في رائعة سعيد عقل ( وهو غير رائع بالطبع ) وعنوانها سائليني يا شآم يقول :
سائليني، حينَ عطّرْتُ السّلامْ،=كيفَ غارَ الوردُ واعتلَّ الخُزامْمستخدما ( عندلة ) اسما بمعنى الطائر الغرّيد الجميل ( الهزار ) وهو خطأ فاضح تابعه عليه كثير من الشعراء ، ولم يتنبه أو ينبّـه اليه أحد ، حسب علمي المتواضع .
وأنا لو رُحْتُ أستَرْضي الشَّذا=لانثنى لُبنانُ عِطْراً يا شَآمْ
ضفّتاكِ ارتاحَتا في خاطِري=و احتمى طيرُكِ في الظّنِّ وَحَامْ
نُقلةٌ في الزَّهرِ أم عـَنْدَلَـةٌ=أنتِ في الصَّحوِ وتصفيقُ يَمَامْ
أنا إن أودعْتُ شِعْري سَكرَةً=كنتِ أنتِ السَّكبَ أو كُنتِ المُدامْ
* العـَنـدل : اسم الناقة عظيمة الرأس ،للمذكر والمؤنث ، أما العندلـة فهو وصف المرأة ضخمة الثديين ، وهي التي كان العرب يفضلونها ويعتبرونها صفة جمال فيها ، كونها أشبع للرضيع وأدفــأ للضجيع !
والعندليل ، والعندليب بمعنى واحد : نوع من العصافير الجميلة الغرّيدة ، الهـزار ، وجمعـهـا عنادل ...
وسبب الجمع أن العرب تنظر الى ما جاوز الأربعة أحرف ولم يكن الحرف الرابع حرف مَـد ولين ، فترده الى الرباعي وتبني منه الجمع ، وهنا يُـقال عنادل ،،، والشعراء يخطئون حين يردون هذا الجمع الى المفرد فيقولون ( عندل وعندلة ) وهو خطأ واضح اذ يجب أن يردوه الى أصله وهو ( عندليب وعندليل ) ، فالعندل والعندلة لهما معنيان مختلفان كما أسلفنا .
** ومن الجدير ذكره أنّ ( عندل ) ترد عند العـرب فعـلا ، لا اســـما ، يُـقال كما في لسان العرب والقاموس المحيط ومحيط المحيط وغيرها من المعاجم :
عـَنْـدَلَ الهزارُ ، أي صَـوَّتَ وغـَـرَّد ، كما يقولون : عندل البعير اذا اشْـتَـدّ عـَصبـُه ، وهو في هاتين الحالتين اســـم ، لا فـعــل ، ولهذا اقتضى التنبيه والله أعلم ، وبه التوفيق وعليه التكلان .
المفضلات