وروعة الفنان او المبدع بشكل عام تتمثل في قدرته الابداعية على نقل التفاصيل في حالة الانسانية المرافقة لاحدى القضايا الواقعية في حياتنا العامة او الخاصة ومن هنا وجدنا الفن يرتقي في النماذج الابداعية التى ناقشت قضية محددة لذاتها , ولم تهرب الى عموميات بسطحية وشفافية , مهما كان نزوعها الفكري , فهي لا تمس جوهر أي قضية .. واذا تتبعنا قائمة الافلام التي فازت بالجوائز العالمية تجدها تلك التي سلطت الضوء على قضية الانسان , وفرغت كل ما في جعبتها من قدرات فنية وابداعية , لدراسة الحالة الانسانية بكل خلجاتها , وانفعالاتها ..
*فيلم " كرامر ضد كرامر " وقضية الانفصال بين الزوجين ورعاية الابناء ..
* فيلم " صائد الغزلان " وقضية النفس البشرية المشوهة بعد الحرب المدمرة ..
* فيلم " غاندي " وقضية الكفاح الانساني ضد قوى الاستعمار ..
*فيلم "اماديوس" وقضية النجاح الانساني حتى اخر رمق من الحياة ..
* فيلم " المرأة والغريب " وقضية الانسان العائد الى بيته بعد الحرب فيجد غريبا بداخله ..
* فيلم " حدوته مصرية " وقضية الانسان المبدع مع بيئته واسرته ..
* فيلم " الاب الروحي " وقضية المافيا , اخر العصبات الاجرامية المنظمة ..
*فيلم " كباريه " وقضية الانسان في ظروف الحرب العالمية الثانية ..
كلها نماذج لم تهرب الى عموميات , ولكنها تناولت قضية واحدة والتقت حولها , وحللتها من مختلف الزوايا والاتجاهات بشكل فني رائع , جعل احتكاكها بالواقع , تجميلا له , بقدر ما هو اشارة ضوء مسلطة على تلك القضية المعينة والمدروسة بدقة ..

***
ان التقاء الفن بالواقع , امر لا يقدر عليه سوى القلة من المبدعين لانه تصوير حياة طبيعية , ونقل انفعالات بنسبة حقيقية ضمن العمل الفني , تحتاج الى قدرات ابداعية هائلة , وبالتالي تقفز الى القمة , وتبقى خالدة مهما مر عليها الزمان ..
ويبقى الوعاء السينمائي خير شاهد على هذه الحقيقة الثابتة , كما هو في الوعاء الادبي .. حيث القدرة على الغوص في اعماق النفس البشرية , من المسلمات البديهية لاي عمل فني مميز وراق ..