البعض ليست لديه القدرة على تحمّل الأمر الواقع مهما ادّعى من منهجيّة وعلميّة .. عن 18 مليار دولار مرسلة من أيران الى .. ؟؟!!
الجمعة, 16 أكتوبر 2009 23:02
طلال الصالحي
نحن العراقيّون والعرب جميعاً نتمنّى أن يقف معنا الجميع للدفاع عن أمننا وعن حدودنا وعن قضايانا المغتصبة ونصفّق له بحرارة , وشعوب الأرض أينما كانت كذلك تتمنى نفس الشيء بما فيها الشعب الفارسي المغلوب على أمره , فلا أحد يكره فعل الخير , أقّلها اعتبار ذلك من باب الإنسانيّة ونصرة للمظلوم كائنة من تكون تلك الجهة التي لها شرف الدفاع عن الحق أينما كان , بل على العكس لطالما تلتهب أفئدة وقلوب الشعوب المستباحة ويتسارع نبضها لكل عمل خير , إذ القضيّة ليست قضيّة استرجاع حقوق فقط . بقدر ما هي أبعد من ذلك وأعمق بكثير , القضيّة هي قضيّة ديمومة الفعل الإنساني بشكل عام المساهم في إضفاء مشاعر أكيد , ستكون مشتركة تسود أجوائها أرجاء المعمورة , وهي أيضاً نوع من حالة اطمئنان تجتمع عليها قلوب وعقول شعوب الأرض , لتعيد تذكير نفسها بنفسها بأنّ هنالك إنسانيّة مشتركة تجمعهم جميعاً بغض النظر عن الأديان والمذاهب والأعراق والأجناس والألوان , وتعيد في وعيه من جديد بأن هنالك دوماً من ينتصر للحق ويشارك أصحابه الهمّ ويجعله مشتركاً بينهم مهما تباعدت المسافات الجغرافيّة بين الناصر والمظلوم , ولنا في الدين السماوي المرسل لجميع أمم الأرض سواء أكان الدين بشكله اليهودي أو النصراني أو الإسلامي حقيقة الهمّ الإنساني المشترك رغم الأطر المختلقة التي باعدت بين الناس , وأن ما يصيب ابن شرق الكرة الأرضيّة أو شمالها حتماً سيتأثر به إنسان جنوب الأرض أو غربها , وكذلك لنا مواساتنا بالعقائد والآيديولوجيّات الوضعيّة والتي تمتلأ بأسماء روّادها بطون كتب التاريخ الإنساني أينما كانوا وفي أي زمن , وليس آخرهم البطل الشهيد جيفارا أو غيره من رموز إنسانيّة اكتسبت شعبيّتها عالميّاً قبل أن تكسبها وطنيّاً من خلال ما تعمّدت ذلك أصحاب الضمائر الحيّة من هؤلاء أنهم ربطوا مصيرهم ونذروا أنفسهم لنصرة المظلوم أينما كان في شتّى بقاع الأرض , وليس مستبعداً أيضاً أن يخرج من رحم المعتدي نفسه من ينصر صاحب القضيّة المعتدى عليه من قبل أبناء جلدته , والأمثلة كثيرة ظهرت حتى من بين أشدّ الشعوب ميلاً للتعنصر والانكفاء على الذات , فمن المتوقع مثلاً أن هنالك من العنصر الفارسي أو اليهودي من هم أشدّ تحمّساً من العرب أنفسهم لنصرة القضايا العربيّة والإسلاميّة , ولكن لغايات إعلاميّة صهيونيّة لربّما مقصودة يصير التعتيم على أشدّه على مثل تلك الأصوات ولا يتم الكشف عنها وترويجها إعلاميّاً إلاّ وفق غايات معيّنة مقصودة تستفيد منها الجهات الغاصبة في الأوقات الحرجة , كل ذلك لإغراض إبقاء سريان الفتنة العرقيّة والمذهبيّة والدينيّة سارية المفعول تسري أمراضها بين أمم الأرض جميعاً بما يخدم في نهاية الأمر مصالح أصحاب النفوذ المالي العالمي ..
