الإخوة الأفاضل
أكثر المؤلفات عناية بالدراسات الترجمية مكتوبة باللغات الأعجمية, ولا غرو أن تجد الباحث في هذا المجال يقرأ المادة العلمية النظرية خاصة بتلك اللغات. في تجربتي الشخصية استفدت كثيرا من كتابات الغربيين خاصة المنظر الإنجليزي والخبير المشهور بيتر نيومارك.
هناك محاولات جادة يقوم بها أساتذة عرب من أمثال محمد الديداوي ومحمد عناني وعلي درويش وغيرهم. لكن لانزال نحتاج إلى إثراء دراسات الترجمة العربية نظرية وممارسة في مختلف حقول المعرفة.
في محاضراتي أحاول أن أزاوج بين النظرية والتطبيق حسب مستويات الطلاب, وأسعى إلى جعل حصة الترجمة ورشة للبحث في المعاجم والموسوعات والتدريب على أفضل الطرق لتحرير ترجمات مقبولة ومنضبطة بالمعايير العلمية والفنية. كما أجتهد في تنويع المادة المراد ترجمتها من حيث مضمونها والتدرج في ذلك بدءا بالمصطلح الواحد مرورا بالمتواردات الفظية والفقرات القصيرة وانتهاء بالنصوص متوسطة الطول.
لا يفوتني أن أنوه إلى اعتبار مادة الترجمة جزءا من مقررات أقسام اللغة الإنجليزية في كليات الآداب والعلوم الإنسانية أو كليات اللغات والترجمة, وبالتالي لا يعطى لها ما تستحق من عناية وإفرادها بالشرح والدراسة كتخصص علمي ومهني مستقل مثلما نجد في المدارس العليا والمعاهد المتخصصة في الغرب أوفي بعض البلدان العربية كالمغرب ومصر وغيرها.
أخيرا ينبغي التنبيه على ضعف مستوى خريجينا عامة إذا ما قورن بمتطلبات سوق العمل الحالية وعدم قدرتهم على الاستجابة لتحديات الواقع العملي الراغب بإلحاح في الجودة والمهنية العالية والخبرة والمهارة العالمية اللازمة.
وأغلب المتفوقين في مجال الترجمة تجد لديهم خلفية لغوية وثقافية جيدة واهتمام مستمر ومتابعة متواصلة للاطلاع والممارسة وشغف بالتكوين المستمر والمعرفة الموسوعية اكتسبوها من اهتمامهم المبكر بالترجمة وهوايتهم لها وجهودهم الفردية التي يبذلونها للرقي بمستواهم إلى درجة الإحسان والإتقان.
نسأل الله التوفيق والسداد لمترجمينا الأماجد.
_______
تحية متعلمة
محمد بن أحمد باسيدي
المفضلات