الأستاذ الفاضل صديقي العزيز محرز:
بارك الله فيك على هذه النصوص القيّمة المختارة المفيدة.
دام إبداعك وحرفك التربوي الراقي النبيل.
بشارة النبي صلى الله عليه و سلم به : قال النبي صلى الله عليه وسلم مبشراً بأبي حنيفة: " لو كان الإيمان عند الثريا لذهب به رجل من فارس ". وفي لفظ لمسلم: " لو كان الإيمان عند الثريا لذهب به رجل من أبناء فارس حتى يتناوله ".
نزل ثابت والد الإمام الكوفة وكان من وجوه بلاد فارس، وعمل بالتجارة و كان ماهراً فيها و حافظ على نفس المستوى الاجتماعي الذي عاشته الأسرة من قبل، في رخاء و بحبوحة. التقى ثابت الإمام عليّ كرَّم الله وجهه الذي دعا له بالبركة فيه وفي ذريته.
والإمام أبو حنيفة هو النعمان بن ثابت بن زوطي، ولِدَ سنة 80 من الهجرة بالكوفة. بدأ أبو حنيفة و منذ نعومة أظافره يذهب مع أبيه إلى متجره حيث كان يلازمه ويتعلم منه أصول وأسس التعامل مع البائعين والمشترين، وتابع خطى أبيه و عاش في رخاء ويُسر وكان بزّازاً أي تاجر أقمشة وثياب وكان له شريك في متجره يساعده.
حرصه على الكسب الحلال: كان يقول: " أفضل المال الكسب من الحلال وأطيب ما يأكله المرء من عمل يده ".
جاءته امرأة بثوب من الحرير تبيعه له فقال كم ثمنه، قالت مئة، فقال هو خير من مئة، فقالت مئتين، فقال هو خير من ذلك، حتى وصلت إلى أربع مئة فقال هو خير من ذلك، قالت أتهزأ بي؟ فجاء برجل فاشتراه بخمسمائة.
وذات يوم أعطى شريكه متاعاً وأعلمه أنَّ في ثوب منه عيب وأوجب عليه أن يبين العيب عند بيعه. باع شريكه المتاع ونسي أن يبين ولم يعلم من الذي اشتراه، فلما علم أبو حنيفة تصدَّق بثمن المتاع كله.
لك أعطر التحايا وأجملها وأزكاها.
المفضلات