المشهد الأخير...
يا عبدَ الله.. خلفي يهودي!!
*شعــر: هــلال الفــارع
صَوْتُ نايٍ مُوجِعٍ،
يَغْرَقُ في رَجْعٍ بُكاءٍ،
وعلى وَقْعِ قُيُودْ
وانْتِحَاباتُ نَشِيدْ
وعلى وجهِ حَمَامَهْ
شاءَهَا الأَبْيَضُ في الكَوْنِ علامَهْ
خَلْفَ نَهْرٍ عافَهُ الْماءُ،
وَأَثْوَى بَيْنَ شِدْقَيْهِ الصَّدِيدْ
شَجَرُ الغَرْقَدِ يَنْمُو،
ثُمَّ يَنْمُو... ويَزَيدْ
وَجِدَارُ الْعَزْلِ يَعْلُو، ثُمَّ يَعْلُو
وَيُبَارِيهِ جِدَارٌ،
أَفْرَغَ الفِرعَونُ بالأمْسِ عليهِ،
قِطْرَ عارٍ وَوَعِيدْ
وَحُفَاةٌ خارِجَ اللَّوْحَةِ يَمْضُونَ سِراعًا،
يَزْحَمُونَ الأُفْقَ بُنْيَانًا،
وَيُجْرُون على الصَّحْرَاءِ أَنْهَارَ الثَّرِيدْ
وَحُدَاءاتِ الْقُمَامَهْ
وَعَلى خَلْفِيَةِ المَشْهَدِ،
تَصْطَفُّ مَلايينُ الْحَيَارَى،
مِمَّنِ اسْتَوْلَمَ فيهِمْ مَوْسِمُ الْقَهْرِ،
وَلَمَّا يَبْلُغِ العَزْمُ فِطَامَهْ
يَرْقُبُونَ الشَّمْسَ،
كَيْ تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِها،
تُعْلِنُ ميلادَ الْقِيَامَهْ
وبَقَايا الأُمَّةِ الثَّكْلَى تَلَهَّتْ،
بِخِتَانٍ، وحُجَامَهْ
وَمَضَتْ تُتْخِمُ رِحْمَ الأَرْضِ
مِنْ مَاءِ العْبيدْ
وَتُنَادِي فَحْلَ أَمْرِيكَا إِذَا ما،
رَغِبَتْ في حَبَلٍ،
يُنْجِبُ ذا بَأْسٍ شَدِيدْ !
***
إنَّها الفُرْجَةُ،
أَنْهَتْ زُخْرُفَ الْمَسْرَحِ،
لَمْ يَبْقَ سِوَى
طَلَّةِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ،
عَلَيْنَا مِنْ ثَنِيَّاتِ الْحَدِيدْ
وَنِدَاءِ الْحَجَرِ النَّاطِقِ:
عَبْدَ اللَّهِ، يا مُؤْمِنُ، خَلْفِي...
ثُمَّ يُومِي شَجَرُ الغَرْقَدِ
لِلسَّيْفِ أَمامَهْ
إِنَّهُ يَوْمُ الْكَرَامَهْ
فَيَمُرُّ الْحُرُّ كالْبَرْقِ،
وَيَسْتَلُّ حُسامَهْ
بَيْنَمَا خَلْفَ الْكَوَالِيسِ،
وَمِنْ خَسْفٍ مُخِيفٍ وَبَعيدْ
صَوْتُ عَادٍ وَثَمُودْ
وَصَلِيلٌ عازِفٌ لَحْنَ الْخُلودْ
... ثمَّ يَمْضِي،
- حيثُ أَلْقَتْ –
عَصْرُ شَارونَ.. وَأَذْنَابُ الْيَهُودْ!!
المفضلات