الى الاخ نصر الله مطاوع
اذا كان لديك الوقت للقراءة و التعرف الى لغتك , بعيدا عن التعصب
اذا كنت لا تؤمن و انت العربي بأن لغتك التي هي لغة القرآن الكريم , هي سيدة اللغات فسوف اسوق لك بعض اقوال المستشرقين فقد تكون حجتهم عندك اقوى من حجة فقهاء المسلمين و اليك بعض اقوال المستشرقين من مؤرخين و شعراء و أدباء في لغتك العربية .. منها مثلا :
منقول
قول المستشرقة الألمانية الدّكتورة في الفلسفة أنا ماري شيمل ، والتي ترجمت القرآنَ الكريمِ الى الألمانية : « واللغةُ العربيةُ لغةٌ موسيقيّةٌ للغايةِ، ولا أستطيعُ أن أقول إلاّ أنها لا بُدَّ أنْ تكونَ لغةُ الجنّةِ ».
و ايضا قول المستشرق الفرنسي رينان : « من أغرب المُدْهِشات أن تنبتَ تلك اللغةُ القوميّةُ وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري عند أمّةٍ من الرُحّل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرةِ مفرداتها ودقّةِ معانيها وحسنِ نظامِ مبانيها، ولم يُعرف لها في كلّ أطوار حياتها طفولةٌ ولا شيخوخةٌ، ولا نكاد نعلم من شأنها إلاّ فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبارى ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملةً من غير تدرّج وبقيت حافظةً لكيانها من كلّ شائبة »
كذلك قال المستشرق الألماني يوهان فك: « إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة ، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية ، لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر، وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية »
و ايضا قال جوستاف جرونيباوم :« عندما أوحى الله رسالته إلى رسوله محمد أنزلها « قرآناً عربياً » والله يقول لنبيّه: « فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدّاً » ، وما من لغة تستطيع أن تطاول اللغة العربية في شرفها، فهي الوسيلة التي اختيرت لتحمل رسالة الله النهائية ، وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما أودع الله في سائر اللغات من قوة وبيان، أما السعة فالأمر فيها واضح، ومن يتّبع جميع اللغات لا يجد فيها على ما سمعته لغة تضاهي اللغة العربية ، ويُضاف جمال الصوت إلى ثروتها المدهشة في المترادفات . وتزيّن الدقة ووجازة التعبير لغة العرب، وتمتاز العربية بما ليس له ضريب من اليسر في استعمال المجاز، وإن ما بها من كنايات ومجازات واستعارات ليرفعها كثيراً فوق كل لغة بشرية أخرى ، وللغة خصائص جمّة في الأسلوب والنحو ليس من المستطاع أن يكتشف له نظائر في أي لغة أخرى، وهي مع هذه السعة والكثرة أخصر اللغات في إيصال المعاني، وفي النقل إليها، يبيّن ذلك أن الصورة العربية لأيّ مثل أجنبيّ أقصر في جميع الحالات ، وقد قال الخفاجي عن أبي داود المطران - وهو عارف باللغتين العربية والسريانية - أنه إذا نقل الألفاظ الحسنة إلى السرياني قبُحت وخسّت ، وإذا نُقل الكلام المختار من السرياني إلى العربي ازداد طلاوةً وحسناً ، وإن الفارابي على حقّ حين يبرّر مدحه العربية بأنها من كلام أهل الجنّة ، وهو المنزّه بين الألسنة من كل نقيصة ، والمعلّى من كل خسيسة ، ولسان العرب أوسط الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً »
