الأستاذ / مصطفى الزايد
لك التحية
يؤسفني أن أرى عربا يدققون في نطق وكتابة اللغات الأجنبية ، وإذا طلبت منهم التدقيق في لغة القرآن ، رمقوك بنظرة مندهش ، ولهولاء وغيرهم ممن يتهاونون مع العربية كتابة ونطقـًا أسوق لهم شكوى اللغة العربية من الإهمال ، والتي صاغها شاعر النيل العظيم حافظ ابراهيم في هذه الأبيات :
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي ::: وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني ::: عقمت فلم أجزع لقول عداتي
وَلَـدْتُ وَلَمَّا لَمْ أَجِـدْ لِعَـرَائِسِـي ::: رِجَـالاً وَأَكْـفَـاءً وَأَدْتُ بَنَـاتِـي
وسعت كتاب الله لفظا وغاية ::: وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ::: وتنسيق أسماء لمخترعات
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ::: ومنكم وإن عز الرفيق أساتي
انا البحر في أحشائه الدر كامن ::: فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فـلاَ تَـكِلُـونِي للـزَّمَـانِ فَـإِنَّنِي ::: أَخَـافُ عَلَيْكُـمْ أَنْ تَـحِيْنَ وَفَـاتِي
أَرَى لِرِجَـالِ الغَـرْبِ عِـزّاً وَمِنْعَـةً ::: وَكَـمْ عَـزَّ أَقْـوَامٌ بِـعِـزِّ لُغَـاتِ
أَتَـوا أَهْلَـهُمْ بِـالمُعْجِـزَاتِ تَفَنُّنـاً ::: فَيَـا لَيْتَكُـمْ تَـأتُـونَ بِالكَلِمَـاتِ
أَيَطْرِبُكُـمْ مِنْ جَانِبِ الغَـرْبِ نَاعِبٌ ::: يُنَـادِي بِـوَأدِي فِي رَبِيْـعِ حَيَـاتِي
وَلَوْ تَزْجِـرُونَ الطَّيْـرَ يَوْماً عَلِمْتُـمْ ::: بِمَـا تَحْتَـهُ مِـنْ عَثْـرَةٍ وَشَـتَاتِ
سَقَـى اللهُ فِي بَطْنِ الجَـزِيرَةِ أَعْظُـماً ::: يَعِـزُّ عَـلَيْـهَا أَنْ تَـلِيْـنَ قَنَـاتِي
حَـفَظْـنَ وَدَادِي فِــي البِـلَـى ::: وَحَفِظْتُـهُ لَهُنَّ بِقَلْبٍ دَائِمِ الحَسْـرَاتِ
وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ وَالشَّرْقِ مُطْـرقٌ ::: حَيَـاءً بِتِـلْكَ الأَعْظُـمِ النَّخِـرَاتِ
المفضلات