بسم الله الرحمن الرحيم
أبو بكر الصديق إمام العترة النبوية
نقلت المراجع العديدة وكتب اللغة مستشهدة بأن العترة غير محصورة بالنسب الأدنى، والنقل من تاج العروس؛
"قول أَبي بَكْر رضي الله عنه "نَحْنُ عِتْرَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عليهِ وسَلّمَ التي خَرَجَ منها، وبَيْضَتُه التي تَفَقأَتْ عنه، وإِنّمَا جِيبَت العَرَبُ عَنَّا كما جِيبت الرَّحَي عن قُطْبِها"
قال ابنُ الأَثِيرِ: لأَنّهم من قُرَيْش. والعَامّةُ تَظُنّ أَنَّهَا وَلَدُ الرَّجُلِ خاصَّةً، وأَن عِتْرَةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَلَدُ فاطِمَةَ رضي الله عنها، هذا قول ابن سيده.
ومنه حَدِيثُ أَبي بَكْر رَضْيَ اللهُ عنه "قال للنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسلّم حينَ شاوَرَ أَصحابَه في أُسَارَى بَدْر: عِتْرَتُك وقَوْمُك" -أَرادَ أصلك وقومك على التعميم، وعلى التخصيص- أراد بعِتْرَتِه العَبَّاسَ ومَن كانَ فيهِم من بني هَاشِم، وبقَوْمِه قُرَيْشا" ليستعطفه عليهم، فيبقيهم ويقبل الدية منهم.
"العِتْرِةُ: نَسْلُ الرَّجُلِ وأَقْرِباؤُه من وَلَدٍ وغَيْرِه. قيل: عِتْرَةُ الرَّجُلِ: رَهْطُه وعَشِيرَتُه الأَذْنَوْنَ، أَي الأَقْرَبُونَ مِمَّنْ مَضَى وغَبَرَ،
وقال أَبو عُبَيْد، وغَيْرُه: وعِتْرَةُ الرَّجُلِ، وأُسْرَتُه، وفَصِيلَتُه: رَهْطُه الأَدْنَوْن.
وقال ابنُ الأَثِيرِ: عِتْرَةُ الرّجُلِ: أَخَصُّ أَقارِبِهِ.
وقال ابنُ الأَعرابيّ: عِتْرَةُ الرجلِ: وَلَدُه وذُرِّيّتُه وعَقِبُه من صُلْبِه،"
وإنما سموا بالعترة لأنه يتأثرون به، ويستجيبون له عند الاستنجاد بهم، وينتصرون له، وأشدهم عصبية له من كان أكثرهم قربًا منه.
وهذا الأمر يصح مع أي رجل له مكانة بين قومه،
وفي النظام القبلي فإن عترة الرجل كل قبيلته لأنها هي التي تحميه وتدافع عنه أمام القبائل الأخرى، والقبيلة تتكون من عشائر عدة.
وعند الخلاف بين العشائر تكون عشيرته هم عترته،
وعند اختلاف الفصائل تكون أسرته ورهطه الأدنون هم عترته ،
فالعترة تتحدد بمن يمدهم ويمدونه، ويقفون معه، ويقف معهم،
لذلك تباين قول علماء اللغة في تحدي المقصود بالعترة،
ولكن الأمر مع النبي صلى الله عليه وسلم مختلف جدًا؛ فهو يحمل دعوة دينية وليس دعوته قبلية، أو أسرية؛
فالمهتم بأمر صلى الله عليه وسلم؛ هم جل أصحابه وأتباعه؛
منهم من كان من أقربائه الأدنين؛ كعلي وحمزة والعباس رضي الله عنهم،
ومنهم من قبيلته وعشائر قريش؛ كابي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير رضي الله عنهم،
وقبائل قريش كلها ترجع في نسبها إلى أب واحد،
ومنهم من لم يكن من أهل مكة كلها، وخاصة الأنصار؛ أهل المدينة من الأوس والخزرج، ومن لحق بهم من قبائل العرب،
ومنهم لم يكن عربيًا في الأصل؛ كسلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وصهيب الرومي،
أو كان نصرانيًا أو يهوديًا فأسلم وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم،
وكلهم جميعًا ممن تفانى في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستجابة لأمره، والدفاع عنه،
والصبر على المشقة والجوع والخوف بجانبه، وقاتلوا فيه الآباء والأبناء والعشيرة،
فهم بحق عترة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الذين حفظوا ميراث النبوة،
وكان مسكن غالبيتهم في المدينة المنورة؛ ففيها تربوا على يديه، وأخذوا من علمه وخلقه عليه الصلاة والسلام.
ولهذا الحال كان خلط بين عِترة النسب
المفضلات