و من ذلك ايضا قول شيخ المستشرقين المستشرق الألماني نولدكه عن العربية وفضلها وقيمتها: « إن اللغة العربية لم تَصِرْ حقّاً عالميةً إلا بسبب القرآن والإسلام ، وقد وضع أمامنا علماءُ اللغة العرب باجتهادهم أبنيةَ اللغة الكلاسيكية ، وكذلك مفرداتها في حالة كمالٍ تامٍّ ، وأنه لا بدّ أن يزداد تعجب المرء من وفرة مفردات اللغة العربية، عندما يعرف أن علاقات المعيشة لدى العرب بسيطةٌ جداً ، ولكنهم في داخل هذه الدائرة يرمزون للفرق الدقيق في المعنى بكلمةٍ خاصّةٍ، والعربية الكلاسيكية ليست غنيّةً فقط بالمفردات ولكنها غنيةٌ أيضاً بالصيغ النحوية ، وتهتمّ العربية بربط الجمل ببعضها ... وهكذا أصبحت اللغة (البدويّة) لغةً للدين والمنتديات وشؤون الحياة الرفيعة ، وفي شوارع المدينة، ثم أصبحت لغةَ المعاملات والعلوم، وإن كلَّ مؤمنٍ غالباً جداً ما يتلو يومياً في الصلاة بعض أجزاء من القرآن، ومعظم المسلمين يفهمون بالطبع بعض ما يتلون أو يسمعون، وهكذا كان لا بُدّ أن يكون لهذا الكتاب من التأثير على لغة المنطقة المتّسعة ما لم يكن لأيّ كتابٍ سواه في العالم ، وكذلك يقابل لغة الدين ولغة العلماء والرجل العادي بكثرة، ويؤدّي إلى تغيير كثيرٍ من الكلمات والتعابير في اللغة الشعبية إلى الصحّة »
كذلك قال المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون: « استطاعت العربية أن تبرز طاقة الساميين في معالجة التعبير عن أدق خلجات الفكر سواءً كان ذلك في الاكتشافات العلمية والحسابية أو وصف المشاهدات أو خيالات النفس وأسرارها . واللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي، والعربية من أنقى اللغات، فقد تفرّدت بتفرّدها في طرق التعبير العلمي والفني والصوفي، إنّ التعبير العلمي الذي كان مستعملاً في القرون الوسطى لم يتناوله القدم ولكنه وقف أمام تقدّم القوى المادية فلم يتطوّر .أما الألفاظ المعبّرة عن المعاني الجدلية والنفسانية والصوفية فإنها لم تحتفظ بقيمتها فحسب بل تستطيع أن تؤثر في الفكر الغربي وتنشّطه .ثمّ ذلك الإيجاز الذي تتسم به اللغة العربية والذي لا شبيه له في سائر لغات العالم والذي يُعدّ معجزةً لغويةً كما قال البيروني »
و قالت المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة : « كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمالَ هذه اللغة ومنطقَها السليم وسحرَها الفريد ؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة ، فلقد اندفع الناس الذين بقوا على دينهم في هذا التيار يتكلمون اللغة العربية بشغفٍ ، حتى إن اللغة القبطية مثلاً ماتت تماماً ، بل إن اللغة الآرامية لغة المسيح قد تخلّت إلى الأبد عن مركزها لتحتلّ مكانها لغة محمد
و قال المستشرق الألماني كارل بروكلمان : « بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع مدىً لا تكاد تعرفه أيُّ لغةٍ أخرى من لغات الدنيا، والمسلمون جميعاً مؤمنون بأن العربية وحدها اللسانُ الذي أُحِلّ لهم أن يستعملوه في صلاتهم ...» و قال د. جورج سارتون : « وهبَ اللهُ اللغة العربية مرونةً جعلتها قادرةً على أن تدوّن الوحي أحسن تدوين ... بجميع دقائق معانيه ولغاته ، وأن تعبّر عنه بعباراتٍ عليها طلاوة وفيها متانة »
