.
.
.
ألا برَّ لي .. يا خيمةَ العربِ ؟
ذاكَ العمودُ أنا منْ خيمةِ العربِ = لا أنحني أبدًا للريح والنوَبِ
تاريخيَ السِّرُّ منْ غراءَ مُغربةٍ = في العالمين أنا التاريخ للحقبِ
وللعوالي أنـا أنفاسُ صاعدةٍ = تهدَّجتْ سحَرًا منْ غرّة العجب
منْ غرّةٍ ما انتهى بالمجدِ أولها = حَتىَّ ترقرقَ مجد باذخ الرتبِ
وعزةٍ يـتهادى في مواكبها = رواءُ فخر إذا ما تـاهَ لم يثـبِ
توشحَ السيفَ والدنيا مُعلـقة = كأنَّ شاعرَها منْ جذوةِ القضُبِ
يقولُ ما يجذبُ المرقى ليجذبه = كأنما الشعرُ مرقى غيْرمُنجذبِ
ولا يقولُ لينثال القصيد به = تطوافَ معْنى إلى خافٍ من الأربِ
على الأسنةِِ ذاكَ الحـرفُ شردَه = من التآويل خوفٌ دونما يلب
فمالَ نقعـًا وللكثبان بارقـة = تمرُّ مارقة .. والخيلُ في الطلبِ
تمرُّ مثلَ سرابٍ ما رأى أحذًا = إلا رأى زبَدًا في عروة السُّحبِ
ولاسحابَ. عيونٌ لا مَسيلَ لها = . ينسابُ ثمة عنوانٌ من الحجبِ
ولا كتابَ. بهاءٌ رقَّ ثـمَّ صَحا = ما بينَ مُنسربٍ آيـًا ومُنسحبِ
والآيُ غافية عنها صواحبُها = وهنَّ قطعْنَ ما قطعْـنَ منْ سببِ
هذي يـد.. دمُها معناكَ مُنسربًا = يبثُّ ما كانَ رؤيا للدَّم السَّربِ
وتلكَ باسطة، منْ بارق، يـدَها = كأنها منكَ في أرجوحةِ الهدبِ
تغـارُ منكَ عليكَ. الأمرُ مُلتبسٌ = وأنتَ أندلسٌ تشكو إلى حلبِ
وتستحثُّ إلى بغـدادَ خُـلبَها = من الوعود، ولا خيلٌ لذي خببِ
إذا عدا ثم عادى في تلفـتِه = سِفرَ الطريـق وولىَّ وجْهة الهربِ
لا الشرق طمحته أيانَ ناظـرُه = يسعى به حطبًا مُلقى إلى حطبِ
والنارُ مُوقـدة تزهو مَحاجرُها = بكلِّ شلو من الأشلاءِ مُلتهبِ
والدارُ ناهـدة تلهو طفولـتها = بالمنجَـنيق رسالات ٍ لمغتصبِ
يادارة الأمْسِ يا حَيـًّا ألوذ به = طفولة منْ حديثِ الماء للعشبِ
ياواحة أوَّلتني وهْيَ سابحة = في اللانهائيِّ بينَ الحبِّ والحَببِ
وأدخلتني هـذاءَ الشوق أحملني = وللأثير جناح غيرُ مُختلـبِ
وسوَّفتني عيونـًا منْ تمنعِها = وكنتُ أبحرتُ ظمآنـًا إلى الأرِب
لا بحْر لي أوَّلتني واحة وسرَتْ = والليلُ واحتها في مهمهٍ خربِ
إذا عوى لملمَ الساري عباءتـه = وقدْ تململَ مأخوذا من الرعب
ومالَ عريًا إلى عري يُسامرُه = حكيًا بحكي حسير القول مُنقـلبِ
رأى وللسُّدفةِ الشوسَاء مُعتركٌ = وللجَـذى شركٌ في كلِّ مُرتقبِ
وللجساوةِ أسرابٌ مُحلـقة = إمَّا ارتـقتْ صعدًا سارتْ إلى صَببِ
أجوسُ مُبهمَها. يندَسُّ مُبهمُها = في خرج مُشكلهِ لغوًا. لمُحتسبِ
بابٌ. تـناثرتِ الأبوابُ رائحة = مني إليَّ، ولا بابٌ لمُحتقـبِ
أمرًا ولا بابَ لي يادارة ً نفرتْ = نأيًا ألا بَرَّ لي يا خيمة العربِ ؟
