(( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا))
هكذا يد الله مع الجماعة في الاعتصام بحبل الله والرجوع الي منهاجه القويم والصراط المستقيم
تلك الكلمة اعيد تسطيرها الان هنا حتي تعم الفائدة والله يعلم حُسن القصد وقد سطرتها في موضوع مستقبل الكلمة في واتا
وهي دعوي لتجاوز خلافتنا بالحوار والحمكة والموعظة الحسنة
واقول بالله التوفيق
وقبيل الشروع في الموضوع اود الاشارة حينما نفقد تعريف الامور بمسمياتها الحقيقية سندور في حلقة مفرغة
وهذة اول رسالة لي ادركتها في واتا للسؤال عن الديمقراطية او الدبلوماسية او........واستفزاز العقل لتصحيح مسار الفكر العربي في هذا الصرح الثقافي العريق
الحديث عن الكلمة في القرآن كانت (( اقرأ)) اولي كلمات الدعوة للفكر الحضاري والحوار المسئول
والكلمة في الانجيل ((في البدء كانت الكلمة)) في سفر التكوين
والكلمة هي فصيلة دم الكاتب من خلال تحليل فكره وعاطفته ومشاكله وسخطه ورضاه وحبه وجحده .....باختصار الكلمة تقدم الهوية الشخصية للكاتب في حال هدوءه او إنفعاله
والكلمة هي السجل المسطور من افعال واعمال عليه ملائكة كرام حافظين يكتبون ما تفعلون
الكلمة هي الحساب والعتاب والعقاب والتقويم والارشاد والفكر والثقافة والابداع وهي ايضا عكس ذلك حسب مصدرها ومُصدّرها
وحياة الانسان ماهي الا كلمات سُطرت في اثير الاصوات وصور التحديات وحركات وامنيات ......
ولمّا كانت للكلمة اهميتها وتاثيرها وقوتها كان ينبغي علينا ان نتوخي الحذر في كل كلمة تعبر عن فعل او قصد او امنية
ومن ثم بعيدا عن الانفعال اللحظي الغير محسوب لابد ان نعيد الكلمة الي مقصورتها الذهبية كما كانت
في الجاهلية كانت الكلمة بين الاسلام والكفر
والعرب من اصحاب الكلمة
والامام علي كرّم الله وجهه يشير بالكلمة (الكلمة ان اطلقتها ملكتني وان امسكتها ملكتها)
النقطة الثانية وهي ثقافة الحوار
نحن في عالمنا العربي نفتقد الي فن سماع الاخربل نفتقر الي فن الاصغاء
السمع في الحق مكسب والكلام في غير محله خسارة
أعيش في اوروبا اكثر من ثلاثين عاماً خلت تعلمت ان اسمع اكثر مما اتكلم
النقطة الثالثة ممارسة الديمقراطية بالشكل الصحيح وقد ذكرت مثالا رائعا وهو اول درس ديمقراطي في العالم (( الحوار بين الله وابليس في حيثيات رفض ابليس للسجود لادم )) ويبدأ الحوار بسؤال من الله الاعلي لابليس الادني ويقدم ابليس اوراق وكلمات تعبر عن رأيه ثم يصدر الحكم بعد سماع الدفاع من المتهم وهكذا طُرد ابليس من الجنة بل من رحمة الله بقضية وحكم لا نقض فيه الامر الذي لابد من سماع الاخر حتي ولوكان علي خطأ لتقام عليه الحجة لتقويمه ربما يعود الي رشده او الحكم عليه بما يناسبه
الديمقراطية في الحوارلها آداب وقواعد وأخلاق فإذا خرجت عن قواعدها انحدرت الي مستوي القذف والسباب وتبادل الاتهامات وهذا لايليق بالمثقف ان يخرج كلمات دون المستوي تُحسب عليه لا له ومخاطبة الناس علي قدر عقولهم سواء اصحاب الامر والنهي او العامة لكل منهم له فصل في الخطاب دون تجاوز
وللحب لغة سحرية ما يغيره الحب لن يبدله العناد والقهر والحمدلله ديننا دين حب وسلام ولعل الحديث عن بناء المجتمع الإسلامي واضح في مواضع متعددة منها ((المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا))
ولان الكلمة كالمراة العارية لايسترها الا ثوب البلاغة والحقيقة لانها تستمد تألقها ووجودها من كاتبها اياً كان
مبدأ الشوري في الاسلام يزيل الطبقات والفرغات والمسافات بين افراد المجتمع لانه لا مفاضله بين فرد او اخر الا بالتقوي والعلم والفكر وحُسن الخلق ولا سيما في مخاطبة الاخر
الاسلام لا يعرف الابراج العاجية التي يخاطب بها البعض الاخر
ولايعرف ايضا الشرانق الحريرية التي تفرضها خيوط الحرير علي الكاتب للتقوقع وعدم تفعيله للحوار والعقل والمنطق
ومن هنا ينبغي ان ندرك مشاكلنا والعمل علي حلها بدبلوماسية
والدبلوماسية في تعريفها الاكاديمي (( هي إيجاد فن الممكن لجميع الاطراف ))كيف نجلس سويا وندرس مشكلة ما ثم نسمع كل الاطراف فيها ونجد حلا يناسب جميع الاطراف بالعقل والحكمة بعيدا عن الانفعال اللحظي الغير محسوب او الغضب الغير مرصود او عدم فهم المقصود
دبلوماسية الحوار ومكاشفة الاوراق
اي اوراق وافكار تساعدنا ونُقرّها
ليست من قبل رئيس او مرؤس او قائد او جندي او عالم وطالب علم
نحن نفنقد الحوار الدافئ بالحب والحياة و هو اهم لبنات المجتمع الاسلامي المعاصر التعصب فينا يسبق الحلم
إني اعتبر واتا برلمان يشارك الجميع بالاقتراح والاقتراع واعتقد اننا بلغنا سن الرشد لمساهمة في كل ما يجلب لنا خيراً او يدفع عنا شراً
ما ذاع الاسلام وما انتشر إلا بالحب والتواضع وإحترام الاخر وعدم البطش والعصف والقذف
ومن خلال عملي في الدبلوماسية العربية والامم المتحدة تعلمت ان امسك ورقة وقلم واسطر بالحياد التام المشكلة ومعطياتها واقصي ابعادها والعمل علي حلها ووقف اي نزيف لها
في الماضي كان للعلم سلطان وكيان وبرهان اما اليوم اصبح في خبر كان......!!!
لنجعل جميعاً العقل حكماً بيننا والحمد لله ان واتا لديها من العقلاء والحكماء ما يجعلنا ان نفض نزعاتنا قبل ان نرتشف فنجانا من القهوة
لماذا لا نفكر في تكوين مجلس حكماء لواتا يتولي حل مشاكل الاخوة والاخوات في واتا ؟
بالحب والحكمة والموعظة الحسنة
لقد علّمنا الله ان نسمع اكثر مما نتكلم
فهل نعود الي المسميات الاصلية للتعريف حتي نتقن فن التوظيف.....؟
اعتذر للإطالة ولكنها كلمة للتاريخ اكتبها لعلها تجد قلباً يرصدها وعقلاً يدركها ....!!
تحياتي وفائق إحتراماتي
المفضلات