و أكّد المستشرق ريتر أستاذ اللغات الشرقية بجامعة إستنبول: « إن اللغة العربية أسهل لغات العالم وأوضحها ، فمن العبث إجهاد النفس في ابتكار طريقةٍ جديدةٍ لتسهيل السهل وتوضيح الواضح. إن الطلبة قبل الانقلاب الأخير في تركيا كانوا يكتبون ما أمليه عليهم من المحاضرات بالحروف العربية وبالسرعة التي اعتادوا عليها – لأن الكتابة العربية مختزلةٌ من نفسها – أما اليوم فإن الطلبة يكتبون ما أمليه عليهم بالحروف اللاتينية ، ولذلك لا يفتأون يسألون أن أعيد عليهم العبارات مراراً، وهم معذورون في ذلك لأن الكتابة الإفرنجية معقّدةٌ والكتابة العربية واضحةٌ كلّ الوضوح، فإذا ما فتحتَ أيّ خطابٍ فلن تجدَ صعوبةً في قراءةِ أردأ خطٍّ به، وهذه هي طبيعة الكتابة العربية التي تتسم بالسهولة والوضوح »
و أشاد ماريو بِلْ مؤلف كتاب « قصة اللغات » بأن العربية هي اللغة العالمية في حضارات العصور الوسطى، وكانت رافداً عظيماً للإنكليزية في نهضتها وكثيرٍ من الأوربيّات، وقد أورد قاموس Littre قوائمَ بما اقتبسته هذه اللغات من مفرداتٍ عربيةٍ ، وكانت أولها الإسبانية ثم الفرنسية والإيطالية واليونانية والمجرية وكذلك الأرمنية والروسية وغيرها ، ومجموعها 27 لغة ، وتقدر المفردات بالآلاف
قال المستشرق الألماني فرنباغ :« ليست لغة العرب أغنى لغات العالم فحسب، بل إن الذين نبغوا في التأليف بها لا يكاد يأتي عليهم العدّ ، وإن اختلافنا عنهم في الزمان والسجايا والأخلاق أقام بيننا نحن الغرباء عن العربية وبين ما ألفوه حجاباً لا يتبيّن ما وراءه إلاّ بصعوبة »
قال الأستاذ ميليه :" إن اللغة العربية لم تتراجع عن أرض دخلتها لتأثيرها الناشئ من كونها لغة دين ولغة مدنية، وعلى الرغم من الجهود التي بذلها المبشرون، ولمكانة الحضارة التي جاءت بها الشعوب النصرانية لم يخرج أحد من الإسلام إلى النصرانية ، ولم تبق لغة أوربية واحدة لم يصلها شيء من اللسان العربي المبين، حتى اللغة اللاتينية الأم الكبرى، فقد صارت وعاءً لنقل المفردات العربية إلى بناتها ". (الفصحى لغة القرآن - أنور الجندي ص 303 -304).
قال الفرنسي جاك بيرك :" إن أقوى القوى التي قاومت الاستعمار الفرنسي في المغرب هي اللغة العربية ، بل اللغة العربية الكلاسيكية الفصحى بالذات ، فهي التي حالت دون ذوبان المغرب في فرنسا ، إن الكلاسيكية العربية هي التي بلورت الأصالة الجزائرية ، وقد كانت هذه الكلاسيكية العربية عاملاً قوياً في بقاء الشعوب العربية "
منقول عن شبكة الفصيح
- أجمع علماء اللغة المحدثون على أن اللغات التي تسود اليوم لا تملك أن تدفع عن نفسها التغيير والتبديل والضمور حتى
ينتج منها لغة جديدة لأنهم يقولون إن أي لغة معاصرة لا يمتد عمرها أكثر من قرنين من الزمان . أما العربية فارتباطها
بالقرآن جعل لها تميزا لم يتح لغيرها فهي باقية إلى قيام الساعة وانتهاء الزمان
- تكمن أهمية بقائها متصلة بماضيها في حفظ تراث الامة الضخم و اتصاله بكل جيل ينشأ الى قيام الساعة في حين يضيع تراث باقي الامم بضياع وتغير اللغة المكتوبة به
- اللغة العربية أقدم اللغات التي ما زالت تتمتع بخصائصها من ألفاظ وتراكيب وصرف ونحو وأدب مع الاستطاعة في التعبير عن مدارك العلم المختلفة فهي ثابتة في أصولها وجذورها، متجددة بفضل ميزاتها وخصائصها .