يا خيمة العربِ الثكلى بآهتِها = جرحٌ هو الوتد الدامي من التعبِ
الليلُ جرحـكِ أستارًا مُعلـقة ً = على الجبين .. وأقمارًا لمُعتصبِ
والليلُ مِلحكِ أخبارًا ولا خبرٌ = إلا امَّحى أثرًا منْ نجْمةِ الحقبِ
والليل، يا صَاحبي، لمْح مدائنه = محو كمائنه، بوح لمُقتضبِ
ودفـترٌ كاتـمٌ أبهى تعابثِـه = عن المُدِلِّ برقراق من الطربِ
أطالَ منْ ولـهٍ أشـواقَ مُنتـبهٍ = إلى بَداهـتِه السريَّةِ العتبِ
وطالَ حتى النهاياتِ التي انكتبتْ = سِفارة ًبينَ مَطويٍّ ومُنكتبِ
وطالَ بي هدْهـدًا أنَّى يُساورُني = آيـًا بمُنسكبٍ منها ومُنسحبِ
وطالَ لي ورقـًا أجْملتُ مَوعدَه = أيَّـانَ مَوعده يأتي بمُنتـقبِ
أجلتُ بارقـة تدنو بمقعدِها = من الكنـايةِ في همْس وفي صخبِ
سحَّابـة ً ذيلها خلفَ التماعـتِها = كأنها أربٌ يحـنو على أربِ
يُخفيه عنْ خطوةِ المَعـنى ويأخذه = إلى حدائِقِه معْنىً لمُطلـبِ
أخذتُ معْنايَ منْ إطراقةٍ. نبأ = في زرقة الليل مخمورٌ لمُرتـقبِ
أمْ خرقة لاحتمالاتٍ أهـشُّ بها = عليَّ أمْ حرقـة مشبوبة اللهبِ
أمْ فرقة لـكلام وامِّحاقـته = إذا استرقَّ كلامي ما ترفـقَ بي ؟
ما قلت معْنايَ مبْهورًا. إشارته = شيْـخ وسُبحََـته تنهيدة العنبِ
سألتـه قدحًا. سلسلته لمحًا = أولتـه شبحًا في كأس مُغتربِ
ناديته فرأى. ناديته فنأى = ناديْتُ ظـلَّ المرايا. كنت أهتفُ بي
وكانَ يهتـفُ والأصداءُ صاحبة = كأنَّ مُـتكأ منْ صَحْوةِ الرَّغبِ
أعتدْنه فانتمى صوت ولا لغة = ثمَّ انثـنى كلماتٍ منْ دم ٍسَربِ
وغامَ موسمُه. انظرْ فموسمُه = ما غابَ مُنتضيـًا تلويحة القضُبِ
وانظرك مُرتديًا أصداءَ سافرةً = ومنكَ مُـتكأ في سطوةِ الحجبِ
أكـاد أنظـرُه لولا مُسافرة = مني إليكَ، ولولا اللغـوُ في الطلبِ
لـولايَ كدْتُ أبثُّ القـولَ ومْضته = وأتـقيها حذارَ النائِر العجبِ
أنثُّ رَوْحًا على حَـرْفٍ أراوده = لمحـًا أبادرُه ريْحانَ مُرتـقبِ
أرتاده لأرى شيخـًا عبارته = الظلُّ الظليلُ وآيـات من الرُّطبِ
آمـاده سيرُ الممْشى وسدرته = وصاده بيـنَ مَسْبيٍّ و مُنـتسبِ
وكلما قامَ فالتاريخ خلوته = ما كانَ إنـشاده في جذبةِ الحقبِ
وما تبتلَ سيفٌ في حِمالته = وانسلَّ مُصلتـه منْ ربقةِ القربِ
وما تأملَ كهفٌ ما تأمله = إذا تمثلَ ما بالسيْفِ منْ غـضبِ
وما توسَّلَ منْ تحنانِ باطشةٍ = قيدَ المُهـنَّدِ لا تبقي على وَصَبِ
وما تراسَـلَ منْ آهٍ مُناوشـةٍ = كأنها لهـبٌ يـفضي إلى لهـبِ
ناديته منْ هـنا مستفسرًا فرأى = وقالَ لي: ما أنا بالقائل الذربِ
وما أنا شاعرٌ يَهـذي ولا طللٌ = يا خيمة .. أينَ منيِّ دارة العرب ِ؟
المفضلات