الأستاذ المقتدر مسلك ميمون :
لك و للمبدع اسماعيل البويحياوي تحيتي و تقديري.
قصة الاديب المتمكن إ. البويحياوي متميزة على أكثر من مستوى , و يمكن أن تعتبر انموذجا ناطقا
على مدى التطور الذي عرفته ال ق.ق.ج. في المغرب.
--السارد : متماه مع الشخصية يغوص في عمقها الفكري و الشعوري , و يترجم عن أحلامها
و استيهاماتها.يستعمل ضمير المتكلم , و لذلك فهو مكشوف مشارك .
--اللغة : في الغالب تم توظيف المفردات بمعناها السياقي لا المعجمي الحرفي, فجاءت ذات
حمولة رمزيةإيحائية أكثر منها تعيينية و سمحت للتاويل بمساحات واسعة مشرَعة:قفص,
عصفوري ,جناحيَ , ينظف , يقبل, يجمع..
و من اللافت أن الأفعال الواردة في القصة جاءت ماضية حينما كان فاعلها هو السارد,,
و حالية حينما ارتبطت بالعصفور,و ربما يرمز هذا التقسيم إلى انتهاد دور السارد
و اعترافه بعجزه و تسليمه مقاليد الفعل الإيجابي إلى العصفور.
-- التركيب : الجملة الفعلية هي المكون التركيبي الوحيد في النص (غياب تام
للجملة الاسمية) و الفعلية عند النحاة و البلاغيين تعد أفصحَ أنواع الكلام,
حيث يكون التبئير على الحدث بدل الذات و هذا تعزيز للتأويل السابق أي
العجز و الهزيمة أمام واقع كئيب متسلط..
و قد لعبت نقط الحذف دور روابط محذوفة متروك أمر اكتشافها للقارىء ,
مما يشي بتصور القصاص للادب القائم على احترام القارىء و ضرورة
مساهمته في العمل الأدبي , و هي بذلك رؤية جماعية اجتماعية ديمقراطية..
--القفلــــة :يحكمها قانون التعامد ( الابتداء بالقفص و الانتهاء ب يحررني)
مما قد يجعل بعض المتلقين يتوقعون الخاتمة.
رغم أن السؤال لا يتضمن الحديث عن المضمون ,إلا أن التاويلات قد تصب
في منحى وجودي يلعب على وتر اشتهاء الموت كنوع من التحرر من سجن
الجسد و من وجود ناقص محبط..و هكذا تنعكس الصورة و تتبادل الحرية
و القيد الأدوار و المواقع..
المبدع البويحياوي يمتعنا بإنتاجاته المتوسلة بالغرائبي لخدمة هموم فردية
و جماعية في واقع متحول بسرعة رهيبة و باختصار:رؤية نقدية,تجريب ,
متعة و تمكن..
تحياتي أخي مسلك و باقة ورد جوري للاخ إسماعيل..
المفضلات