http://www.nowlebanon.com/Arabic/New...aspx?ID=144568
عيد الحب تجسّده الذكرى
غادا فؤاد السمّان، الاثنين 8 شباط 2010
الجميع على موعد في لقاء الساحات لتحية شهيد لبنان الأكبر رفيق الحريري، بعدما صار الموعد للجميع، والموعد ليس مجرّد موعد.. لو لم يجتمع لأجله الجميع، تلك هي المعادلة الصحيحة التي تتحقق بتحصيل حاصل للسنة الخامسة على التوالي، ومع أنّ الحزن لا يزال الوصيّ الشرعي للمناسبة، ويمرر غصّاته المؤلمة تِباعاً في النفوس، والمرارة سمة راسخة في لدن البال، بعدما توقف عدّاد الزمن عند عتبة المحكمة الدولية التي عقد الجميع لأجلها اتفاقاً ضمنيا على الانتظار، والتي تعد بإعلان الحقيقة التي ينتظرها كل من عرف رفيق الحريري وكل من أحبّه وأحبّ خليفته البار سعد الحريري الذي سار على الدرب وأخلص للنهج وحمل الوطن أمانة على عاتقة وأثبت الجدارة أمام الخصوم قبل المؤيدين.
في ظلّ هذا الاستهلال الزاخر بالأبيض والأسود يأتي 14 شباط هذا العام عيداً للاحتفال على الرغم من كلّ شيء، ليظلّ عيداً كما شاءه "فالنتين"، وكما شاءته جموع الأوفياء لرفيق الحريري عيداً للحب والوفاء واللهفة، عيداً للذكرى والتجسيد والاستمرار، عيداً للحرية والسيادة والاستقلال، عيداً للوطن والمواطن والإرادة، عيداً للحق والحقيقة والتحرير، عيداً للاتفاق والوفاق والتوافق، عيداً للانسجام والتفاهم والتأييد، عيداً للبنان أولا، وللبنان دائما، وللبنان أبداً، وعيداً لتحديد المصير.
منذ أسبوع وصغيري يوضّب هتافه الحميم، يستعرض عباراته القصيرة على مسامعي، يرتّب مفرداته ويفاضل بينها حسب الأولوية: "الله/ حريري/ لبنان وبس"، "الله/ لبنان/ حريري وبس" ويجتهد في مساءلتي حول الأفضلية، حتى صرت بيني وبيني أسمع صوتي هاتفاً على غِراره مع أني لم أبرح الصمت ولم أجزم بشأن الأفضلية، وبدون تفكير كما كل عام كنت أردد أمامه سنواكب المسير من هنا تتقدّمنا الشاشة الصغيرة وتتبعها قلوبنا، وكما كل عام يسألني بإلحاح شديد" كيف؟.. أجيبه من داخل غرفتنا المربّعة نكتفي بما لدينا من نبضٍ وخفقَ وجدان، يغضب صغيري يثور يعتب ولا يفهم سبباً لعدم المشاركة، وبغصّة توازي كافّة الغصّات التي تعاقبت على لبنان أخبره أنّ أوراقنا الثبوتيّة وفي مقدّمتها إقامتنا المؤقّتة لا تخوّلنا حقّ التواجد أو حتى حق الدمعة، فأكتاف جميع اللبنانيين هناك ستكون جنباً إلى جنب وذاك المهم، وأي كتف هناك سيكون إلى كتفنا وذاك الهمّ، وبخاصّة عندما يسأل سائل وما أكثرهم هل حصلتِ على الجنسية أخيراً، مع أنّ الحزن الذي استوطنني وصغيري على الشهيد رفيق الحريري ولا يزال، لم يبرز لنا هوية أو ورقة مرور أو حتى صلاحية محددة لفترة الإقامة؟
التالي السابق
المفضلات