مرحبا.. أشكرك أستاذ عامر على طرح هذه القضية الهامة وعلى إتاحة هذا الفضاء الفكري الذي أتمنى أن يكون دائما نزيها وراقيا وبعيدا عن أي تشنجات عاطفية. أنا أضم صوتي للذين يقولون باغتراب الأكاديمي في وطنه, لأنها بالفعل مشكلة مؤرقة لمعظم الأكاديميين وهي تعوق مشروعنا التنويري الذي دفعنا من الأساس إلى الاتجاه للحياة الأكاديمية. وأريد أن أطرح قضية قد تبدوا جانبية ولكننا نحن أكاديمي دول الخليج غالبا ما نعاني منها, فكثير من أكاديمي دول الخليج العربي يهمشون علميا كوننا ننتمي إلى دول بترولية, وهذه قضية شائكة, يمكن أن نفرد لها مساحة أخرى للحوار لأننا نعامل وكأن أوطاننا حرم عليها أن تنتج المفكرين, بالرغم من أن دول الخليج جزء لا يتجزأ من الوطن العربي, وخيرات الخليج هي للعرب أولا وأخيرا, حتى لو شاءت بعض السياسات غير ذلك. ما أريد إيصاله هو ان الأكاديمي الخليجي يعاني مثله مثل أي أكاديمي عربي آخر داخل بلده, فنحن نشعر أيضا بالاغتراب في أوطاننا. وفي جامعاتنا المحلية نجد أن غير المواطن سواء كان عربي أو غير عربي هو بالضرورة المفضل لأن مغني الحي لا يطرب, ولأسباب سياسية أو شخصية يفصل بعض العمداء الأكاديمي غير الوطني, فيشعر الأكاديمي المخلص بالاغتراب في وطنه وخارج وطنه. فعندما يرتفع اسم الأكاديمي الخليجي في المحافل الدولية ويظل مغتربا في وطنه وفي البلدان العربية لأنه من دولة بترولية فهذا كارثة.. أنا أنادي بعالمية المفكر, وهذا ما تعلمناه من آباءنا العرب والمسلمين الذين رفعوا العلم إلى أعلى مراتبه عندما ترفعوا عن النزعات العرقية, وكانوا قدوة للعالم في حمل مشاعل المعرفة الى درجة لم يعرفها العالم قبلهم ولا بعدهم. لا زال العالم الانجلوسكسوني يحرف أسماء المفكرين والعلماء وأسماء الدول ويحرف التاريخ ليعود بالعلوم إلى الأصول الأوروبية متجاهلا ان الحضارة الإنسانية هي حضارة تراكمية, وان ما يجري من تعصب عرقي هو جهل في حق الإنسانية, فالعلم يجب أن يرتقي فوق العصبيات. ونحن عندما نريد أن ننصف الأكاديمي العربي, نريد أن ندافع عنه بصفته إنسان حر ومفكر لا ينتمي الى سقف سياسي يمنعه من أن يطلق العنان لفكره في صالح التنوير وفي صالح السمو الإنساني. د. هدى المطاوعة
المفضلات