حسن نصر الله "السيّد" لطالما أيّدته الجماهير العربيّة والإسلاميّة بادئ ذي بدء عندما نضّجت وسائل الإعلام العربيّة والعالميّة , سواء تدري أو لا تدري , فكرة أن ما يسمّى بحزب الله هو الذي جعل قوّات شارون , شارون هذا المسكين الغشيم الذي لا يعلم أين يبيت حسن نصر الله وقادته ! , تهرب من لبنان خوفاً من هذا الحزب ! فأيّدته هذه الجماهير وازداد تأييدها له خاصّة عندما بدأ مباشرةً , بعد التحرير! يطلق تصريحاته الناريّة يميناً وشمالاً داعياً إلى تحرير فلسطين وبيت المقدس ورمي اليهود "في البحر" ! .. رغم أنّ حزبه حزب طائفي والطائفيّة تتشعشع من بين جنباته لا يسترها ساتر , هو بنفسه أعلنها بالممارسة والتطبيق وبالصور والمستمسكات المعلنة أو غير المعلنة أكثر من مرّة عبر قناته الفضائيّة أو عبر الفرص المتاحة لديه في قنوات عربيّة أخرى , ومسألة كونه حزب طائفي ليست سبّة ضدّه , بل هي هكذا أيّ حزب ينحصر بين جدران مذهبيّة يكن حزب طائفي بطريقة "أوتوماتيكيّة" وهذه قضيّة لا تحتاج إلى فلسفة وتفلسف لتبرير الواضح ! مهما ادّعى غير ذلك من يدّعي بدون أدنى شك , فالحليم تكفيه الإشارة , إلاّ إذا أغرق الحليم نفسه بالفلسفة ! , والأخطر من كل ذلك , الاسترسال والممارسة المتناقضة دون اعتبار لمشاعر الناس والتعمّد في خلط الأوراق علناً ممّا يثير الشك لدى الجميع بأنّها ممارسات متولّدة لدى السيّد , وهنا الطامّة الكبرى , من قناعة تامّة لديه مبنيّة على تصوّر مسبق منه من رهانه على بساطة العقل الشعبي العربي وسطحيّته , وانّه يدرك أن الشعوب العربيّة "تاكل الزلط" واعتادت معدها على هضم جميع أنواع اللحوم فلا بدّ أن عقولها "تاكل الزلط" وتهضمه كذلك ! ..
وهي أيضاً , وهنا بيت قصيده , من أكثر شعوب الأرض إستغراقاً في الشعائر الدينيّة وجوانبها الملحقة بها , وهي بالتالي من أكثر شعوب الأرض تعرّضاً لسرقات الأحذية التي تسرق من أمام دور عبادتها ! , فالسيّد لديه وفق كل ذلك قناعة راسخة أنّ من الممكن جدّاً أن تسامحه الشعوب العربيّة لمجرّد أن يغطي مثل هذه الفضائح التحزّبيّة بشعارات دينيّة بعد كل افتضاح لركن عمالة وتبعيّة من أركانه ! , خاصّة وهو يعلم جيّداً أن أغلى الأماني لدى هذه الشعوب المغلوبة على أمرها أنها بأمسّ الحاجة لكلّ من يمسك عنق الناقور ويصيح من فوهته ؛ أنا المنقذ ! , خاصّة وأن السيّد استغل خلوّ الساحة القياديّة العربيّة تماماً بعد رحيل الشهيد صدّام حسين الرمز والبطولة والإنسانيّة , لكن ومع ذلك لم تمنع من تعريته أمام هذه الشعوب فضائحه المذهبيّة التي تحمل جميع أطياف التناقض بين التمذهب والبطولة الإسلاميّة ! فما يسمّى بحزب الله هو المذهب بعينه , ولكنه , ونظراً "لطول الأمد" بات يكرّر نفسه , وعلى وجه التحديد عندما أخذ يكرّر تبعيّته وارتباطه المعلن بإيران المتمذهبة بولاية الفقيه فبات لا يخشى مطلقاً وفق هذه المعطيات المتلاطمة أن يعلن عن حقيقة وظيفته المرسومة له إيرانيّاً صفويّاً , ظنّاً منه أن خطب ودّ القضيّة الفلسطينيّة وظنّه بأنّها تعيش بمعزل عن الزمن وتقلّباته التي لا ترحم , فهو قبّل يد أعدى أعداء الأمّة العربيّة واحتضنه وتعانق معه وأجهش ببكاء الفرح على صدره , وتم نشر هذا اللقاء المعبّر بالصورة والصوت ورآها لجميع , ومع ذلك