية بعد أن أضاعت كثرة التفاصيل جوهر المسائل. وقد عرض المفكر بشارة لمشاكل المجتمع العربي عندما يكون دون دولة واصفاً تخلف المجتمع أنه أكثر استبداداً من استبداد الدولة وهو الأمر الأكثر وضوحاً في العراق ولبنان,وطالب الذين اعتبروا الخطاب القومي لغة خشبية أن يقدّموا البديل. مؤكداً عجز الدولة القطرية وضياع الطاقات في الحالة العربية فالبداية كما يرى تنطلق من حل المسألة القومية العربية,منوهاً باعتراف الغرب بالأقليات الطائفية وعدم اعترافهم بالأكثرية العربية حيث أن القومية بالأساس تستند إلى اللغة والثقافة أولاً، وهي هوية المجتمعات فالقومية هي الهوية السياسية الصالحة لتشكيل جماعة وإذا لم تحل هذه القضية لن تحل مشكلة التعددية الحزبية وستبقى في مضمونها تعددية طائفية فالعشيرة لا تشكل جماعة سياسية ولا تصلح أساساً لوحدة المجتمع وأن القضية العربية لن تتحرك خطوة دون حل المشكلة القومية وأنه لكل مجتمع مصالحه ولا نجد من يمثل مصلحة المجتمع ككل إذ لدينا مجتمعات هي الطوائف.
وأضاف أنه عبر القومية يمكن الحديث عن الديمقراطية فالديمقراطية الحقيقية ليس فيها أخوة طوائف بل فيها أخوة مواطنون وفي النظام الطائفي لا توجد أمة يوجد توافق أمم تحت سلطة دولة مركزية ضعيفة ورأى بشارة أنه لا وجود لأمة لا وجود لمواطنة ولا مجتمع مدني دون دولة ولا مواطن دون دولة فالرابطة السياسية الحديثة هي الأمة ومسألة هوية القومية العربية لم تعد موضوع نقاش,منتقداً الترويج لفكرة أن الإيديولوجية القومية هي أيديولوجية أنظمة وأنها فشلت مع فشل محاولات الوحدة العربية, ومؤكداً أن تجاهل الوحدة العربية أثر على قضية فلسطين وأن كثيراً من القضايا ومنها قضية فلسطين تحل عندما تحل مشكلة هويتنا العربية وتكون واضحة بالأذهان وذلك يتطلب أن نعمل لأنفسنا بأنفسنا مشيراً إلى أن استهداف فلسطين هذا الجزء من بلاد الشام هو استهداف للأمة العربية وبلاد الشام منوهاً لمواقف سورية الداعمة للمقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني مشيراً إلى تواطؤ بعض الأنظمة ضدها وتساءل كيف يمكن أن تقف ضد المقاومة في أرض فلسطين نفسها منتقداً شعار أن الدولة أولاً الذي طرحته بعض القوى السياسية اللبنانية والأردنية وأن القصد منها هو الابتعاد عن العروبة وتفتيتها ومحاولات البعض التنصل من دعم المقاومة في غزة وربط مقاومة العراق بجزء من مجتمع,ومستذكراً بطولات ومواقف قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش وعبد القادر الجزائري وعبد الكريم الخطابي حيث المقاومة تشكل جزءًا من هويتنا موضحاً ضرورة تعزيز خيار مقاومة الاحتلال, وأشار إلى أن مقاومة الشعوب العربية للاحتلال كانت وراء دحر حكومة المحافظين الجدد وأن سورية هي الوحيدة التي راهنت على المقاومة عندما قالت لا "لكولن باول" موضحاً أنه يتوقع ورطة للولايات المتحدة في أفغانستان وأن مصالح أمريكا لم تتغير ولا صانع القرار تغير,منتقداً الخلافات التي تنشأ على اقتسام وزعامة الطوائف. وأختتم بشارة محاضرته بالشكر مؤكداً أنه يشعر أنه في بلده بين أهله وذويه ولا يعترف بأي حدود تفصل بين أبناء الأمة.
السيد محافظ السويداء يسلم د.عزمي بشارة الدرع
المفضلات