الأخت بنت الشهباء(الأمينة المؤتمنة):
رغم أن ما في مداخلتك أسئلة تستدعي أجوبة،غير أن بعض أفكارها أوحت لي ببعض الكلمات.
- ولا يمكن له أن يتبدل إلا بميلاد جديد لعمر بن الخطاب فاروق الأمة وأميرها العادل .
هل علينا أن ننتظر الحاكم العادل ونحن في سبات؟
ثم عمر كان في قوم غير الأقوام الحاليين،فحين خاطبهم بقوله إن رأيتم فيَّ اعوجاجا فقوموه،قام رجل وقال:والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقوَّمناه بهذا(وأشار لسيفه)،فقام الناس يلومون الرجل لأنه خاطب أمير المؤمنين بهذه الغلظة،فقال الأمير أتركوه فلا خير فيكم إن لم تقولوها،ولا خير فينا إن لم نقبلها.
أين نحن من الرعية الحقيقية حتى ننتظر الحاكم العادل؟.
-وهذا هو منهجهم , وطريقتهم مع محكوميهم ...
أعتقد أن نقط الحذف كان يجب أن تُسجل عليها عبارة(عندنا نحن العرب الآن)،لأن منهج الملوك اليوم في أوربا هو غير منهج الملوك عندنا،لننظر إلى الشعوب في مملكات: اسبانيا بلجيكا سويسرا انجلترا السويد هولندا وغيرها ،هذه كلها مملكات،وشعوبها ينعمون داخلها بكامل حقوقهم،فإذا كان العيب في الملوك،فلماذا هؤلاء الملوك الأوربيون يخرجون عن القاعدة؟.
ثم لنرجع للتاريخ،روسيا القيصرية ،حين طغى القيصر وعات فساداً خرج الشعب للشارع ،لا يحمل سلاحا ولا يخرب،إنما مُحتجا على رفضه للملكية،فترك القيصر الحكم.
فرنسا،الثورة الفرنسية أكبر دليل على أن الشعب إن أراد التحرر حقق المراد.
العيب ليس في الملوك،فهم منا وإلينا،هم أبناء جلدتنا،تربوا معنا ،نفس الشمس تشرق علينا جميعا،فإذا وجد الملك شعبا يمعة ساده بأسلوب العبودية،وإذا وجده عارفاً غير صابر على الظلم لا يمكنه إلا أن يعدل.
أنا لاأدافع عن الملوك،فقد اكتويت ولا زلتُ بنارهم،وإنما أقول ملوك العرب كرؤسائهم،سيان لا فرق.
الشعوب العربية لا تريد أن تتحرر،لأنها لا تريد تحمل المسؤولية،لننظر إلى الطبقة الواعية في البلدان العربية،لا تذهب لصناديق الإقتراع،بحجة أن الإنتخابات مزورة،وهي-الطبقة المثقفة-تنتظر من الحكام أن يتدخلوا من أجل نزاهة الإنتخابات،فهل هذا هو الشعب؟.
الشعب عليه أن يفرض على حاكمه العدل والمساواة ونصرة المظلوم وإطعام الجائع وإيواء العريان،وإلا فلا هو شعب ولا يحق له أن يُحْكَم بعدل.
الخوف إن كان من الحكام،فَقَدَ الخائفُ البوصلة التي تِؤدي به إلى الله.
ومن كان يخاف الله،لا تتحرك فيه شعرة خوف من الحاكم الطاغي.
المفضلات