سيدي الفاضل مولدي اليوسفي المحترم
في هذا العالم تعولم الإرهاب , وظهرت العولمة المضادة له بإسم العولمة الأمنية , وأي تفجير بأي مكان هو من صنع الإسلام أو عربياً نظراً للخلط القديم بين المفهومين بالثقافة الغربية والأمريكية , التي رسخت عبر قرون في ثقافة أجيالها " عبر التعليم الرسمي والتضليل الإعلامي والأدب الشعبي " النظرة السلبية والمشوهة للإسلام والعروبة .
ويكون بذلك كل المسلمين متهمون حتى تثبت براءتهم , وطالما كنت أنظر لتلك الإبتسامات الصفراء الماكرة في مصافحات الغربين والأمريكيين لقادة عالمنا العربي الإسلامي" وأستثني الرجل الحر أردوغان" , وأقرأ فيها صورة المتهم الذي صدق تزوير تاريخنا المجيد بدءأ من نظرتهم لله العربي إلى ديوس إله المسيحيين المختلف عنه !!!
وفي تراثهم رسولنا الأعظم هو مصلح وثوري أكثر منه نبي , فهم من بدأ الصراع والعدوان ثقافياً وجسدوه إستعمارياً , واليوم يكملون تلك الأساطيرفي الأقصى وللأسف يسمح لهم واقعنا البئيس العام ليسوقوا ترهاتهم بيد الموساد الأوروبي......والعربي الذي يغط في الشخير !!!!!
الإرهاب :
ويعرف مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف بما يأتي : “ إن الإرهاب هو ترويع الآمنين وتدمير مصالحهم ومقومات حياتهم ، والاعتداء على أموالهم وأعراضهم وحرياتهم وكرامتهم الإنسانية بغياً وإفساداً في الأرض ” ، وإذا أخذنا المعنى الذي يتفق عليه الجميع للإرهاب ، فسنجد أن الإرهاب بالمفهوم العام ليس وليد اليوم وإنما هو ظاهرة إنسانية , منذ بدايته بأعمال وحركات عديدة يمكن أن توصف بالإرهابية ، انطلاقاً من قطاع الطرق والقراصنة وأشباهها إلى حركات السلب والنهب والاحتلال عبر كل العصور والأزمنة......
..
ولعل أضخم جماعة “ إرهابية ” خارجة على القانون عرفتها القارة الأوروبية في القرن التاسع عشر ، والتي ضمت العديد من العصابات وقطاع الطرق ، وكان زعيمها ومؤسسها راهباً إيطالياً اسمه “ سيروأنا نجياركو ” فقد قرر بعد تماديه في احتراف الإجرام إنشاء جمعية لقطاع الطرق تضم كبار المجرمين وقتلة محترفين ، وقد أعلن عن ميلاد هذه الجمعية في قداس أقامه عام 1817م في كنيسة مهجورة ، وضمت هذه الجمعية قطاع الطرق وكثيراً من الرهبان الذين هربوا من أديرتهم واحتلوا مكاناً مهماً في الجمعية ، وأُطُلِق اسم “ مواطن أوروبا ” على أعضائها.
حركة الجيش الجمهوري الايرلندي ( IRA ) الذي يطالب بالانفصال عن بريطانيا على أساس قومي ومذهبي كاثوليكي . وهناك بعض الحركات القومية المحضة
مثل منظمة إيتا الباسكية ( ITA ) والتي تطالب بتحقيق وجود قومي مستقل للباسك في إسبانيا ، والتي تقوم على مدار عقود من الزمن وإلى أيامنا هذه بأعمال عنف إرهابية لإزعاج الحكومة وإرغامها على التفاوض .
هذا بالإضافة إلى حركات في مختلف بقاع الأرض :
كحركة التاميل في سيريلانكا ، والسيخ في الهند ، كما انتشرت منظمات ثورية في الستينات من القرن العشرين ذات طابع ماركسي ؛ كمنظمة “ مارجيل ” في البرازيل و “ توباماروس ” في الأوروغواي و “ مونتونبروس ” في الأرجنتين ، كما انتشرت في أوروبا الغربية إبان احتدام الحرب الباردة منظمات سرية مسلحة أحدثت إزعاجاً وإرباكاً كبيرين للأجهزة الأمنية في أوروبا ؛ كمنظمة “ الألوية الحمراء ” في إيطاليا و “ الخلايا الثورية الشيوعية ” في بلجيكا وجماعة “ العمل المباشر ” في فرنسا ... و “ الجيش الأحمر ” في اليابان وألمانيا . وأمريكا تعج وإلى يومنا هذا بميليشيات مسلحة ومنظمات إرهابية بعضها قديمة قدم تاريخ أمريكا من قبيل “ فريمان ” ، و “ الأمم الآرية ” ، و “ جيش تحرير ميامي ” وحادثة “ أوكلاهوما سيتي ” في عام 1996م ومنفذها الذي ينتمي لإحدى هذه المنظمات ليست عنا ببعيد.
، فالإعلام نجح في طمس أكبر عملية إرهابية في التاريخ ؛ إبادة شعب كامل مسالم هو الهنود الحمر ، وجلب الأفارقة السود كعبيد واستخدامهم في الأعمال الشاقة ، فبالرغم من ذلك ظل الهنود الحمر هم الأشرار والمتوحشين في الأفلام وترسخت هذه الصورة في عقولنا !! ..
وما كان يحدث إبان الحرب الباردة يُبين بشكل واضح مدى التحيز والتضليل في استعمال لفظ الإرهاب ، فالأفراد والمجموعات المطارَدة من قبل أحد المعسكرين بتهمة الإرهاب كانوا يسرحون ويمرحون في المعسكر الآخر ويُعتبرون أبطالاً .
فلا عجب إذن مما يحدث في عصر العولمة ، فالمقاييس للحكم على الأمور مشوهة ومتحيزة إلى حد بعيد ، وهذا ما نلمسه حين يتم تسليط الأضواء على عنف الأفراد والجماعات ويتم غض الطرف عن إرهاب الدولة..... وهنا الأمثلة كثيرة وبشاعتها أوسع بكثير ولن ننساك غزة الحرة الأبية !!!!
المفضلات