السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فينا...أواخر القرن التاسع عشر حين كانت الطبقة الأسقراطية في المجتمع النمساوي في أوج بدلتها ، حين كانت صالونات الامبراطورية النمساوية تعج بالكثير من المجاملات و الدبلوماسية في الكلام ، كانت اللغة في تلك الأماكن أكثر من لغة ، كانت لغة ريادة ، كانت بوابة دخول أو خروج ، كاتن بطاقة تعريف لاتضاهيها بطاقة أخرى ، كانت الأسر الاسقراطية تبذل الكثير من الوقت و المال في تعليم أبناءها فن الكلام ، في هذه الأجواء نشأت مجموعة من الفلاسفة الكبار الذين استفزتهم اللغة بهذا الشكل ليجعلو منها لاحقا موضوع تفكيرهم ، و سؤالهم الأكبر ، أصبحت هي عنوان الفلسفة في النصف الثاني للقرن التاسع عشر ، الأول من القرن العشرين .
في هذه الأجواء ظهر أحد كبار الفلسفة الذي بقدر ما ساهمت أفكاره في تطوير الفكر البشري ، و القفز بها مسافات طويلة ، بقدر ما تبدو سيرته الذاتية فهمه لهذه التجربة ، و حسبه للأمور فلسفة بحد ذاتها ، و هذا المستوى من التعبير ، أي أن تصبح الحياة الشخصية الى تعبير عن قناعات و أفكار هو مستوى حقيقي ، و بالغ الدلالة ، فهو من هؤلاء القلة ...أحدثت كتاباته ثورة في الفلسفة ما بعد الحربين ، و ليس من باب التضخيم أن يعتبر في أوربا " سقراط العصر الحديث " ، و رغم أسلوبه النيتشوي المربك فقد غير وجهة التفكير الفلسفي ، و طرق التعامل مع المسائل الفكرية .
المفضلات