سجون دولة القانون .. رسالتي لنوري المالكي !


علي الحمداني


وقف بالأمس مسيلمة العصر المدعو رئيس وزراء العراق نوري المالكي أمام حشد من الصحفيين وفي توقيت مقصود ومرتّب مع مهزلة إعادة فرز الأصوات الإنتخابية لمحافظة بغداد ) يدوياً ) بناء على قرار من القضاء العراقي ( المستقل ) بعد ضغط سياسي تمت ممارسته عليه من قبل رئيس الوزراء وبإعتراف كافة القوى السياسية والمراقبين والمحللين السياسيين ، إضافة الى مفوضية الإنتخابات نفسها على لسان رئيسها فرج الحيدري باستثناء الدلالة حمدية الحسيني ..

كذلك يأتي التوقيت مع كشف فضيحة سجن حزب دعوة المالكي في مطار المثنى في بغداد .
وقف ليعلن لنا بشخصيته المهزوزة والتي يحاول جاهداً ويائساً إضفاء الصرامة والهيبة عليها ، أن إئتلافه اليتيم والمسمى دولة القانون يعمل وفق المنظور الوطني وبعيد عن الطائفية (!!!) وأنه لاعلم له بالسجن المذكور.. ثم ليعلن غلقه للسجن لأن الفضيحة كما يبدو أكبر من أن يتستر عليها أو يكذب بشأنها كما عوّدنا على مدى أكثر من أربع سنوات .!!
والغريب حقاً أن)هذا الوطني البعيد عن الطائفية ) قد نسي خلال أربع وعشرين ساعة تصريحه ذاك (كما هو شأن كل كذّاب) ليقول في اليوم التالي أن من تم إعتقالهم هم مجرمون وأن الفساد يعم مدينة الموصل ولهذا تم نقل المعتقلين الى بغداد ..( !! ) ..
ثم ينتقل وبسرعة في نفس المؤتمر الصحفي ليرينا بعض الصور التي يقول أنها تُظهر مقتل رئيس دولة العراق الإسلامية ابو عمر البغدادي ورئيس تنظيم القاعدة في العراق أبو ايوب المصري .. ياللإنتصارات الرائعة .. وياللبطولة .. وياللرجولة .. وياللمرجلة !!

سنترك موضوع إعادة الفرز للإنتخابات فهذا موضوع أتفه من التعليق عليه بعد تصريحات المالكي المعروفة قبل وخلال وبعد ظهور نتائج الإنتخابات .. وبعد الأسابيع المقصودة التي إستغرقتها ظهور النتائج التي يفترض أنها قد تم عدها وفرزها بواسطة أجهزة الحاسوب .. وحتى بعد أن دخل ستة من أركان حزبه وتلاعبوا بالأجهزة بإشراف حمدية .. ثم ماتلى ذلك وحتى يومنا هذا من مهازل ومخازٍ خصوصا بعد إعلان عدم فوز الحزب المالكي بأغلبية الأصوات وبعد كل محاولات التزوير ..وبعد أن تم الإعلان وبصراحة ومن قبل كافة حلفائه السابقين برفضهم التجديد له ورفضهم التحالف معه نتيجة إصراره على أن يكون رئيساً للوزراء مرة ثانية ..!
هذا وحده يكفيه مهانة ، فمن كان في هذا الموقف ويحمل داخله ذرة من كرامة لانسحب فوراً .. ولكن أنّى له هذا ..!!

سنترك أيضاً موضوع مقتل البغدادي والمصري وبطولات صاحب دولة القانون وصولة الفرسان .. فهذا الموضوع قد تكرر الكلام عنه خلال سنوات المالكي وما قبلها .. ولا ندري حتى الآن أين الصحيح وأين الخطأ .. بل وحقيقة لايهمنا أصلاً كعراقيين أمر القاعدة أو الدولة الإسلامية ونحن يحاصرنا الدمار والألم والفقر والقتل والسجن والتعذيب وسرقة أموالنا وضياع حقوقنا والفساد المستشري على يد رجال حكومة المالكي وبقية العصابات .

مايهمنا هنا هو هذه التي تسمى ( دولة القانون ) وهي تمتلك سجناً سرياً في مطار بغداد القديم ، والذي لايرتبط لابوزارة الداخلية ولابوزارة العدل ولابوزارة الدفاع ولابالأمن ولا بالمخابرات .. بل يرتبط برئيس الحكومة مباشرة وتمارس فيه عصابة حزبه ضد المعتقلين شتى أنواع التعذيب والإهانة الإنسانية والممارسات اللاأخلاقية البشعة . ثم ماتم الكشف عنه سراعاً بعد ذلك من السجون السرية المالكية الأخرى والتي بلغ عددها لحد كتابة هذه السطور عشرة سجون ، تضم مئات بل آلاف الأبرياء !!