- ليست للغة العربية شيخوخة فهي باقية ما بقي الكتاب العزيز عكس كل اللغات الاخرى
- اللغة العربية أغنى اللغات بيانا و أقواها برهانا
- فمن خصائصها الاشـتـقـاق حيث تشترك الكلمات في أ صول الحروف و مادتها وجزء من أصواتها وتشترك الألفاظ المنتسبة إلى أصل واحد في قدر من المعنى وهو معنى المادة الأصلية العام وهي بذلك تعلم المنطق وتربط أسماء الأشياء المرتبطة في أصلها وطبيعتها برباط واحد، وهذا يحفظ جهد المتعلم ويوفر وقته . وبمقارنة بسيطة مع الفرنسية نلحظ ما يلي :
كتاب livre مكتبة عامة bibliothèque محل الكتب librairie
يكتب ècrire مكتب bureau
- إن بين أوزان الألفاظ في العربية ودلالاتها تناسباً وتوافقاً، فصيغة ( فعّال) مثلا لمبالغة اسم الفاعل تدل بما فيها من
تشديد الحرف الثاني على الشدة أو الكثرة
- وتتميز اللغة العربية بالموسيقية فجميع ألفاظها ترجع إلى نماذج من الأوزان الموسيقية، والكلام العربي نثراً كان أم شعراً
هو مجموع من الأوزان ولا يخرج عن أن يكون تركيباً معيناً لنماذج موسيقية .
وقد استثمر الشعراء والكتاب العرب هذه الخاصة الموسيقية فقابلوا بين نغمة الكلام وموضوعه مقابلة لها أثر من الوجهة الفنية. فمثلاً يقول النابغة الذبياني
ميلــوا إلى الــدار مـن ليلى نحييـهـا نـعــم ونســألهـا عن بعــض أهليـهـا
حيث ينقلك إلى جو عاشق يهيم ويتأمل وتهفو نفسه برقة وحنان إلى آثار الحبيب بما في البيت من نعومة الحروف وكثرة المدود وحسن توزعها وجمال تركيب الألفاظ .
ويقول البحتري متحدثاً عن الذئب :
عوى ثـم أقـعى فارتجزت فهجتـه فأقـبل مثل البـرق يتبعه الرعد
فينقل تتابع حركات الذئب السريع في ألفاظ قصيرة الأوزان متوالية الحركات .
وقد بلغت هذه الخاصية ذروتها في التركيب القرآني، فأنت تحس، مثلاً في سورة العاديات ، عدو الخيل : (( والعاديات ضبحاً. فالموريات قدحاً. فالمغيرات صبحاً. فأثرن به نقعاً. فوسطن به جمعاً )).
- ولها باع في الدقة والخصوص والعموم، إذ تمتاز بدقة تعبيرها والقدرة على تمييز الأنواع المتباينة، والأفراد المتفاوتة، والأحوال المختلفة سواء في ذلك الأمور الحسية والمعنوية. فإذا رجعنا إلى معاجم المعاني وجدنا أموراً عجباً. فتحت المشي الذي هو المعنى العام أنواع عديدة من المشي :
درج حبا حجل خطر دلف هدج رسف اختال تبختر تخلج أهطع هرول تهادى تأود...
والأمثلة كثيرة في كتب معاجم المعاني كفقه اللغة للثعالبي وهو مجلد صغير، والمخصص لابن سيده الذي يقع في 17 جزءاً .
و إن في هذه الدقة في التعبير والتخصيص سبيل من سبل تكوين الفكر العلمي الواضح المحدد .
و التخصيص اللغوي والدقة في التعبير لا بد منها للأديب لتصوير دقائق الأشياء وللتعبير عن الانفعالات والمشاعر والعواطف
- ومن مميزاتها الإيجــاز :فهو صفة واضحة في اللغة العربية .يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( أوتيت جوامع الكلم )). ويقول العرب (( البلاغة الإيجاز )) و (( خير الكلام ما قلّ ودلّ )). وفي علم المعاني إيجاز قصر وإيجاز حذف .
الإيجاز في الحرف :
والإيجاز في العربية على أنواع ، فمنها الإيجاز في الحرف، حيث تكتب الحركات في العربية عند اللبس فوق الحرف أو تحته بينما في اللغات الأجنبية تأخذ حجماً يساوي حجم الحرف أو يزيد عليه. وقد نحتاج في اللغة الأجنبية إلى حرفين مقابل حرف واحد في العربية لأداء صوت معين كالخاء (KH) مثلاً ولا نكتب من الحروف العربية إلا ما نحتاج إليه، أي ما نتلفظ به، وقد نحذف في الكتابة بعض ما نلفظ : لكن - هكذا - أولئك. بينما في الفرنسية نكتب علامة الجمع ولا نلفظها، وأحياناً لا تلفظ نصف حروف الكلمة. ونكتب في الإنكليزية حروفاً لا يمر اللسان عليها في النطق ، كما في كلمة (right) مثلاً التي نسقط عند النطق بها حرفين من حروفها (gh) نثبتهما في كتابتها .
