أخي الفاضل أستاذي أحمد المدهون
لقد ميَّز الله تعالى الإنسان على غيره من المخلوقات بالعقل، وميَّز سبحانه وتعالى كلاً من بني الإنسان على غيره بنسب من أيٍّ من القدرات، والتي منها العقل والرجوع إليه (إلى العقل)، والإنسان (أيُّ إنسان) هو واحد من الناس، يجب عليه (إن أعمل عقله في أمر ما) ألاَّ ينسى أو يتناسى قدرات غيره، فقد تكون أفضل مما لديه، وقد تكون أقل، فالناس مخلوقون درجات في كل شيىء.
لست فيلسوفاً، ولم أدرس الفلسفة، ولا أعرف الفرنسية (وأتمنى لو كنت تعلمتها)، ولكنني أرى (بكل تواضع) أن النص الذي ورد عن قول الفيلسوف الفرنسي إريك فايل: "إذا كان الإنسان عاقلاً فالناس ليسوا عقلاء" غير دقيق، وأراه أنسب لو عدِّل مثلاً إلى ما يلي أو ما يشابهه في محتواه من معنى: "إذا كان الإنسان عاقلاً فليس كل الناس عقلاء"، أو "إذا كان إنسان ما عاقلاً فليس كل الناس على مستواه"، أو ما إلى ذلك .....
هناك مثل يقول ما معناه: "كل إناء ينضح بما فيه"، فربما يفكر إنسان ما (يتحلى بأخلاق عالية) أنَّ غيره بمثل أخلاقه، وليس ذلك (أيضاً) دقيقاً، إذ تدخل هنا النسب والتناسب والنسبية التي تختلف بالمقادير بين واحد وآخر. وربما يفكر إنسان أخر غير سويٍّ، فيظن أو يتعامل مع آخر بمثل ما يحس به من معايير في نفسه، وباختصار أعود وأقول: " تتفاوت المعايير بين عاقل وآخر سواء أكان عاقلاً أو غير عاقل.
ولقد سبقني كل من أستاذي محمود عباس مسعود وأستاذتي أريج عبد الله بمشاركة واعية لكل منهما أوافقهما على ما رأيا فيهما.
ومنكم جميعاً نتعلم.
المفضلات