بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقال كنت قد كتبته منذ فترة من الزمن و قد اقتبست بعض الأقكار من بعض الكتاب ممن يوافقني الرأي في هذا الموضوع و لا أنكر أن بعض الأفكار تحتاج لبلورة و هناك بعض الأخطاء المطبعية ، و لكن المهم الفكرة الأساسية أن تكون واضحه و ربما أبلور الموضوع في وقت آخر و أضعه هنا لجميع الأخوة .
المعجزة هي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد مدعي النبوه تصديقا لنبويته على وجه التحدي سالم من المعارضه .
هذا تعريف المعجزه من حيث هي معجزة فحتى نحكم على امر بانه معجز فلابد من توافر هذه العناصر مجتمعه فيه .
فالأنبياء تحدوا الناس بقضايا خارقة للعادة عجز أقوامهم عن الإتيان بها فسميت معجزات .
وكونه لم يقدر أحد على الإتيان بمثلها فهذا يعني انها سالمه من المعارضة
و الإعجاز في القرآن هو الإعجاز المحصور في السورة كوحدة تشريعية .
فالآية ليست معجزة بل السورة فقط هي المعجزه و الإعجاز فيها هو في كل تتضمن من بلاغة و معاني و نظم لغوي و ما إلى هناك من أمور جعلت بنيتها معجزة .
فعند القول بان هناك اعجاز عددي فهذا يعني وجود تحدي بهذا الإعجاز و الحق يقال ان الله لم يجعل أعداد الحروف من قبيل الإعجاز و الدليل على هذا هو انه لم يتحدى بها .
و الاستدلال بالمعجزة إنما هو على أمر مطلوب فيه الاعتقاد .
قمن يقول بوجود اعجاز عددي، و علمي ، لا بد منه
أن يثبت أن هذا الأمر معجزة بالدليل القطعي اليقيني، ولما كان التحدي شرطا في اعتبار الأمر معجزة فان الدليل الذي يثبت به التحدي يجب أن يكون قطعيا لا ظنيا
و النبي ( ص ) تحدى الناس ان ياتوا بسورة من القرآن او عشر او القرآن كله و الله جعل هذا التحدي قائم ليوم القيامه .
* القرآن لم يتحدى العرب بمعجزة الاعداد أو العلم أو بنظرية علمية لان التحدي حتى يثبت يحتاج الى دليل قطعي وعلى من يقول بأي وجه غير وجه الإعجاز البلاغي أن يأتي بدليل قطعي يثبت به وجود التحدي حتى يصح له أن يعتبر ما يقول به معجزة .
فلابد من فهم معنى الإعجاز قبل أن ياتي احد و يدعي وجوه للإعجاز ما انزل الله بها من سلطان مثل الإعجاز التشريعي و الإعجاز النفسي و الإعجاز الفكري و غير ذلك من الأمور التي لا تدل على ان القرآن معجز لانه لا تحدي فيها و هذا وحده كافي لنقض قول من يقول بوجود وجوه للإعجاز أخرى غير الإعجاز البلاغي في السورة الواحده
و خلاصة الكلام في هذا أن :
المعجزة هي أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجز المنكرين على الاتيان بمثله. وذلك لأنه لولا التأييد بالمعجزة لما وجب قبول قوله، ولما بان الصادق في دعوى الرسالة من الكاذب. وعند ظهور المعجزة يحصل الجزم بصدقه عند من يقتنع بهذه المعجزة، وبأنها لا تحصل من البشر"
هذا هو معنى المعجزه و ضوابطها فقبل القول بوجود اعجاز غير الإعجاز البياني اللغوي في القرآن هو قول ينقصه الدليل القطعي على قوله إذا كان يفهم معنى القطيعة في ادلة الإعتقاد .
منكر المعجزة كافر و لكن من ينكر الإعجاز العددي او العلمي هل يكفر ؟
و هذا وحده كافي لبيان أنه لا إعجاز في القرآن إلا الإعجاز البياني الذي تحدى الله به العرب و الناس أجمعين و إلى يوم القيامه الإعجاز باقي .
فليست الحجه على الخلق غير هذا التحدي الذي جاء به القرآن و لا يعتبر الإعجاز العددي و لا العلمي مثلا دليل على صدق نبوة محمد لأن الإنسان الأمي الذي لا يعرف الأعدادو لا يعرف العلوم و لا النظريات العلمية لا يمكن له ان يدرك هذا الكلام و لا يمكن لهذا الكان أن يكون له واقع متصور في ذهنه .
المفضلات