وهنا لابد لنا أن نتساءل ، ونسأل بهدوء ومنطقية ، صاحب دولة القانون وأبواقه الناعقة أمام المايكروفونات وعدسات التلفزة ، نسأل ونتحداه ونتحداهم أن يستطيعوا الإجابة :

ـ القانون يقول ( يارئيس دولة القانون ) : المتهم برئ حتى تثبت إدانته .. وليس العكس .
ـ القانون يقول ( يارئيس دولة القانون ) : المعتقل بسبب أي فعل جنائي أو غيره يسمى المتهم وليس
المجرم .
ـ قوانين السماء والأرض تمنع تعذيب المتهم وحتى مَن تثبت إدانته ليصبح مجرماً .
ـ القوانين تقول أن مَن يتم إعتقاله تكون مدة توقيفه محددة قانونياً لكي يحال الى المحكمة المختصة لتبت
في أمره .. فإما العقاب إن ثبتت إدانته وإما الإفراج عنه إذا لم تثبت .
ـ القوانين تقول أن التوقيف والإعتقال لأي متهم يتم بواسطة السلطة التنفيذية المختصة وهي هنا وزارة العدل ويتم تنفيذ ذلك بواسطة السلطة التنفيذية أيضاً وهي وزارة الداخلية أي قوات الشرطة الرسمية .
ـ القوانين تقول أن التوقيف يتم في سجون رسمية معروفة خاضعة للسلطة التنفيذية الرسمية .
ـ القوانين تقول أن على أهل الموقوف معرفة مكان إعتقاله وإدامة الإتصال به وتوظيف محامٍ للدفاع
عنه عند إحالته الى المحكمة المختصة .

لقد قامت أميركا الدولة المعتدية على العراق والمحتلة لأرضه بمعاقبة بعض جنودها ممن إرتكبوا جرائم تعذيب للمعتقلين وافتضح أمرهم أمام الرأي العام العالمي .. فماذا أنت فاعل بأفراد عصابة الدعوة من أزلامك المجرمين حقاً ، وبعد أن إفتضح أمرهم ..؟؟
أتحداك مجدداً أنك سوف تقوم بأي فعل جدي في هذا الصدد !

ثم دعنا نتساءل ( يادولة ) الرئيس..!
ماهي قصة اللواط وإجبار المعتقلين عليه ..؟
نتساءل على الرغم من يقيننا بأن أفراد عصابتك المسؤولين عن هذه السجون والعاملين بإمرتك مباشرة هم قطعاً ممن تربوا في ( سراديب ) الرذيلة والفاحشة فشابوا على ماشبّوا عليه .. وهنا أيضاً نسألك : إذا كنت تعلم بكل هذه الأفعال اللاأخلاقية المشينة وتسكت عليها فهل أنت ياترى واحداً منهم ..؟ وإذا كنت لاتعرف مايجري في سجونك كما قلت فأنت إذن لاتصلح لأن تكون رئيساً لحكومة ولا حتى مسؤولاً في الدولة وبأي مستوى ..
مهما يكن جوابك فأنت ونحن ومّن سيقرأ هذه السطور يعلم أنك تكذب ..
} لبئس المولى ولبئس العشير. {

ثم دعنا نذكّرك ( يادولة ) الرئيس ونتساءل مجدداً ..!
ماهي قصتك مع مدينة الموصل وأهلها ..؟
هل هي الطائفية العمياء ..؟
هل هي كراهية الأدنى للأعلى ..؟
أم هل هي أوامر أسيادك وأولي نعمتك ..؟

431 شخصا تم خطفهم من بيوتهم وأمام أنظار عوائلهم ليختفوا في سجن سري تحت الأرض في مطار المثنى في بغداد ومنذ ستة أشهر .. ويُفعل بهم مايندى له جبين الإنسانية .
أنا هنا لاأتحدث عن هؤلاء الرجال من أهالي الموصل فقط إلا من منطلق مهم وهو أن الفضل في كشف سجونك السرية المخزية يعود الى رجال الموصل ورجال عشائرها .
نحن نعلم أن هناك الآلاف من المعتقلين المغييبين عن أهاليهم وعوائلهم من أبناء المحافظات العراقية الأخرى ومنها المحافظات الجنوبية ومنهم مَن كان له الفضل بوضعك في كرسي رئاسة الوزراء بمنحك أصواتهم كالصدريين على سبيل المثال .. وقد دفعوا ولا زالوا يدفعون فاتورة أفضالهم عليك .. وهم وغيرهم من سيقصم ظهرك أقرب مما تتصور .

أذكّرك بمدينة الموصل .. وأقول ، وبلا تردد ، أنك الى جانب كونك كذّاب مفضوح ، فأنك قد أثبت لنا أنك أغبى مما كنا نتصور .
إقرأ التاريخ يانوري المالكي لتعرف ماذا تعني كلمات رؤساء عشائر الموصل حين رفعوا العقال من على رؤوسهم وأقسموا أنهم لن يعيدوه إلا بعد أن يعاد الحق الى أهله والإنتقام ممن أهدر الشرف والكرامة .. وماذا تعني أن تقوم نساءهم الحرائر بقص ظفائرهن ..
إقرأ يانوري المالكي .. مّن هم عشائر الموصل .. وماهي شمر وتاريخها وعددها وعدتها .. والى أين تصل جذورها وأصولها في العراق شماله وجنوبه وغربه وشرقه ، بل الى أين تصل في جزيرة العرب. إقرأ تاريخ الموصل قديمه وحديثه مع الغزاة والطامعين والظالمين .
هم ليسو النكرات .. وليسو الأعاجم .. وليسو الحثالات من مهمشي البشر من أمثالك ومّن هو على شاكلتك من عصابات السلطة وفسّاقها ومفسديها .
إقرأ .. وستعلم .. مع يقيني أنك لاتعلم ولاتريد أن تتعلم ..!
ولو افترضنا أنك أردت ذلك .. أو أردت أن تصلح بعض منكرات أعمالك المشينة خلال هذه السنوات .. فدعني أقول لك ، أن الوقت قد فات على ذلك .. وحان وقت دفعك للفاتورة وياله من ثمن باهض .!

} وإذا قِيلَ لَهُمْ لاتُفْسِدوا في الأرضِ قالوا إنّما نَحنُ مُصلِحون . ألا إنّهُم هُمُ المُفسِدونَ ولكن لايَشْعُرون {




lalhamdani_(at)_rocketmail.com