(مارك توينْ) الصهيوني(Mark Twain)
(مارك توينْ) صليبي:
"أبو الأدب الأميركي" لقب أطلقه النقاد والأدباء على الكاتب الأميركي الأشهر (مارك توينْ) (Mark Twain) (1835-1910) لما لكتاباته من أثر وانتشار.
وكان (مارك توينْ) يعاني من حقد شامل على الإسلام وأهله، إذ على الرغم من أنه معروف بفكره الليبرالي المتحرر من أي دين، فإنه إذا تحدث عن الإسلام والمسلمين يبدي تعصبا دينيا غريبا. وقد امتزجت في عقله تحيزات دينية موروثة عن العصور الوسطى.
وكان (مارك توينْ) يعاني من ازدواجية في الموقف السياسي إذا تعلق الأمر بالمسلمين؛ إذ على الرغم من أنه عُرف بمعارضته الغزو الأميركي للفلبين، وبكتابته ضده، وبإدانته الأخلاقية له، فإنه كان يمقُت الدولة العثمانية المسلمة، ويعبر عن أمنيته في رؤيتها تفنى على أيدي الروس[1].
وكان (مارك توينْ) يعاني من استعلاء عرقي وروح امبريالية موروثين عن (ق19م)؛ فقد وصف كفاجرٍ النساءَ العربيات في (طنجة) و(بيروت) و(الناصرة) بأنهن "يشبهن المومياء" [2] وأنهن يخفين وراء لباسهن "قبحا مهلكا" [3].
وقد شهد الباحث الفلسطيني (إدوارد سعيد) على أن (توينْ) كان من الأدباء الأميركيين المتتبعين للعورات؛ الذين تعمدوا إغفال الحديث عن أي أمر إيجابي في المجتمعات العربية والإسلامية [4].
(مارك توينْ) صهيوني:
سافر (مارك توينْ) عام (1867م) إلى فلسطين في رحلة بحرية مرت بـ(أوربا) و(المغرب)، وكتب رسائل كثيرة عن رحلته جمعها فيما بعد في كتابه "الأبرياء في الغربة" [5]، وظل هذا الكتاب أوسع كتب الرحلات الأميركية انتشارا خلال مائة عام [6].
والمتأمل في كتاب (توينْ) يجد تحيزا صهيونيا، وضيق أفق في النظرة إلى (فلسطين)، على الرغم من أنه ذكر حكمة جميلة في صدر كتابه، يقول فيها: "إن "السفر قتَّال للجهل والتحيز وضيق الأفق" [7].
وقد دفعته صهيونيته، المدعمة بجهله الإسلام، إلى ادعاءات غريبة منها:
1. المسلمون يعتقدون أن بمدينة (القدس) عمودا فخاريا سيجلس عليه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة ليحكم على أعمال البشر. ثم يعلق (توينْ) على جهالته بقوله "ليته حكم عليهم من أحد الأماكن في موطنه (مكة)، ولم يتجاوز الحدود إلى أرضنا المقدسة" [8].
2. المسلمون بـ(القدس) يؤمنون بأن "البوابة الذهبية" في سور (القدس) إذا انهارت فسينهار معها الإسلام و(الإمبراطورية العثمانية)، ثم يعرب (توينْ) عن غبطته بالتصدع في البوابة المؤذن بقرب الانهيار الكبير [9].
3. يصف (توينْ) مثلا إحدى زيارته مع زملائه لأحد المساجد في (فلسطين) ويذكر كيف مشى (الحُجاج الأميركيون) على بساط المسجد دون خلع نعالهم "وكان ذلك بمثابة تقطيع لقلوب أولئك (العرب)" حسب تعبيره. ثم يعلق بقوله: "إن المشي بالنعال على سجادات الصلاة المقدسة -وهو أمر لا يفعله العربي أبدا- قد آلم هؤلاء الناس الذين لم ينالونا بأي سوء. افترضْ أن جماعة من الغرباء المسلحين دخلوا كنيسة في إحدى القرى (الأميركية) ثم خلعوا بدافع الفضول فسيفساء المرمر التي تزين المذبح، ثم صعدوا ووطأوا بأقدامهم على الكتاب المقدس..." لكن (توينْ) لا يجد مبررا لهذه المقارنة، وسرعان ما يؤكد أن "الأمر مختلف تماما، فهنالك فرق بين تدنيس معبد لديننا وبين تدنيس معبد وثني" [10] يقصد المسجد.
4. كتب عن الحراس (العرب) المرافقين لقافلته في (فلسطين)، فقال: "إنه لأمر مخزٍ أن يكون (المسيحيون) البيض المسلحون تحت حراسة حشرات كهذه ضد قطاع الطرق في الصحراء" [11]
5. وأبدى (توينْ) إعجابه بأحد الحجاج الأميركيين يدعى (غريمس) (Grimes) لأنه كان لا يراه إلا منحنيا يبكي على (أيقونة مسيحية) أو مسددا بندقيته لقتل أحد (العرب) [12] حسبما يزعم [13].
الحواشي:
Twain, The Innocents…, p.452
Twain, The Innocents…, p.442
Twain, The Innocents…, p.88
Edward Said, Orientalism (New York: Vantage, 1979) p.290
Mark Twain, The Innocents Abroad, Fictionwise E-books, Classic Literature series, 2003.
Bruce Michelson, “Mark Twain the Tourist: The Form of The Innocents Abroad” American Literature, Vol. 49, No. 3. (Nov., 1977), p.385
Twain, The Innocents Abroad, p.677-678
Twain, The Innocents…, p.604-605
Twain, The Innocents…, p.605
Twain, The Innocents…, p.559
Twain, The Innocents…, p.612
http://www.chihab.net/modules.php?na...ticle&sid=2205
Twain, The Innocents…, p.547-548
المفضلات