أستاذي الفاضل محمود الحيمي، الزملاء الأعزاء:
لا جدال أن الترجمة يجب أن تـُحدث في نفس القارئ أثراً مماثلا لما يحدثه الأصل في نفس من يستعمل اللغة المترجم عنها. طبعاً هناك اعتبارات ثقافية لا يمكن تجاوزها بسهولة تعبّر عنها أقوال مأثورة أو حكمة سائرة مرتبطة بتجربة شعب ما قد لا تحدث نفس الأثر في نفوس أبناء شعوب أخرى..
بالنسبة للعلاقة التي نحن بصددها فهي ذات ارتباط بالثقافة الغربية الحديثة ولعل كلمة Affair قد حلت محل الشارة القرمزية التي كانت تشير بوضوح لا لبس فيه إلى الزنى، باستعمال الحرف الأول من الإبجدية الإنكليزية A.
معلوم أن كلمة Affair تعني شغل، أمر، مسألة.. إلخ، ولذلك تعتبر تلك العلاقة مسألة شخصية غالباً ما تحدث في المجتمعات الغربية ولا توجد قوانين صارمة للعقاب عليها. لذلك فأثرها في نفس الغربيين يختلف عن نظيره في نفس الشرقيين. الكل يفهم ضمناً ما تنطوي عليه وما تؤول إليه تلك العلاقة، دون تقييدها لفظياً بالتعبير الكتابي (نسبة إلى الكتب الدينية).
وحتى علماؤنا الأوائل كانوا متحفظين في إصدار الأحكام القاطعة، ووضعوا قواعد صارمة للوصول إلى استنتاج نهائي.
هذا من ناحية، أما من حيث كون الكلمة ثقيلة فلأنها - في الثقافة العربية - مرتبطة بفعلة فظيعة حسابها مريرعسير، لا سيما بالنسبة للمرأة. أظن أن المتلقي العربي يدرك بفطنته ما ترمي إليه علاقة غرامية بين رجل وامرأة، سواء كانا متزوجين أم لا، ولذلك بالإمكان الوقوف عند هذا التعبير وترك الباقي لفطنة أو تصور القارئ أو المشاهد.
هناك أمور تعرف بأسماء محددة في أمهات المراجع، لكننا نتحفظ في استعمالها مستعيضين عنها بعبارات دلالية ألطف وقعاً وأكثر تقبّلاً..
آمل أن لا أكون قد أثقلت عليكم..
مع تحياتي القلبية وعليكم السلام.
محمود مسعود
المفضلات