قُـومَـا إلـيَّ و عـلّلانِي
لا تَـدْريـان بـما أُعاني
نـفـسي دعَتْني فصبّحتنِي
جَـنَـتْ فـبِتّ على هوان
شَـبّـتْ جـمالا بَدا زلالا
فـمَـا رواني الذي غَواني
ثـم اسـتمرَّتْ وقد تعرَّتْ
كـانـت سرابا وقد سباني
مَـدَّتْ شـرابـا طفا حُبَابًا
كـانـت تَرانِي ولا أَرَانِي
تـقـول هـلاّ ترُومُ مهلا
و واعـدَتْـنِي هوًى عَدَاني
و حـيـن هُـمّ الفؤادُ غَمًّا
وعِـيلَ صبْرِي الّذِي بَرَانِي
وحـيـن رام الفؤادُ وصْلا
رأيـتُ نـصْلا وقد رماني
رنت بطرفِ العُيُونِ هزْءًا
وقـيـل: "الآن قد تراني
خـلـعتُ ثوْبِي تَعَالَ قُربِي
فـأنْتَ خِلِّي الذي دَعَانِي".
رأيْـتُ قُبْحًا قد زاد ضَبْحًا
رأيْـتُ مـسْـخًا بِلا كِيَان
رأيـتُ نفْسِي قَرِيبَ رَمْسِي
و ألـبَـسَتْنِي أسًى كَسَانِي
كرِهْتُ رُوحِي فقُلتُ رُوحِي
إذنْ ونُـوحِـي قد آن آني
رأيـت فـيَّ الـجمَال غِيّا
فـأيْـن يَبْغِي الفِرارَ جَان
فصِرْتُ أعْدُو ولسْتُ أعْدُو
كـأنّ سَـعْـيِي إلى مَكَانِي
فـلسْتُ أدْرِي أكنْتُ أمْشِي
أم الـسّـبِيلُ الذي مَشَانِي
يـا صاحبيَّ لهَوْتُ دهْرِي
فـصَـارَ أمْـرِي ككل فان
نـسيت صبرا لبست كِبرا
فـلـيـت قبرا إذًا حواني
يـا صـاحـبيّ لقيت بأسا
مـلئت يأسا و اليأس شاني
فـسِرتُ و الحزْنَ في وِفاق
إلـى اقـتـران بلا قران
رأيْـتُ ذنـبي قد عمّ كتبي
والـمَـلـكـيْـن يـدوّنان
فـالـويـل مـما سيَكتبان
والـويـل لـمـا سيسْألاَن
سـهرت ليلاً سفحْت سيْلاً
رجـوْت أن سوفَ يمهِلاني
يـا صاحبيَّ تضيقُ أرْضي
وزادَ مـرْضِـي ممّا أتاني
فـالشجو بادٍ و القلْبُ صادٍ
والـجسمُ غادٍ إلى التفاني
رجـوْت ربّي تخفيفَ ذنبِي
وقـد أتـانـي الذي شفَاني
قـلبي المعنّى أصابَ معنَى
فـيـا جَـمَال الذي أتَاني
الـنـور يهِمي وزادَ فهمِي
وقـد سـمعْتُ الذي دعَاني
وفاض وجْدِي وطال سجْدي
وكـانَ جـهدي بمن لَحَاني
الظهر حان و الذكر حاني
وقـد سـقاني الذي قَرَانِي
قـلـبي العليلُ ذوَى هُيامًا
والـلـفْـظُ هامَ ومَا كفَانِي
الآن ذبْـتُ وقـد فـنـيت
والعشْقُ موْتٌ قد اعترَاني
المفضلات