وفي العربية إشارة نسميها ( الشدة )، نضعها فوق الحرف لندل على أن الحرف مكرر أو مشدد، أي أنه في النطق حرفان، وبذلك نستغني عن كتابته مكرراً، على حين أن الحرف المكرر في النطق في اللغة الأجنبية مكرر أيضاً في الكتابة على نحو (frapper) و (recommondation) .
ونحن في العربية قد نستغني كذلك بالإدغام عن كتابة حروف بكاملها، وقد نلجأ إلى حذف حروف. فنقول ونكتب ( عَمَّ ) عوضاً عن ( عن ما ) و ( مِمَّ ) عوضاً عن ( من ما ) و (بِمَ) عوضاً عن ( بما ) ومثلها ( لِمَ ) عوضاً عن ( لِما ) .
الإيجاز في الكلمات : وبمقارنة كتابة بعض الكلمات بين العربية والفرنسية والإنكليزية نجد الفرق واضحاً :
العربية وحروفها الفرنسية وحروفها الإنكليزية وحروفها
أم 2 mère 4 mother 6
أب 2 père 4 father 6
أخ 2 frère 5 brother 7
وليست العربية كاللغات التي تهمل حالة التثنية لتنتقل من المفرد إلى الجمع، وهي ثانياً لا تحتاج للدلالة على هذه الحالة إلى أكثر من إضافة حرفين إلى المفرد ليصبح مثنى، على حين أنه لا بد في الفرنسية من ذكر العدد مع ذكر الكلمة وذكر علامة الجمع بعد الكلمة :
الباب البابان - البابين les deux portes door the two
الإيجاز في التراكيب :
والإيجاز أيضاً في التراكيب ، فالجملة والتركيب في العربية قائمان أصلاً على الدمج أو الإيجاز . ففي الإضافة يكفي أن تضيف الضمير إلى الكلمة وكأنه جزء منها :
كتابه son livre كتابهم leur livre
وأما إضافة الشيء إلى غيره فيكفي في العربية أن نضيف حركة إعرابية أي صوتاً بسيطاً إلى آخر المضاف إليه فنقول كتاب التلميذ ومدرسة التلاميذ، على حين نستعمل في الفرنسية أدوات خاصة لذلك فنقول :
de l’élève le livre ، l’école des élèves .
وأما في الإسناد فيكفي في العربية أن تذكر المسند والمسند إليه وتترك لعلاقة الإسناد العقلية المنطقية أن تصل بينهما بلا رابطة ملفوظة أو مكتوبة، فنقول مثلاً ( أنا سعيد ) على حين أن ذلك لا يتحقق في اللغة الفرنسية أو الإنكليزية ، ولا بد لك فيهما مما يساعد على الربط فتقول :
( je suis heureux ) ، ( I am happy ) .
وتستعمل هاتان اللغتـان لذلك طائفـة من الأفعـال المساعدة مثل (avoir , étre) في الفرنسـية
و (to have , to be) في الإنكليزية
كما أن الفعل نفسه يمتاز في العربية باستتار الفاعل فيه أحياناً، فنقول (أكتب) مقدرين الفاعل المستتر، بينما نحتاج إلى البدء به منفصلاً دوماً مقدماً على الفعل كما هو الأمر في الفرنسية (je-tu…) وفي الإنكليزية (I , you ...). وكذلك عند بناء الفعل للمجهول يكفي في العربية أن تغير حركة بعض حروفه فتقول : كُتب على حين نقول بالفرنسية ( il a été écrit ) وفي الإنكليزية ( it was written ) .
وفي العربية إيجاز يجعل الجملة قائمة على حرف : فِ ( وفى يفي )، و (ع) من وعى يعي، و ( ق ) من وفى يفي، فكل من هذه الحروف إنما يشكل في الحقيقة جملة تامة لأنه فعل وقد استتر فيه فاعله وجوباً .
وفي العربية ألفاظ يصعب التعبير عن معانيها في لغة أخرى بمثل عددها من الألفاظ كأسماء الأفعال .
