يقول الأستاذ عامرالعظم المحترم :
"المبدع طفل يحب أن يلهوويلعب بأشيائه وأدواته لوحده "
هوكذلك وتلك المحاولات الأولى التي يقوم بها الطفل هي بذرة الإبداع.. إذا أشبعت رغباتاته وتم توجيهها توجيها صحيحا بطرق وأساليب علمية من مختصين في المجال التربوي وعلم نفس الطفل ..
ثم تتصاعد في نموها الخبرة والموهبة معا حتى تصل درجة تجاوزالسائد والثورة على البائد وفي كل المجالات ..
المبدع طفل داخل كل طفل ينموهذا الطفل بداخله ويستمرفي لعبه ولهوه حتى يطورمهاراته ..
وقد تقمع تلك المهارات والمواهب فتموت وتقبرإلى الأبد فيدخل الطفل عالم البلادة والغباوة والبلاهة من بابها الواسع ..
والإبداع هوفي نظري كالتالي :
من أحسن الطرق والوسائل للإبداع الفني والأدبي والفكري وفي كل المجالات هي أن تتناول أبسط فكرة وتقوم بتنميتها وتطويرها بطريقتك الذاتية .. الطريقة التي تراها مناسبة لإخراج ما بجعبتك إلى حيزالوجود ..أو بأسلوبك الخاص المميزوالمتميزعن غيرك.. وأن تضفي عليها مسحة ذاتية محلية موغلة في المحلية.. أوتعطيها طابعا مميزا لم يسبقك إليه من قبل أحد.. فقد صارالتوجه الجديد اليوم في العملية الإبداعية ونظرا للتغيرات النفسية والاجتماعية التي طرأت على البشربحكم التدفق المعلوماتي الذي اكتسح العالم .. أن تفعل شيئا ما لصالح البشرية..مهما كان هذا الشيء صغيرا أومتواضعا..وأن تتمكن من توصيله إلى غيرك عبرحيل مشروعة ومحبذة ومقبولة.. فإذا قمت بقلب هذه العملية الإبداعية المفكرفيها الآن.. لوجدت أن الناس قد تغيروا جذريا.. فبعد أن كانوا أحرارا..في أسماعهم وأبصارهم وأذواقهم ها هم اليوم قد صاروا سجناء معطيات جديدة يعيشون ضروفا مختلفة عما كانت عليه من قبل ..ففي إقاماتهم ومساكنهم أضحوا معلقين في طوابق.." لتركبن طبقا عن طبق .."
طوابق طالت عنان السماء..وبعد أن كانوا ينظرون إلى البيئة والطبيعة أفقيا ويمتعون أبصارهم بجمالها ويستلذون سحرها تحولوا مرغمين إلى مشاهدتها عموديا.. عمارات حجرية أوحديدية صماء.. أومسجونين في أقفاص إسمنتية.. أوأسرى مقاعد وكراس في بيوتهم.. أوفي مركبات وسيارات فارهة تجوب الأصقاع والأمصار في سويعات معدودات..ذات سرعات فائقة لا تسمح لهم بمعاينة ما يشتهون.. أوفي مكاتب ضاغطة مضغوطة بشريا.. أومسمرين وراء شاشات تلفزية أحداث وحوادث متلاحقة.. تعرض أمامهم العالم برمته..فانبهروا بما يشاهدون وتبلدت أحاسيسهم وتكلست مشاعرهم وصاروا ميالين إلى ممارسة العنف بكل أشكاله وصوره..وغابت الانطوائية المنتجة ( ابن خلدون مثلا في قلعة بني سلامة فرندة الجزائر) والانزوائية المفيدة لدى من امتلك أدوات الكتابة والتدوين..
بينما بقيت الطيورمحلقة في فضاءتها ..مغردة في أجوائها.. وكل الكائنات الأخرى حرة طليقة في براريها..وظل الناس يحلمون دون جدوى بالعودة إلى ما كانوا عليه من قبل.. نتيجة لهذا الضغط المتزايد والمشاغل التي لا تنتهي..
فلا بد من الخروج من هذا الضيق المميت إلى أفق الإبداع المنعش..لا مناص من تمزيق سترهذه الشرنقات التي صنعها الإنسان لنفسه وتحطيم قيود هذا الأسرالقاتل..
ألم يكن الحبريوما مأسورا داخل جوف قلم.. ثم أضحى خارجه بعد أن أدى مهمته ؟
أدوا ما عليكم تتحرروا.. لا بديل لكم إلا العمل..مهما كان لون وشكل وحجم هذا العمل.. وليكن عملا إبداعيا وفي أي مجال كان..قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله :
" أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون..."
فإن قدمت أيها الإنسان العربي أوالمسلم شيئا ما لفائدة البشرية..مهما كان هذا الشيء بسيطا أوضئيلا أومتواضعا أواعتقدت أن لا وزن له لدى الآخرين – فقد صرت بذلك حرا...
وكما يقال فإن لم تزد على الحياة - التي جئت إليها بغيرإرادتك - شيئا جديدا ذا قيمة.. فأنت زائد فيها وعبء ثقيل عليها..
والمثال لذلك على من أضاف وأعطى وقدم للحياة جديدا مفيدا موجود في كل عصروفي كل مصر..وكل يعمل على شاكلته أوميسر لما خلق له ..
ولنأخذ كعينة " أديسون ".. هذا العملاق الذي اكتشف وقدم للبشرية في ظرف ثلاثة أشهر 1093 اختراعا و براءة ابتكار..قد تمدد عمره وطال بقية الزمن رغم صغرسنه ..
نعم ..قلت:
تصغيرالكبير..بطريقة فنية..في شكل خاطرة أوقصة أوأقصوصة أومقالة أو بحث.. وتكبيرالصغير.. ( يصنع من الحبة قبة) ..
بأسلوب مبتكر..هوالعملية الإبداعية عينها..شريطة معرفة كيفية التناول وأسلوب طرح الفكرة بوسائل مستحدثة مستجدة.. تغوص في عمق اللامفكرفيه..المجالات غيرمحدودة..
إني وإن كنت الآخرزمانه* لآت بما لم تأت به الأوائل..
أضف جديدا تكن سعيدا.
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=41753
وشكرا للجميع .
المفضلات