الإحتلال لا يفهم إلا لغة القوة وضرب المصالح وانتزاع المواقف
وحرب الفرقان انتهت بانتصار المقاومة
أعطت للعرب والمسلمين قبل اليهود دروساً في الصمود والثبات
في الكرامة
فيما يلي حصاد حرب الفرقان حتى الآن:
1ـ كسب الجهاد الفلسطيني رضا الله تعالى ـ نحسبهم كذلك ـ بموقف الثبات، والصمود، الذي ضرب
أروع المثل للعالم الإسلامي، والعالم بأسْـره، ولو لم يكن لهـم إلاَّ هذا المكسب العظيم لكفاهـم.
ولاننسى أن في مثل هذه المواجهات بين قوّة مقاومة محدودة، وجيش مدجّج بكلّ أنواع
السلاح، وأخطره، يكون نصر المقاومة في بقاءها فحسـب، ولهذا فهي
منتصـرة نصرا عظيما بحمد لله تعالى.
2ـ كسب الجهاد الفلسطيني خبرة عظيمة في القتال، بسبب هذه الحرب التي دخل فيه ثلث
الجيش الصهيوني غزة، ولا يزال خاسئا فاشلا.
3ـ أثبت للعالم أنّ فئةً قليلةً متوكلةً على الله تعالى، متسلحةً بعقيدة الإيمان، تغلب فئة
كثيرة بإذن الله تعالى، فتأمَّلوا كيف أنَّ الجيش الصهيوني اكتسح سيناء التي تكبر
غزة بـ 170 مرة، في عدة ساعات هازما كلَّ الجيوش العربية عام 1967م،
بينما لا يزال عاجزاً، يتراجع أمام هجمات المجاهدين في غـزة.
4ـ كسب دعم وتعاطف الأمَّة، وكذلك غير المسلمين ،وقد رأينا كيف أنّ العالم
بأسره يهتف لغـزَّة.
5 ـ كسب خبرة سياسية، وفائدة عظيمة، بإنكشاف المؤامرات، وتباين المواقف
من صمود أهل غزة، وهذا يشمل حتّى وسائل الإعلام التي أظهر البعض
منها من فضائح العمالة ما أزكـم الأنـوف.
6ـ وضع الإسلام حضارةً يعيش العالم بأسره صراعها، ويتنفَّس قضاياها شاء أم أبى.
وحصـل للصهاينة ما يلي:
1ـ خسروُا كلَّ ما بنوْه من مكر سياسي للتقارب مع شعوب المنطقة، فصار دمار
غزّة، يبني مشاريع الثأر، والإنتقام، من الصهاينة في كلِّ العالم الإسلامي، وأصبحت
مشاريع الخداع التي يطلق عليها زوراً: التطبيع، والحوار، والاعتدال..الخ،
كلها هراء في هـراء.
2ـ خسروُا الصورة التي كانوا يظهرونها بأنهّـم دولة متحضرة ديمقراطية، وسط شعب
بربري متوحش، فانعكست الصورة تماما، وانكشفت حقيقة أمرهم للعالم أجمع.
3ـ فشلوا في تحقيق كلّ أهدافهم حتى الآن ، لهذا صاروا يتخبَّطون في تحديد الأهداف .
4ـ فرَّغوا ما أسموه بالإرهاب الإسلامي من معنـاه، وأصبحت هذه الكلمة لا تشير
إلاَّ إليهم في ضمائر الناس، وعقولهم.
5 ـ فضحوا أولياءهـم ممن يطلقون على أنفسهم محور الاعتلال (الاعتدال)، وحدث
بسبب ذلك تمايزٌ عظيم، عادةً ما يحصل في المواجهات العظيمة بين الحق والباطل،
وهذا يستفيد منه أهل الإسلام فائدة عظيـمة، ولهذا نوه الله تعالى به كثيرا كقوله تعالى:
{لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [سورة الأنفال: 37]،
ونظائرها في التنزيل العزيز.
وختاما فإنَّ أهـم ما ينبغي استثماره في هذه المعركة ما يلي:
1ـ أن يقوم العلماء بتكريس أنها معركة في حرب طويلة ضد الإسلام، وأنَّ الأمَّة كلَّها معنية
بخوضها إلى النهاية، وبدراستها، والاستفادة منها، حتى تكون هذه المعركة، وقودا
يدفع كلّ المواجهات القادمة نحـو النصر الأكبـر بإذن الله تعالى.
2ـ أن يُبنى على هذه الأحداث في غزة، مشاريع فكرية، وثقافية، تعيد الأمور إلى نصابها
في منظومة المفاهيم الإسلامية التي تعرضت إلى هزَّة عنيفة منذ إنطلاق ما يسمى بالحرب
الدولية على الإرهاب، ويشمل ذلك إسقاط كلِّ المؤسسات التي بناها
العدو الصليبيّ والصهيوني في بلادنا لتشويه مفاهيم الجهاد، والولاء الإسلامي،
وحقوق الأمة، وأعظمها حقها في الجهاد ضد العدو المغتصـب.
3ـ أن يجدَّد الدعم اللاّمحدود لكل المشاريع الجهادية في العالم الإسلامي، وحمايتها
من المكر عليها، فإنها شوكة الإسلام في حلوق أعداءه، ويشمل الدعم إبقاء إرشادها
حتى لا تنحـرف عن مسارها الشرعي إلى مشاريع تخبط، وتخريب.
هذا ونسأل الله تعالى أن يثبِّت إخواننا المجاهدين في الأرض المباركة، وأن يربط
على قلوبهـم، وأن ينصرهم على عدوّ الله، وعدوّ الإسلام، وعدوّهم، وأن يجعل
عاقبة هذه المعركة، معركة الفرقان، خيراً على الإسلام وأهله، وأن يردّ كيد
الصهاينة إلى نحورهم، ويخزيهم خزيا عظيما، في الدنيا والآخـرة، ومعهم
أولياؤهم من صهاينة الغرب، ومنافقو العرب، حكّاما، ومحكومين آمين.
تحية قسامية حمساوية أبية
المفضلات