السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أقسى أن تتخذ فلسطين " شماعة " يعلّق عليها ظلم الظالمين , ووالله لولا تلك الأنظمة لما ظلّت فلسطين مغتصبة
الى اليوم , بل هاهي الآن تقع بين مخالب الجدران العازلة عربيا ولا نظام واحد يتجرأ , أ ويطلق صيحة فزع في وجه
مثيله القائم في مصر على جماجم 80 مليون عربي ينظر إليهم وكأنهم قطيع في مزرعة النظام الخائر المتداعي , أبعد هذا الهوان والذل والظلم والإستبداد ,من هوان ؟؟
بالله عليكم أي عدالة , واي حضارة ؟ وأي ثقافة , تلك التي تنتصر للجلاد على حساب الضحية ؟؟؟
لا , ياسادة ( ومع كل حبي وعشقي وخوفي على سوريا الحبيبة ) , أقول رب عذر أقبح من ذنب , فواتا لم تكن تخوض معركة
سياسية أو مجانية , ولا صراعا إعتباطيّا , ضدّ الظلم والإستبداد والقهر الذي هو السمة البارزة اليوم لكل أنظمة الفساد والجور في الوطن العربي وبدون إستثناء , ولأن ذلك الوطن هو الذي يعنينا شأنه دون غيره من الدنيا كلها فقد أيدنا ذلك المسارالذي رأينا فيه معركة حضارية قوامها العقل والحجة القوية في مقابل , حجة القوة وكل ألوان العذاب والظنك والتشريد والإقصاء والأستبداد الذي كان ولا يزال يعانيه قسم لا بأس به من أبناء الشعب في سوريا الحبيبة المهجّرين قسرا
في المنافي , ولقد أحدث ذلك المسار سابقة في مجال النضال الحقوقي لم يسبق لأي من تلك العناوين والفعاليات التي تصف نفسها " بالمناضلة " أن حققت حراكا مثله , ولو كان هناك أدنى تفهّم أوفهم من الطرف المقابل لمضمون تلك الرسالة
الحضاري لعرف كيف يستغله لصالح البلاد والعباد , ولصالحه أيضا لوكان فعلا يريد أن يقوّي جبهته الداخلية ويفعّل كل قدراتها وإمكانياتها لصالح الشعب ولصالح فلسطين ولصالح الأمة في الأخير .
وإنني أخشى أن تكون هذه الخطوة ( القرار السياسي بامتياز الذي إتخذتموه ) مقدمة لمآزة الظالم وتقوية شوكته , مقابل
محاصرة المظلوم وتضييق الخناق عليه وإطالة عمر عذابه في المنافي والسجون .
وعلى كل حال أنا أعتذر لكل هؤلاء وأخص بالذكر منهم د - عبدالغني حمدو , وبكل لغات الدنيا , كوننا لم نتمكن من كسر
أغلال الظلم بالقدر الذي يسمح له بأن يرى حلمه بالعودة الى وطنه العزيز يتحقق , وفي نفس السياق أقول له ولكل حامل
معاناة مثله لا تيأسوا من رحمة ربي , فلإن أغلق باب , في الأرض فأبواب السماء لا تغلق أبدا , وكل خطوة وأنتم أكثر
صمودا ورسوخا على طريق إستعادة حقكم وحقوقكم , في الأخير أقول :
واتا شئنا أم أبينا أحدثت التغيير, وأوجدت تقاليد جديدة في طرح قضايا الإنسان العربي حضاريا ومن بوابة العقل هبت رياح
النقد البنّاء في أغلبه والدعوات السلمية لإحداث التغيير الحضاري في الواقع العربي وبدون أن يكون مصير البلاد والعباد
عرضة للرياح والأعاصير , وفي هذا السياق قدمت الدعوات , التي أخال وأثق أنها كانت صادقة وعميقة من أجل بدء مرحلة جديدة لا يسكن النفس فيها عناء خوف أو بطش أو معاناة غربة وضياع طال واستبد بأصحابه لعشرات السنين .
المفضلات