المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.محمد فتحي الحريري
سيدتي الباحثة الكريمة
مساؤكم نور وخير ورضى وبعد :
الواو اولا ليست واو الثمانية ابدا ، فواو الثمانية مثل المقصودة بسورة الكهف في قوله تعالى : (( وثامنهم كلبهم ...)) تفيد الاثبات كما لا يخفى على حضرتكم ،
وهنا المقصود بالواو واو العطف وتفيد التنوع كقولي : شربت الحليب والعصير ، فالواو للتنوع والتعدد
ذكرها الله تعالى لافادة ان الله تعالى قادر ان يزوجه الافضل من النساء الموصوفات بصفات ست مُـثْـلى وهي : الاسلام والايمان والقتوت واالتوبة والعبادة والسياحة ،
ومن كل صنف صنفين ثيبات وابكارا ، ويكون هذا أشهى للنفس ، فانّ التنوّعَ يبسط النفس ويسرّهــا ، وقال بعض المفسرين ان الله زوجه من الثيبات آسية امرأة فرعون ومن الابكار مريم البتول أم المسيح عليهما السلام ، ومنهم من قال هذا اشارة الى خديجة وهي ثيّب - اولى ازواجه - ومن الابكار كلثم اخت موسى ، واورد اصحاب التفسير اقوالا اخرى وكلها ضعيفة او مردودة ،،
واقول بحكم اختصاصي :
الواو حرف عطف كما ذكرت ولم تذكر بين سائر الصفات لانهما صفتان متناقضتان ، متنافيتان او متضادتان بخلاف سائر الصفات ، وسبب النزول يوضح المراد فالآية نزلت بعد قصة التحريم المشهورة ، والله تعالى لم يقل سيزوجه ، انما قال (( انْ طلّقكن ))وحرف الشرط (انْ) يفيد في علم الدلالة التشكيك واستبعاد الوقوع ، أي استبعاد قضية الطلاق ، وحسم الموضوع فيكون ما ذكره المفسرون هنا ليس مرادا ألبتة !!
أما تقديم الثيبات على الأبكار فهي لفتة علمية رائعة ، يجب الانتباه اليها بدقة ، فالأهمية للزواج بل الأهم هي الثيوبة وليس العذرية ، وعدد الثيبات يتزايد والمرء العاقل لا يتطلع للبكر دائما ، رغم أن النفس تميل للبكر أكثر وعلى المرء أن ينظر للأهم وليس للأفضل والأشهى ،وما قاله رسول الله لجابر :
(( هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك !!!)) يضعه الخطباء وأئمة المساجد والوعاظ في غير سياقه ، لاحظوا رسول الله يخاطب شابا يافعا ، جابر في سن الشباب او ما يناهز البلوغ وتزوّج امرأة كبيرة وفرح رسول الله كثيرا بهذا الزواج ، واراد أن يطمئن الى غرس أبي جابر فسأله هلا بكرا؟! فقال :
لي أخوات وأردت أن أتزوج امرأة تكون لهن أمــــا !!! وكان رسول الله أشد الناس فرحا بهذا الزواج لا كما يروّج له أصحاب الالسنة الطويلة والعقول القصيرة ويوهمون الآخرين أن الابكار هن الصالحات فقط للزواج والثيبات فاتهن القطار وليتم دفنهن حيّـــات ... ولعمري ان هذا بعيد عن المنطق المدني الحضاري بعد الفهم عن عقولهم الملساء !
نعم هناك حديث الحض على الزواج بالابكار وأنهن أنتق أرحاما وأعذب أفواها ، وتوجيه الحديث انما هـو لمن أراد الذريـــة !
ومع أن الراغبين - جلهم -يريد الذرية ،الا أن هناك من له حاجات أخرى فليتزوج الثيبات فانهن بركة وصواحب تجربة وخبرة في الحياة حتى لو كنّ أكبر منه ســنا ، وما المشكلة في ذلك عند العقلاء ؟؟؟ّّّّ!!!أليس لهم في رسول الله الاسوة ، أم في روميو وجوليت ونوادي هـــولي وود ؟؟!!