وجد السيّد من يغضّ الطرف عن هذه الفعلة من مثقفون عرب محسوبون على النضال والمقاومة ولا زالوا يعتبرونه "سيّد المقاومة!" أو في خندق المقاومة على عهدة أكثرهم حلماً ! فكيف بالشعوب العربيّة البسيطة ! هكذا يفكّر السيّد ! .. فمن المؤكّد أنّه توصّل إلى هذه القناعة بعد أن أغرته الأقلام المناصرة له والتي لازالت تناصره فباتت على طينته تمزج بين الأضداد تحت سقف النضال ! تأسّياً بشراذم ماركسيّة خلطت أغرب خلطة في التاريخ البشري عندما ساوت بين الشيطان والملاك فسارت بالحزب الشيوعي نحو الرأسماليّة الإمبرياليّة ساحبة من خلفها تسحبهما من ورائها جثمانيّ ماركس وستالين فأيّدت الاحتلال الإمبريالي للعراق وانضوت تحت لوائه ودفنت ألد اعداء العم سام في مقدّمة قبور من نفق من قوّات أميركا في حربها ضدّ العراق ووضعت الزهور على قبريهما !..
ربّما لم يدرك السيّد بعد أن بساطة الشعوب العربيّة يكمن فيها مقتله !
فبساطة الشعوب العربيّة لها أيضاً حدّ آخر يفضي إلى طريق سهل لا يحتاج للتمييز بين الطيّب والخبيث إلى برمجيّات لفتح ألغاز الفعل الشائن ! ولن ينفع السيّد سوى من بقي في ساحته من مارينز عرب ! لذا لم يعره أحد من هذه الشعوب اهتماماً ونفضه الشعب العربي منذ ما سرت بينه الحقائق الدامغة وبالملموس عن مدى العداوة والحقد الكبيرين التي يكنّهما السيّد لأهم رمز عربي على الإطلاق حين احتفى باغتياله على أيدي الشيطان الأكبر وتوزيع حزبه الحلوى على روح خميني بتلك "المناسبة" ! وتبادل التهاني مع أولياءه في قم وطهران اقتداءً بالتهاني التي تبادلها قادة الكيان الصهيوني مع قادة البيت الأبيض ! لتأتي أحداث غزّة وتكمل مشوار السيّد في ضمير الوعي العربي عندما أعلن عن نفسه وعرض ذلك أمام الشعب العراقي والعربي والعالمي في محنة غزّة البطولة والصمود عن ارتباطه بـ"المجتمع الدولي" وباتفاقيّات معه لها أوّل ليس لها آخر ممثلاً بالكيان الصهيوني لا يستطيع معها سوى تبادل الأسرى "الإسرائيليّين" مقابل نبش قبور المناضلين العرب والفلسطينيين ودفنهم خارج أرضهم الأصليّة ! فخذ نبش وخذ أسرى وخذ عمليّات مفبركة في هذا المجال ! , وعداها فممنوع أن يطلق إطلاقة كاتيوشا واحدة باتجاه الكيان , هو اعترف بذلك وأعلن براءته من القذيفتان اللتان خرجتا من جنوب لبنان بغفلة منه أثناء ما هي مشتعلة معمعة غزّة وأثناء هو ما يتوعّد الكيان ! , ثمّ وانكشف "سوناريّاً" عن ما كان يخفي من ارتباطاته ومنابع تكوينه وشبكة أصله وفصله والجهات "المناضلة" التي يتشكّل بها ومعها عصر الشرق الأوسط الكبير بجميع فيدراليّاته التي ستمزق ممزق وتفتت مفتت الأمّة , وهل وجود حزب ألله في الجنوب اللبناني إلاّ لهذا الغرض الفيدرالي عندما تحين الفرصة ! .. انكشف كل ذلك ودفعةً واحدة بعد برقيّة "التعزية" التي بعثها هذا السيّد إلى أحد رموز الاحتلالين الصفوي ـ الأميركي ونجل أحد أعمدة الصهيونيّة وفدرلة العراق للتعزية بوفاة سلفه عندما وصفه بالمجاهد وبالمناضل وبالصحابي لرسول الله ! وتباشر مع هذا النجل بعلوّ مكانة أبيه فهو "أي الأبّ الميّت" رفيق للنبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين بحسب وصف الرفيق أبو فلاح ! مع تمنيّاته "للوالد" عبر الوليد ؛ بقضاء أوقاته الممتعة معهم في الجنّة ! ...
