بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الأديبة الفاضلة أريج عبد الله...
قَيَّمَ - [ق ي م]. (ف: ربا. متعد). قَيَّمْتُ، أُقَيِّمُ، قَيِّمْ، مص. تَقْيِيمٌ. "قَيَّمَ التُّحْفَةَ" : قَدَّرَ قِيمَتَهَا. "قَيَّمَ العَمَلَ".[المغني].
القَيِّمُ [قوم]: السيِّد؛ قيّم القوم، هو الذي يقوم بشأنهم ويسوس أمرهم/ هو قيِّم الأيتام في المدرسة الخاصّة بهم.-: من يتولَّى أمرَ المحجور عليه؛ هو قيِّم أموال الوقف.-: المستقيم وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ، أي الأُمّة المستقيمة.-: ذو القِيمة؛ هذه فكرة قَيِّمَة/ كتابٌ قَيِّمٌ/ مجلَّةٌ قَيِّمَةٌ [المحيط].
قيَّمَ) الشيء تقْييمًا: قَدّر قيمَتَهُ. (مج). [الوسيط].
مفهوم القيم: هي مجموع الفضائل المتعارف عليها بين أفرد مجتمع ما، بموجبها يحكمون على سلوك الأفراد أو الجماعات بالحسن أو بالسوء، ويحكمون على الأشياء بالجمال أو القبح ،وعادة لا تكن عامة وملزمة، لأن الجماعات تختلف في أعرافها وثقافتها ومعتقداتها ونظم حياتها، فما هو مستحسن عند مجتمع قد يكون مستقبحا عند مجتمع آخر، وقد يحكم قوم على سلوك بأنه معوج بينما يعتبره آخرون معتدلا غاية الاعتدال.[منقول].
أنواع القيم : بما أن القيم تشمل النشاط الإنساني بكافة جوانبه،ويمكن تقسيمها حسب المعايير التالية:
أ- من حيث المضمون: - قيم دينية، وطنية، اقتصادية، اجتماعية، أخلاقية، جمالية، روحية، ثقافية...
ب- من حيث المقصــــد: - قيم وسائلية مثل المال والمتاع، وقيم غائية مثل العدل، والحياة، والكرامة.
ج- من حيث الشــــــــدة : - قيم ملزمة: الكليات الضرورية، وقيم تفضيلية: الحاجيات، وقيم مثالية: التحسينات.[منقول].
و للمزيد من التوضيح في عالم القيم الاطلاع على الرابط التالي فهو جيد وقيم جدا و له علاقة بالموضوع...
http://www.achamel.info/Lyceens/cours.php?id=863
فالقيم التي دعا إليها الإسلام هي القيم العليا التي من المفروض أن يسير عليها الإنسان حيثما كان...لأن الإنسان هو الإنسان حيثما كان و الاختلاف ليس في القيم و إنما فيما تبنته المجتمعات من عادات و تقاليد أضفت عليها صبغة القيم و تعاملت من خلالها...فالإسلام دين الله جل و علا الذي ارتضاه للبشرية لأنه خالقها و العالم بما يقومها و بما يعيدها إلى جادة الصواب الحق...و الاختلاف الذي هو من سنن الله جل و علا في مخلوقاته لا يتغير و لا يتطور لأن مخلوقاته جامدة أو حيوانية أو نباتية أما المخلوق المفضل عند الله جل و علا و هو الإنسان أمده بالقدرة على التغيير و على التغيير بفضل الأدوات التي خلقها منسجمة مع طبيعته و مع تكوينه حتى لا تكون حجة من الناس على الله يوم البعث و النشور يوم القيامة...
و لكن الإنسان إما بحكم تشربه لأشباه قيم أضفى عليها صبغة القيم العليا...لأن كل معتقد لدى الفرد فهو مقدس لديه و إذا استطاع أن يجعل الكون كله يسير على ذلك المعتقد ما تأخر ساعة و لكن نظرا لمحدودية قدرة الإنسان على التأثير و الفعل في الواقع لجأ إلى العديد من الطرق لتمرير أو تسريب خطابه إلى الآخر...و هذا ما يسميه البعض بالتنميط...[ تنميط القيم ومحاولة جعلها واحدة لدى البشر في المأكل والملبس والعلاقات الأسرية وبين الجنسين وفي كل ما يتصل بحياة الإنسان الفردية والجماعية...][منقول من نفس المصدر].فإذا كان هذا هو التصور و الخلفية التي تتحكم في القيم فلماذا لا يكون الإسلام بقيمه هو النمط العام للعالم على اعتبار أن الإسلام نزل للبشرية جمعاء...
و الحقيقة التي تدفعني لقول هذا أن الإنسان هو مجموعة قيم يتصرف من خلالها فهي تنظم سلوكه و تصوراته و تحدد إلى حد ما مواقفه...
فالصدق على سبيل المثال لا يختلف فيه اثنان سواء كان بوذيا أو مجوسيا ، يهوديا أو مسيحيا، مسلما أو ملحدا بالمرة، لأن الصدق قيمة تجعل من الإنسان يطابق باطنه ظاهره...فما الذي يحدث حتى يتغير المفهوم...؟ الذي يحدث هو الأهواء كلما سيطرت على التفكير المنتج للسلوك تغير المفهوم النظري و تبعه التطبيق الواقعي لذلك المفهوم...
و قس على ذلك باقي منظومة القيم التي تشكل نسيج سلوك الإنسان...
فسوء المعتقد ينتج عنه سوء السلوك...أو لنقل انحراف المعتقد ينتج عنه انحراف في القيم...و انحراف القيم تؤدي حتما إلى انحراف النتائج إما كلية أو الجزء الأهم منها...لأن المعتقد هو الفيصل في رؤية الإنسان لمجموعة التساؤلات التي يطرحها الشرط الوجودي و المعرفي في مجتمعنا المعاصر...
يقول الله جل و علا: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5
وما أمروا في سائر الشرائع إلا ليعبدوا الله وحده قاصدين بعبادتهم وجهه, مائلين عن الشرك إلى الإيمان, ويقيموا الصلاة، ويُؤَدُّوا الزكاة, وذلك هو دين الاستقامة, وهو الإسلام.[التفسير الميسر].
تحيتي و تقديري...
المفضلات