سلام الله عليكم
وبعد :
كنت قد قرأت رد الأخ عماد الدين علي الوارد بالصفحة رقم 38 ورأيت بعدم الرد " تفاديا للسجال " مع أنه أتى في أغلبه تعقيبا على مداخلاتي السابقة
وذلك بعد إطلاعي على مداخلة الأستاذ عبد القادر بو مديونة بالصفحة رقم 39 لأني لمست فيها من التوضيح ما يكفي ومن الحكمة مايغني
ومن النقاط الإيجابية ماهو كفيل بردم الهوّة بين الإخوة ورفاق الدرب من أبناء واتا وأعضائها المكرمين .
وتحويل هذا المسار من بوتقة للجدل والردود , والردود المضادة الى فضاء للحوار البنّاء يغنينا عن كل هذا الذي ندور فيه من " حلقة مفرغة " .
الاّ أن إصرار أخي عماد هداه الله على التقليل من شأن الجهود " والنضالات" التي خاضاتها واتا من خلال طرحها لقضايا إنسانية لها علاقة بالمجال السياسي
لإرتباط هذا الجانب , الوثيق بحياتنا جملة وتفصيلا الى الحد الذي يصعب , ان لم أقل يستحيل على أي صاحب فكر وعقل أن يقطع معه , أويتخلص من أعباءه
وهو ينظر في قضايا من النوع المشار اليها ,, هو ما دفعني الى أن أدخل على المسرد من جديد لأوضّح للأخ عماد ولأجيبه في نفس الوقت على سؤال سابق طرحه
كوننا لم ندخل واتا لنحترف السياسة أونقود الإنقلابات منها على الحكام والأنظمة هذا على الأقل فيما يخصني , وما رأيته وأراه بالنسبة لأغلب الإخوة والأعضاء الذين شاركوا
في وقت من الأوقات في طرح تلك القضايا التي أأكد أنها كانت ذات صبغة إنسانية بدرجة أولى , ولست هنا بصدد الدفاع عن أحد لأن أغلب الإخوة الذين خاضوا في تلك المواضيع هم في نظري فوق
أن نتهمهم في نواياهم ,أو نقلّل من جهودهم الخيّرة ,, والأخ عامر بالذات لم يلجأ الى ذلك الأسلوب الذي يعتمده عادة في إثارة القضايا الراكدة وحلحلتها ,الاّ بعد أن طرح أكثر من مبادرة , وأرسل
أكثر من رسالة حضارية الى الجيهات المعنية , والتي لم تعر كل تلك الجهود أي إهتمام ولم تبدي أي تجاوب معها , وهذا ممّا يدل على أن حكامنا وأنظمتنا لا تأبه , ولا تعبأ كثيرا , ولا حتى
قليلا بآراء نخبها ومثقفيها وعلمائها ومفكريها سواء حاوروها بالكلام الطيّب والنصح الثمين , أو أرسلوا عليها الكلمات " الصواعق " , وإني أراهنك ولا أتحدّاك , أخي عماد , أن تتوجه
الى أيّ حاكم عربي " خاصة ممّن هم معمّرين في السلطة " ومنذ عقود طويلة , وتنصحه بالكلمة الطيبة , والرأي السديد , والحجة البيّنة , أن يفكّ ويحلّ عن رقاب شعبه بالحسنى وأن يعطي
سنة التداول السلمي على السلطة حضّها وحقها وذلك لصالح البلاد والعباد , أن يسمعك أو ينتصح لك , هذا إن لم يقطع خبرك ويرسل بك الى ما وراء الشمس " لاقدّر الله " فعن أي تهديد تتحدثّ أو ترى أننا
أردناه بهؤلا الحكام , أو أنظمتهم , أم أنه عصر إنقلاب المفاهيم ؟
إن تغيير ما بالنفس يجب أن يبدأ أول ما يبدأ , بكسر عقدة الخوف من الظالم حتى تستطيع أن تدرأعنك ظلمه وتواجه
بطشه , ووسائل المواجهة كثيرة ومتعددة منها الدعاء له , ومنها مصارحته بأخطائه وعدم مجاراته فيها , ومنها نشر الوعي في أوساط الجماهير , والتحيّز لقضايها , ومن هنا يبدأ تغيير ما بالنفس نحو تغيير ما بالمجتمع في دائرته الأوسع وبما تحويه من سلبيات , و على رأسها سياسات الحكم الفاسدة كائن من كان صاحبها , رئيسا أو وزيرا أو مواطنا عاديا , أليس هذا هو الفهم الأقرب الى العقول و المعقول لمعنى التغيير؟؟
وعلى كل حال أطمئنك أخي الكريم وللمرة الثانية بأنني لم أدخل الى واتا لكي أهاجم الحكام أو أحترف السياسة , بل عندما دخلتها
كنت قد قطعت من الشوط ربع قرن من الزمن أقارع فيه الظلم خارجها , ووالله لم يدفعني الى ماقلته وأقوله وسوف أقوله في
المستقبل إن طال بي العمروفي أي مكان أتواجد به سوى ما نراه من تطاول حكامنا على شعوبهم وجورهم عليها واقصائهم
لنخبها وسوسهم لتلك الشعوب بعصاة الذل حتى أصبحنا كالقطعان نساق الى مصير مجهول , بل الى مصير محتوم
فهل كثير علينا أن نقول كلمة حق في وجه هذا السلطان أو ذاك سواء كنا ننطلق من واتا أو من المرّيخ ؟
وعلى كل حال وبالرغم من كل ما سبق فسأظل وكما كنت دائما , من ألدّأعداء , من يخونون أوطانهم بتعلّة تغيير
الحكّام أو يستعدون على أمتنا بمن هم أعداء لها فعلا فالتوق الى الحرية لا يبرر الإرتماء في أحضان العدوّ والسير
في ركبه , وخيانة الأوطان جريمة لا تغتفر ولا يمكن أن تصبح " مسألة فيها نظر "
و سبحان الله الذي خلق للإنسان عقل وجعل من الحكمة بنتا لأفكاره , ومن الرأي منبعا للتدبّر , وإننا اليوم مدعوون الى الإصغاء الى صوت الحكمة والإمتثال لما تفرزه من رأي وحلول , والله الموفّق
المفضلات