أخي الكريم محمد خلف الرشدان ..المخلص لأمته , حامل الجرح والمنافح دوما عن العروبة والإسلام دون هوادة
أحيّيك بداية وأقدّر فيك هذا العزم وهذا الطرح النضالي الرشيد , غير أن لديّ سؤال يخامرني منذ أن قرأت تعليقك على ذلك
المقال , وهو هل سيسمح النظام الرسمي العربي سواء في الأردن أو في غيره من الأقطار الأخرى بترجمة هذة الفكرة الخلاّقة
الى ممارسة عينيّة على أرض الواقع ؟ ألم يهجّر العدوّ الصهيوني ميئات الآلاف من الفلسطنيين من أصحاب الأرض الحقيقين
من قبل حيث قام بتشريدهم ونفيهم واغتصاب أرضهم وممتلكاتهم , ولم يعترف بقرارات دولية ولا بقوانين ولا حتّى إعترف بما
تمثله تلك المعاناة من وطأة على حياة وأوضاع الناس المهجّرين والى اليوم ؟ , لو كانت الأنظمة تستمع الى آراء وأفكار علمائنا
ومفكّرينا وقادة الرأي في الأمة لما كان حالنا على هذا الحال , و لما تطاول علينا الأعداء الى هذا الحدّ, لذلك لاأرى حلاّ لدرء هذه المخاطر
المحدقة بأمتنا , ومن ضمنها قرار التهجير الأخير الذي يلوّح بتنفيذه الكيان الصهيوني في ظل صمت وخنوع عربي وإسلامي ودوليّ مريب , سوى أن تعمّ إنتفاضة ثالثة عارمة , فلسطين كل فلسطين
و أن تسقط قوى المقاومة من حسابها كل حسابات السياسة الخاسرة , وتعيد الى البندقية والكفاح المسلح دوره الرئيسي والفعّال وترفده بكل وسائل وأسلحة المقاومة المشروعة التي تكفلها لها
كل النواميس والشرائع الإلهية , وكل القوانين الوضعية و الدولية في سبيل أن تحرّر الشعوب أوطانها ومكوّنات وجودها وتردّ عدوان الظالمين والمحتلين , فلعّل ذلك يكون مدخلا الى تثوير هذا
الواقع المرّ بطعم الحنظل , وإيقاد جذوة النضال والجهاد في نسيج الأمة من جديد فتنهض حركات التحرّرفي كل مكان وتدفع في إتجاه الإعداد لخوض المعركة الفاصلة مع هذا العدوّ الذي والله لن يصمد
في المواجهة أكثر ممّا ذكرت في تعليقك , لو تمّ توظيف ثلث مقوّمات الأمة فقط من إمكانيّات بشرية ومادية ولوجستية لبدء معركة التحرير .
تنويه .. الشيء بالشيء يذكر أخي محمد , فعلى إثر صدور ذلك القرار الصهيوني الجائر والمتمثل في الإعداد لتهجير الآلاف من إخوتنا في فلسطين الى ضواحي الأردن الشقيق ( وهي كما لا يخفى على أحد
خطّة الوطن البديل القديمة الجديدة البالية التي يدسها الكيان الصهيوني في أدراجه منذ زمن طويل ويحاول التلويح بها كلما إزداد نبض الأمة خبوّا وتلاشيا ) طالب أحد أحزاب المعارضة هنا في تونس من
النظام الحاكم أن يتم رفض دخول " الوافدين الصهاينة " الى القطر في مستهل الشهر القادم " وذلك ككل سنة بدعوى الحج الى كنيس- الغريبة - وهو معبد يهودي يقع بالجنوب التونسي ويتوافد عليه آلاف
الصهاينة كل سنة " وذلك كإجراء تضامني مع إخوتنا الفلسطينيين المهدّدين بالتهجير , وردعي لهذا الكيان الغاصب المحتل لأرضنا ومقدساتنا , , فكانت النتيجة المزيد من المضايقات لهذا الحزب وملاحقة
مناضليه .
المفضلات