المبجل الأستاذ عامر العظم
كم بودي ان أتماشى مع فكركم الا انكم طرحـتم امراً خضت قيه سجالات عديدة حول من هو المعلم ومن هو المدرس ومن هو المحاضر, ..ووجدت العديد ممن زاملتهم بعيدين عن هدف الدراسة العليا التي اجتازها, ولم يستمر في ابحاثه واكتفى بما حققه من نتائج اثناء دراسته في الخارج , وكتبت في موقع واتا الغراء مقالة سبق وان نشرتها في جريدة الثورة العراقية الغراء في نهاية التسعينات بعنوان " نوم اهل البحث", فهاج علي بلا رحمة بعض التنابل من الذين اعتمدوا في ابحاثهم على تجارب ما تـسمى بالمتغيرات في ظروف التفاعل, وتدوين النتائج في مجلة الجمعية الكيميائية في بغداد آنذاك, وهكذا يحصل مثل ذلك الدكتورعلى الترقية العلمية!
وفي نهاية التسعينات صدرت التعليمات من وزارة التعليم العالي في بغداد بعدم توقف ترقية راتب عضو هيئة التدريس اذا كان بدرجة استاذ, .. وبعد اسابيع تهافت التنابل كما تتهافت براقش على النور, وقدموا ابحاثهم من اجل الترقية , ومن سوء حظ احد هؤلاء ان يصل بحثه لي لتقارب اختصاصنا,.. وعلى الفور رفضت بحثه, فأهتز رئيس القسم من قراري لما لذلك العضو من مركز مرموق في عدة مناصب في جامعة بغداد!
وقال ان راتبه سيتوقف اذا لم يحصل على لقب استاذ ولم تنفع الوساطات معي, فأصر رئيس القسم بأسم الصداقة على تمشية الأمر فقلت له,.. من المستحيل ان اخون مهنتي , فالتعليمات تنص على ان البحث المقدم لنيل درجة الأستاذية ,.. ان يكون المعني قد قام بالبحث بنفسه,.. وانني على علم بعدم دخول (السي سـيد ) المختبر البته !
المهم ارسل البحث لمقيم آخر ونال الترقية, وفعلاً قال في قرارة نفسه :
( طـز بالدكتوراه او الأستاذيه ,.. وما فيش حـًد احسـن من حًـد ) !
لا اريد ان اتكلم عن نفسي, فأبحاثي ومؤلفاتي وخدمتي في عدة جامعات تغني عن اي شهادة ,.. الا انني اود تدوين ما تعلمته من استاذتي التي نلت على يدها درجة الدكتوراه ,..حيث قلت لها في اليوم التالي الذي حددت فيه الخطوط العامة للبحث على المركبات المعقدة للكوبلت,.. قلت لها انا لا اريد البحث عن الكوبلت انني اريد البحث عن الكبريت لأنه موجود بكميات هائلة في بلادي!...تعجبت الأستاذة ثم ادركت جهلي بمعنى البحث , وراحت تشرح لي ذلك ,..وفي يوم حفلة نيل الشهادة قالت لي الأستاذة امام الجميع ,..لا يصيبك الغرور بهذه الشهادة, فأن كل ما عملناه لك هو وضعك في بداية طريق وعـر, وطويل , ولذايتحتم عليك السير به ولا تتخلى عن البحث , وبالخصوص عن الكبريت ! وابتسمت ولم يفهم ذلك سـواي, وتذكرت ما دار بيننا من نقاش في بداية لقائي معها !
كنت ايام الصبا من قراء مجلة طبيبك, وتذكرت سؤال احد الباحثين للمجلة عن سبب تجمد (حيامنه ) الموضوعة على ورقة وتعريضها للنار!! .. وكان رد القباني:
بارك الله فيك وفي الأمة التي انجبتك!..ثم راح يشتمه بكلمات قاسية لا اريد تكرارها!
يجب عدم وضع اللوم على الشهادة وانما على حاملها , ..وكما في المثل العراقي:
المطي (اجلكم الله) يبقى مطي وان تغير أجلالًهُ,... اي البرادع !
المفضلات