نقول :( هيهات ) ونقول في الإنكليزية ( it is too far )
( شتان ) ( there is a great difference )
وحرف الاستقبال مثل : ( سأذهب ) ( I shall go )
والنفي أسلوب في العربية يدل على الإيجاز :
العربية : ( لم أقابله ) ، الإنكليزية : ( I did not meet him )
الفرنسية : ( Je ne l’ai pas rencontré )
العربية : ( لن أقابله ) ، الإنكليزية : ( I will never meet him )
الفرنسية : ( Je ne le rencontrerai jamais )
الإيجاز في اللغـة المكتوبـة :
فمثلاً سورة ( الفاتحة ) المؤلفة في القرآن من 31 كلمة استغرقت ترجمتها إلى الإنكليزية 70 كلمة .
ويقول الدكتور يعقوب بكر في كتاب ( العربية لغة عالمية : نشر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة 1966 ) : (( إذا ترجمنا إلى العربية كلاماً مكتوباًُ بإحدى اللغات الأوروبية كانت الترجمة العربية أقل من الأصل بنحو الخمس أو أكثر .))
- إ ن العربية لغة حية، قادرة على مسايرة الحياة، وليست لغة عقيمة جافة كما يدعي من لم يعرف العربية، ويجهل تاريخها. حيث إنها تهيأت لاستيعاب كافة العلوم: حتى وصلت العلوم إلى درجة عالية من حيث الكمية والمحتوى.
يقول الشيخ محمد بن الطاهر عاشوررحمه الله: "ومما تقدم إلى هنا: تعلم أن العلوم التي كانت تدرس وتدون يومئذٍ تنتهي إلى اثنتين وثلاثين علماً وذكر منها العديد من العلوم الدنيوية التي كان للعرب السبق اليها منها : الطب والهندسة والفلك والحساب والطبيعة وعلم الحيوان و الصيدلة والكيمياء و الفلاحة والجبر
- ومن مزايا اللغة العربية (الإعراب) الذي هو الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ، وبه يُعرف مراد المتكلِّم من الكلام، ولولاه ما مُيِّز بين فاعل ومفعول، ولا عُرف تعجُّب من استفهام.
- فالإعرابُ به تتميَّز المعاني، ويوقَف على أغراض المتكلِّمين. ولنَضرِب مثلاً يوضِّح هذه المزية:
لو أن قائلاً قال: (ما أحسنْ زيدْ) غيرَ مُعربٍ، أي سَكَّن أواخرَ الكلمات، لم يُعرف مراده.
فإذا قال: (ما أحسنَ زيدًا!) وأظهر علامات الإعراب عرفنا أنه يتعجَّب.
وإذا قال: (ما أحسنُ زيدٍ؟) وأظهر علامات الإعراب عرفنا أنه يستفهم عن أحسن شيء في زيد.
وإذا قال: (ما أحسنَ زيدٌ) بالإعراب عرفنا أنه ينفي الإحسانَ عن زيد.
- ومن مزايا اللغة العربية أنَّ للأبنية (الصيغ) دلالاتٍ تجعل السامعَ يدرك من معرفته للصيغة المرادَ. وللأوزان في هذه اللغة
معانٍ، ومن ذلك ما هو معروفٌ ومشهور كالأسماء المشتقَّة من نحو اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبَّهة واسم الزمان
واسم المكان وأفعل التفضيل واسم الآلة، والمصدر الدالِّ على المرَّة والمصدر الدالِّ على الهيئة.
- ولأوزان الأفعال وتصاريفها دلالاتٌ معينة:
فمثلاً (فاعَلَ) تدلُّ على تعلُّق الفعل بمتعدِّد، وعلى المنافسة، مثل: قابَلَ وزاحَمَ ونافَسَ. وهكذا.
و(تفاعل) تدلُّ على المشاركة وتعدُّد الفاعلية، وقد تدلُّ على التظاهُر بالشيء، مثل: تَجاهَلَ، وتَغابَى، وتَمارَضَ.
ولأوزان الكلمات معانٍ معينة:
فمثلاً (فُعال) تدلُّ على الأصوات، مثل: رُغاء، وثُغاء، وعُواء.
و(فُعالَة) تدلُّ على البَقايا، مثل: حُثالَة، نُخالَة.