ذكر الله الثيبات أولا لانهن الاهم والابرك وهن أصحاب خبرة وتجربة وأحق بالتزويج ، والتأخر بتزويجهن فيه مفسدة للمجتمع ،والأوانس أصبر على تأخر التزويج بينما هن لا يمتلكن الصبر نفسه ، ومن هنا كانت عقوبتهن ان قارفن الفاحشة الرجم ، بينما عقوبة البكر هي الجلد فقط ،،، وهن الاكثر عددا في المجتمع والاحنى على البعل زالأرأف بوضعه الاقتصادي بحكم الخبرة ،،،،، وهذا رسول الله لم يتزوج من الابكار الا مرة واحدة وتزوج من الثيبات ثلاث عشرة مرة !
اعود لاكرر ان القضية اخبار عن قدرة الله لو طلق رسول الله ازواجه وهو لم يكن ولن يكون ، اخبار عن القدرة لا عن الكوْن ، بدليل ( ان ) حرف التشكيك ، وذلك تخويفا لنساء النبي مع الاعلام بانه لن يحصل وبالتالي فالتفسير بان الله زوجه فلانة وفلانة غير صحيح ومن قال به فقد ابعد النجعة ،، كقوله ( وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم )) اخبار عن قدرة الله وليس ان في الكون من هم افضل من أمة محمد ..
والتقديم اخبار باهمية وافضلية الزواج من الثيبات ، ولنا في القرآن مثال آخر ، حتى لا يقول قائل من اين ابتدعت هذا ؟؟
القرآن الكريم يشير دائما للامور حسب الاهمية ، اقرأ قوله تعالى : ((... يخلق ما يشاء ، يهب لمن يشاءُ اناثـــا ويهب لمن يشاء الذكور )) سورةالشورى/49 .
وفي الآية بعدها حين أراد الاصل قدّم الذكران (( أو يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير )) لاحظوا كيف قدم الأهَـمّ عند الأهَـمّ ، وقدَّم الاصل حين اراده ، أي : لما كان سياق الكلام ان الله فاعل لما يشاؤه لا لما يشاؤه الانسان ، فقدم الانثى وهي التي لا يشاؤها الانسان رغم انها الاهم ، والاهم واجب التقديم وتقديمهن ليس لتقدمهن وانما لاهميتهن ،
وفي الآية هنا موضوع البحث قَـدَّم الثيبات لأنهن الأّهَــمّ رغم أن النفس البشرية أميل للابكار ، الا أن الاهم بالتزوّج والتزويج والأحسن هن الثيبات ،،،
هذا والله أعلم وهو الهادي وعليه التكلان ، وهذا منتهى علمنا الضئيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ,,,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قاله رسول الله لجابر :
(( هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك !!!)) يضعه الخطباء وأئمة المساجد والوعاظ في غير سياقه ، لاحظوا رسول الله يخاطب شابا يافعا ، جابر في سن الشباب او ما يناهز البلوغ وتزوّج امرأة كبيرة وفرح رسول الله كثيرا بهذا الزواج ، واراد أن يطمئن الى غرس أبي جابر فسأله هلا بكرا؟! فقال :
لي أخوات وأردت أن أتزوج امرأة تكون لهن أمــــا !!!
الدكتور محمد تواجدك شهد من نور , وبكرم هذا الحضور تقبل مداخلتي ومشاركتي بصدر رحب وهذا ما التمسناه من سمو خلقك
هذا الحديث لا اعلم صحته , وتفاجأت الآن بما ذكرت وتفضلت به ...
لو كان ما ذكر صحيح ان رسول الله فرح لجابر بزواجه من ثيب لكي تكون " أم " لأخواته ,
وليس مطلبا او رغبة "...الكلمة صعب ذكرها واعتذر "..." مصطلح آخر قريب منها " فطرة واشباع غريزة وانجاب الابناء"
لكان الاجدر برسول الله ان يتزوج بثيب بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها لكي تقوم ببناته امهات المؤمنين رضي الله عنهن فهي صاحبة الخبرة والتجربة ... فلماذا الرسول قدم البكر السيدة عائشة رضي الله عنها على الثيب هنا , بينما لجابر العكس وهو شاب ولم يسبق له الزواج ...
وربما يتضح ان ما لمسه الرسول بعد زواجه من السيدة عائشه رضي الله عنها احب ان يوصله لجابر بطريقة غير مباشرة
ولنا عودة
خالص التقدير
المفضلات