أنا أفضّل أن نقول كلّ طرف يستمدّ قوّته من الاخر.ثمّ من الّذي يربّي الرّجل ؟ أليست المرأة؟
أعتقد انّه من الواجب علينا أن نعيد نظرتنا إلى هذه القضيّة الهامّة. فالقضيّة أساسا مرتبطة ارتباطا وثيقا بتعليم المرأة تعليما يمكّنها من تربية أبنائنا تربية سليمة أساسها هويّتنا العربيّة الإسلاميّة مع الاستئناس بالعلوم ذات الصّلة خاصّة علم النّفس و علوم التّربية.
هذه العلوم الّتي تمكّن الأسرة من معرفة مراحل النّموّ لدى الإنسان عموما و لدى الطفال خصوصا.إذ يمكن للعارف بالنّظريّة المعرفيّة لـ"جان بياجي" أن يستخدمها لتحفيز ذكاء الطّفل و تنميته بأنشطة دقيقة ترمي إلى تحقيق أهداف ترسم مسبقا.
أمّا العارف بنظريّة "هنري فالون" الّتي تؤكّد دور النّموّ العاطفي ذلك المحرّك لنموّ الطفل و ذلك الّذي يجعل الطّفل ينشأ نشاة سليمة متوازنة فإنّه لن يخطئ في نحت شخصيّة متماسكة متحفّزة لبلوغ مراقي عرفانيّة تسمو به و بمجتمعه..
أقول ختاما، الأمّ و الأسرة عموما لها دور فعّال في غرس قيم هي لنا أصلا و لكنّنا نراها اليوم متجذّرة في الغرب و لعلّ أهمّ هذه القيم هي قيمة العمل و احترام الوقت. ألسنا مسؤولين عنه يوم القيامة؟؟ إنّ ما يشاهد اليوم في مجتمعنا هو قتل للوقت عوضا عن استثماره ..أليس هذا القول قولا منسوبا إلينا؟"لا تؤجّل عمل اليوم إلى الغد فإنّ للغد عملا يخصّه" من يعمل بهذه الحكمة؟ أنحن أم الغرب؟ و ما سبب ذلك ؟ أليست المرأة المتعلّمة المثقّفة هي الّتي رسّخت ذلك في شخصيّة ابنائها ؟ من يبني شخصيّة الرّجل القويّة؟أليست المرأة؟