و(فِعالَة) تدلُّ على الحِرفَة، مثل: زِراعَة، حِياكَة.
وهذه الطريقةُ في اشتقاق الألفاظ من مَواردها الأصلية، وتصريفها في أشكالٍ متنوِّعة، واستخدام هذه الأبنية، تختلفُ عن طريقة التركيب الإلحاقي المعروفة في لغاتٍ أخرى والتي تقوم على زيادة أحرُف مخصوصة في أول الكلمة أو في آخرها لتدلَّ على معنًى خاص.
و إنَّ وجود هذه القوالبِ الفكرية العامَّة في اللغة العربية توفِّر على المتكلِّم والمتعلِّم كثيراً من الجهد في التعبير والفَهم والإدراك.
- و قد تميزت حروف العربية بانفرادها بحروف لا توجد في اللغات الأخرى, كالضاد والظاء والعين والغين والحاء والطاء والقاف, وبثبات الحروف العربية الأصيلة
- ومن مزايا هذه اللغةِ أن أصواتَ الحروف العربية يُنطَقُ بها الآنَ كما كان يَنطِقُ بها أهلُها قبل خمسةَ عشرَ قرناً، والفضل في ذلك يعود إلى القرآن الكريم.
- ومن مزايا هذه اللغةِ ثباتُها على مرِّ الزمان ومحافظتُها على خصائصها ومفرداتها، فما قاله زهير وعنترة والحطيئة قبل خمسةَ
عشرَ قرنًا يقرؤه العربيُّ المعاصر اليومَ فيفهم مَعناه.
- انظر قولَ زهير:
ومَنْ لا يَذُدْ عن حَوضِهِ بسِلاحِهِ يُهَدَّمْ ومَنْ لا يَظلمِ الناسَ يُظْلَمِ
ومَن يَغترِبْ يَحسِبْ عدوّاً صَديقَهُ ومَن لا يُكرِّمْ نفسَه لا يُكَرَّمِ:
- وقول الحطيئة
أقِلُّوا عَلَيْهِمْ لا أبَا لأبِيكُمُ منَ اللَّومِ أو سُدُّوا المكانَ الذي سَدُّو أُولئكَ قَومٌ إِنْ بَنَوا أَحْسَنُوا البِنَى وإن عاهَدُوا أَوْفَوْا وإن عَقَدُوا شَدُّوا
إن هذه الأبياتِ كأنها نُظمت الآن، وهذا إنما كان بسبب ارتباط اللغة بالقرآن، وقد كان هذا سبباً في أن يجعلَ أجيالَ الأمة
المتعاقبة يستفيدون من تُراث أمَّتهم الثقافي ومن أفكار عباقرتهم على مرِّ العصور، وكان سبباً في جعلِ أبناء أقطارٍ متباعدة يتكلَّمون لغةً واحدة من شواطئ الأطلسيِّ إلى حُدود فارس.. وجعلِ هذه اللغةِ إطاراً استوعَبَ ثمرات عقول ضَخمة وعبقريات
فذَّة.. وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس.وبالموازنة مع الإنكليزية نجد أن ما كتبه شكسبير (1564-1616م) يحتاج اليومَ الراغبون في فهمه من الإنكليز إلى مُترجم يُترجمه لهم.
- تكامل حروف اللغة في مخارجها وتوزعها عمن أقصى الحلق إلى الشفتين في الأمام، وأطراف اللسان، واللسان ذاتها الحروف موزعةً عليها توزيعاً عجيباً، ولذلك نحن نستطيع أن ننطق سائر الحروف التي لديهم من كمال مخارجنا، ونقول: (تي وبي) لكن هل منهم من يستطيع أن ينطق بسهولة ( ع، ح، غ، ق، ص، ط)؟ لا يستطيعون إلا بصعوبة، فمخارجنا أكمل من مخارجهم
- . وفي لغتنا كمال الحروف، فعندنا المفرد والمثنى والجمع، أما اللغة الإنجليزية فليس فيها المثنى، وعندنا أنتَ وأنتِ للدلالة على المذكر والمؤنث، وهم يقولون: ( You ) ولا تعرف هل يخاطب رجلاً أم امرأة، ويقولون: دكتور و ( Teacher ) ولا تعرف هل هو رجل أو امرأة، ونحن عندنا تاء التأنيث، والألف المقصورة للتأنيث، وعندنا علامات التأنيث للتفريق بين الذكر والأنثى، فلا تعجب أن يكون أولئك فيهم ظاهرة الخنوثة في لغتهم وفي أخلاقهم!