"صفوي يكلّ الصفوي وجهك أبيض" ..!
هذه الفضائح كلّها لا تحتاج إلى عقل معقّد من مثل ذلك الذي لا يستطيع مغادرة المسارات الفلسفيّة والتي يشعر صاحبها أنّه بدونها سيتيه , كما يفعل هؤلاء المارينز الأوغاد أو منهم من هو لا زال بين بين , هذه الفضائح لا تحتاج سوى لعقل بسيط غير معقد تتقاطع مباشرة عند نقطة مسلّماته الفطريّة مثل هذه الأفعال المشينة وتشفّ فيها على الفور صورها الغريبة فتبدو بعيدة كل البعد عن نقاء سريرة الإنسان السوي , وهي من الصفات التي يتمتع بها العربي أو غيره من بسطاء شعوب الأرض , لذلك فمن السهل على العربي بجبلّته النظيفة أن يفرز مثل هؤلاء ويضعهم مباشرةً إلى خانة أبا رغال وابن العلقمي ومن لفّ لفّهما من خونة حكّام سفلة مدّعين العروبة والإسلام يجثمون على صدر الشعوب العربيّة ولازالوا يقفون على رأس أوّل سطر من سطور كوارث الأمّة ...
الخبر المنشور هنا على هذا الرابط أدناه يبيّن آخر فضائح ارتباطات حزب "الله" والغرض الصفيوني من إنشاءه , هو خبر كان مخبّأ وبقي غير معلن من قبل السلطات التركيّة لما يقارب العام ! فيا ترى كم من الأسرار مخبّأة قام بها النظام الإيراني والتي لا نعرف عنها شيئاً , وكم هي الأسرار التي لو كشف الغطاء عنها لرأينا الأعجب والأعجب عن مدى ارتباطات النظام الإيراني وحزبه "الحَسَني" وغيرها .. هذا الخبر الذي أوردته "العربيّة" ليس المهم كونه خبراً صحيحاً تماماً أو تلفيقاً بقدر كميّة التوقّع العام لعموم الشعب العربي لأن يصدر من هذا الحزب والجهة المرتبط بها ما هو ألعن منه وأكثر قذارة ولكلّ ما يعمل على تمزيق الوطن العربي والمساهمة مع الصهيونيّة العالميّة في شرذمته .. فالمواطن العربي العادي بات على قناعة تامّة بالنهج الاستعماري لولاية الفقيه , وسواء أكان هذا الخبر المنشور صحيحاً أو غير صحيح ..
الخبر يفصح عن ضبط أكثر من عشرين طنّاً من الذهب و أكثر من سبعة مليارات من الدولارات تقدّر قيمة مجموع ما ضبط بأكثر من 18 مليار دولار صادرتها السلطات التركيّة وجدتها السلطات مخبّأة في شاحنة إيرانيّة استطاعت عبور حدودها قادمة من إيران تنوي العبور إلى سوريا عبر تركيا ومن ثمّ إلى لبنان قاصدة حزب "الله" على أكثر الاحتمالات توقّعاً ... هذه الكمّيّة الماليّة الضخمة تم العثور عليها عند محاولة عبور الشاحنة الحدود التركيّة السوريّة كما أورد المصدر بعد أن نجحت في عبور الحدود التركيّة من إيران أوّل الأمر .... المبلغ أودع أحد بنوك الدولة التركيّة واعتبر من إيراداتها لذلك العام ! ...
http://www.alarabiya.net/articles/2009/10/14/88039.html
المفضلات