كل المخلوقات خلقها الله لحكمة يعلمها وتغيب عن الانسان في غالب الأحيان , لأن علمه محدود ومهما اجتهد فنظره قاصر . فلا عجب ان يكتشف المخبوء عنه يوم يأذن الله بذلك ’ ويتيسر الطريق الى معرفته فضلا منه ونعمة . وفي عصرنا الذي يتبجح الانسان فيه بأنه أدرك مستوى من العلم والمعرفة ما لم يدركه غيره قبله , يتكشف لنا من خلال البحث في الأحياء وتقنياته الحديثة كيف تحكم القوانين الالهية مخلوقات غيرنا نحتقرها ونصغرها . وأنا أدرك تمام الآدراك قياسا على ما أخبرنا به سبحانه وتعالى في كتابه المبين عن النحل وعن النمل وعن الطير وما شابه كل ذلك . أن جميع مخلوقات الله في الأرض والسماء وما بينهما تحكمها قوانين الهية ثابتة لا تبديل لخلق الله . الا الانسان وحده شذ عن القاعدة وانحرف عن قوانين السماء ’ فبدلها بأخرى يمليها على نفسه ويفرضها على غيره بقوة أتاها . يزينها شكلا ويزيفها موضوعا , يعرفها وينكرها في نفس الوقت . يشرعها لغيره وهو فوقها وكأنه ليس مشرعها . الا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالخير وتواصوا بالصبر. وقليل منهم المؤمنون .
المفضلات