- وذهب كثيرٌ من علماء فقه اللغة إلى أنَّ اللغة العربية تنفرد بمزايا لا توجد مجتمعةً في لغة أخرى من لغات البشر، أي قد توجد بعضُ هذه المزايا في لغة من اللغات. أما أن تجتمعَ كل هذه المزايا في لغة غير العربية فهذا غيرُ موجود. ولذلك تفصيلٌ أفاض فيه هؤلاء العلماء.
- ممّا سبق نرى بأنّ مايميز اللغة العربية من اللغات الأخرى, قدرتها الفائقة على الاشتقاق, وتوليد المعاني, والألفاظ, وقدرتها على التعريب, واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى, إلى جانب غزارة صيغها, وكثرة أوزانها. وهذه السعة في المفردات والتراكيب, أكسبتها السعة والقدرة على التعبير بدقة ووضوح.
منقول ايضا
1. قدرات الاشتقاق في اللغة العربية، وتوليد المعاني والألفاظ. مثلاً: فعل كتب يتضمن اشتقاقات هي في اللغات الأخرى كلمات مختلفة: كتب (Wrote)، كتاب (Book)، مكتبة (Library)، مكتب (Office)، مكتوب (بمعنى رسالة Letter).
2. تميز الجرس الصوتي، وحركية موقع الكلمة في الجملة مثل: ذهب الولد إلى البيت، الولد ذهب إلى البيت، إلى البيت ذهب الولد (ففي كل حالة دلالة معنوية مختلفة عن الأخرى) بينما يعتبر ذلك في كثير من اللغات خطأَ.
3. قلة الحروف المستعملة، فمعظم كلمات اللغة العربية ثلاثية أو رباعية، ومن الأمثلة: Classification = تصنيف (14 حرفاً مقابل 5 أحرف)، Difficult = صعب (9 أحرف مقابل 3 أحرف)، Subtraction = طرح (11 حرفاً مقابل 3 أحرف)، Recognize = يدرك (9 أحرف مقابل 4 أحرف).
4. دلالات صيغها على اختلافات معنوية مثل: طالب يجمع على: طالبون، وطلاّب، وطلبة (وهي متفاوتة من حيث قوة الطلب من الأدنى إلى الأعلى) بينما في الإنكليزية : students – student .
5. قدرتها على اختصار جمل في كلمة، أو كلمات قليلة مثل: يُعلّمُهُ (فعل مضارع، وفاعل، ومفعول به، فهي جملة في كلمة بينما في الإنكليزية: He is teaching him
6. قدرتها التحليلية للمفردات بمخزونها الثقافي مثل: كلمة تزكية : حيث تتضمن معنيين: التطهير، والتنمية. وتربية : إنشاء الشيء حالاً فحالاً شيئاً فشيئاً إلى الكمال، فتضمن هذا المعنى اللغوي بعض خصائص العملية التربوية الذي يتحدث عنه التربويون اليوم (البنائية، التدرج، المرحلية، الهدفية).
7. أنها أقدم اللغات السامية.
8. نزل بها القرآن الكريم.
9. فيها ظاهرة الإعراب التي لا يوجد في أي لغة أخرى.
10. مناسبة حروف اللغة لمعانيها.
11. لكل حرف فيها مخرجه وصوته الخاص به.
12. سعة مفرداتها وتراكيبها.
13. سعتها في التعبير.
14. قدرتها على التعريب، واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة معينة.
15. فيها خاصية الترادف، والأضداد، والمشتركات اللفظية.
16. غزارة صيغها وكثرة أوزانها.
17. ظاهرة المجاز، والطباق، والجناس، والمقابلة والسجع، والتشبيه.
18. فنون اللفظ ( البلاغة والفصاحة وما تحويه من محسنات).
19. وجود حرف الضاد للعَرَب خاصة ولا توجد في كلام العجم
المفضلات